Loading Offers..
100 100 100

هل ستفتح نافذتك؟ فوائد الشفافية في اكتساب صداقات رائعة 

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

عندما تكون متحفظاً للغاية أو منغلقاً على نفسك، فستعيق تحقيق مشاعر الألفة بينك وبين الآخرين كما أنك ستفتقر إلى معرفة ذاتك. ماذا تعني عبارة “أنا شخص متحفظ جداً”؟. بَدَهِياً تعني بأن الشخص منغلق على نفسه وحوله جدران لا يمكن تجاوزها. معظم الناس يشعرون بالاستياء إذا تطفل أحد ما عليهم أو تجاوز محيطهم الشخصي، وهذه ردة فعل طبيعية ويمكن تفهمها فالخصوصية من حق الإنسان، وهي جزء من الديموقراطية والحرية الفردية. كلنا نريد أن يكون حولنا أناس يمكننا الوثوق بهم والائتمان على أسرارنا عندهم، فمن منا سيبتهج إذا تجسس شخص ما عليه ثم شاع ذاك السر الحساس بين الناس؟ (أتعجّب ممن يبثون بكل يسر وسهولة أموراً شخصية في وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لكن هذا ليس محور حديثنا اليوم). قد تأخذ رغبتنا في الخصوصية مجرًى آخر، فبعض الناس لا يريدون أن يظهروا إلا في أفضل أحوالهم، فيمضون في طريقهم مخبئين عيوبهم ويغطون أخطاءهم، وغالباً لا يقولون ما يعنونه لأنهم يريدون أن ينالوا رضا الآخرين وإعجابهم. غالباً ما يكون هؤلاء حساسين وقلقين ويعانون من نقص تقبل الذات، فما عليك إلا الدخول على صفحات الفيس بوك لتراهم يحاولون أن يظهروا مثاليين وتقاة وعلى قدر عالٍ من الرومانسية والجاذبية، ففي صفحاتهم لا ترى إلا صوراً براقة مدهشة لمشهد غروب الشمس على شواطئ ساحرة، ولكنك لن ترى صوراً لأيام الغيوم المطيرة الباردة أو لليالي الرياح العاتية. من المدهش رؤية بعض الأشخاص وهم يخفون شخصيتهم الحقيقية ببراعة بالغة. هؤلاء الأشخاص يكرهون الإجابة عن أبسط الأسئلة مثل “ماذا تناولت على الفطور؟” قد يكون ردهم “هذا ليس من شأنك!” عموماً، الأشخاص غير الكتومين، المنفتحين مع الآخرين، الذين يقولون ما يعنونه ويعنون ما يقولونه، هُم أكثر قناعةً وعلى الأرجح يتمتعون بصحة نفسية أفضل مقارنة بقرنائهم الكتومين، لكن إياك والاقتداء بالأشخاص الذين يفصحون عن كل شيء في حياتهم ويسردون تاريخ عائلتهم الكامل ويشاركون مشاعرهم الخاصة مع الآخرين. كما نعرف، الوسطية والاعتدال هي أفضل الحلول في كل أمور الحياة.

حاول أن تكون منفتحاً قليلاً وخاطر لكي يدخل بعض الأشخاص في حياتك

إذا فتحت بعضًا من نوافذ وأبواب حصنك ستحظى بخصوصية معتدلة، لكن عندما تكون منغلقاً جداً على نفسك فستصبح مكتئباً ومهموماً، بالإضافة إلى ذلك، الانغلاق على النفس سيمنعك من تكوين صداقات وسيحِد من سياسة الأخذ والعطاء والمحبة ومشاركة الآخرين. عندما تكون منفتحاً باعتدال مع الأخرين - أي تشارك بعضًا من أفكارك أو مشاعرك أو أمنياتك وآمالك مع الأخرين - فلن يعرفوك فقط؛ بل ستتعلم أنت الكثير عن نفسك، وأيضاً إذا أفصحت بتروٍ عن بعض المصاعب والتحديات التي تواجهك لشخص ما، فسيساعدك هذا على تخفيف المشكلة، وكما يقول المثل “A burden shared weighs half as much” أي يقل يحجم المشكلة إلى النصف بعد تشاركِها.
ولتوضيح الفكرة أكثر، لنرى ماذا فعلت "بيني":
"بيني" لم تخبر أحداً من أصدقائها الجدد عن مضي عشر سنوات على إقلاعها عن المخدرات التي كانت عادة قد أدمنت عليها في السابق، لأنها كانت متأكدة بأنها لو أخبرتهم فسينظرون إليها بنظرة دونية. لكنها شعرت بأنها مخادعة، لذا، قررت أن تخاطر وتفصح عن سرها. قالت مبتهجةً: “لا أصدق ما حدث. لقد ظننت بأن صداقتنا ستتزعزع، لكن ما حدث هو العكس؛ زادت صداقتنا متانةً، كما أن أصدقائي أخبروني عن أسرارهم وأصبحنا مقربين أكثر من قبل!”. كما ذكرت آنفاً، إذا كنت منفتحًا وشفافًا مع الآخرين فستجني الثمار، فلن تجني علاقة حب مثالية أو تفاعلا مثمرا مع الآخرين دون مشاركتك إياهم عواطفك ودون الثقة بهم، فالحياة ستكون مملة ورمادية دون المخاطرة بالإفصاح عن بعض من مشاعرك. لاحظ العديد من الناس بأنهم عندما يفصحون عن أمر شخصي أو محرج يبادر المتلقين بقول “لدي نفس المشاعر” أو “لقد فعلت الشيء نفسه”، لذا تشجع وكن منفتحًا لكن بالطبع لن يتقبل الجميع كل شيء، فإن لامك شخص ما عما أفصحت بدلاً من مواساتك فحاول أن تتعلم كيف ترد عليه. يميل بعضهم إلى اتباع السلوك المتحفظ مع الأصدقاء وعند محاورة الآخرين وبذلك يفتقدون إلى متعة المشاركة الصادقة، وسأكرر بأن من أفضل الطرائق لمعرفة ذاتك هي الشفافية مع الموثوق بهم وأخذ آرائهم. أنا لا أنصحك أن تُظهر كل مكنونات قلبك للآخرين أو تُفصح عن كل أفكارك الخاصة ومشاعرك لأي شخص، لأن بعض الأشخاص قد يغدرون بك ولا يستحقون أن تعطيهم وقتك الثمين، لكن من السهل معرفة الأشخاص الجديرين بالثقة، فاعرف من سيكون معك ومن سيكون عليك (باستثناء مواقع التواصل الاجتماعي فهي لا تزال منصة تواصل محفوفة بالمخاطر). إذا بنيت شخصيتك طمعًا في كسب استحسان الآخرين بدلاً من إظهار كيانك الحقيقي، فستشعر بأنك امرؤ متصنع متزعزع؛ لأن بناء علاقة وثيقة وكسب الثقة لا يتحققان إلا عندما تعبّر عن مشاعرك الحقيقية بروية للآخرين. إذا أخفيت مشاعرك باستمرار فستحرم نفسك من تكوين علاقات صادقة متينة وستنفر من نفسك دائمًا. إذا تقبلت نفسك بكل ما فيها من أخطاء وعيوب بدلاً من الصورة التي اختلقتها، فستسير في المسار الصحيح لتحسين نظرتك لذاتك ولتوطيد علاقاتك الاجتماعية مع الآخرين. ودائمًا تذكر: فكر جيدًا، تصرف بذكاء، اطمئن، وكن سعيدً!

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..