لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كيف تدرك أنك ناجحٌ في حياتك؟ سؤال يتبادر في ذهن أي إنسانٍ بصورةٍ دائمة، لكن الإجابة دائمًا تكون مشوشة عند معظم الناس، لأن النجاح هدف يسعى كل الناس لتحقيقه، لكنهم يختلفون في تحديد ماهيته، ويتباينون في وضع معاييره وأسسه، وتلعب الأهواء دورًا كبيرًا في تحديد هذه المعايير وتتوزع آراء معظم الناس بين أنماط النجاح المتعارف عليها في صندوق التفكير الاجتماعي كالمال، الشهرة، المنصب، النفوذ، الدرجة العلمية، ولكن لو سألنا خارج هذا الصندوق هل هذه هي المعايير الوحيدة التي تقيس النجاح الحقيقي؟
الواقع أن تحقيق هذه النجاحات، على أهميتها للفرد والمجتمع، ليست نهاية المطاف لأن كثير من الخبراء في مجال علم النفس والتنمية البشرية يعتبرون النجاح الحقيقي هو ما تحققه من سعادةٍ ورضًا على الصعيد الشخصي بغض النظر عن العمل الذي تعمله والمنصب والدرجة العلمية الذي وصلت إليهما، فالنجاح هو النجاح في الحياة وليس محددًا بالنجاح في العمل أو العلم أو غيره، وفي هذا الإطار يقول رالف والدو إيمرسون: (أن تضحك وتفوز باحترام الأذكياء وحب الأطفال وأن تحظى بتقدير النقاد الأمناء وتتحمل خيانة الأصدقاء وأن تقدر الجمال وترى الأفضل في الآخرين وترغب في تحسين صورة العالم ولو قليلاً سواءً بتنشئة طفل أو زراعة حديقة صغيرة أو أن تصحح أوضاعًا اجتماعية، أو أن تعرف أن حياة فرد معين صارت أسهل بسبب وجودك في حياته، هذا هو النجاح).
من هذا المنطلق هناك 11 مؤشرًا يدل على أنك ناجح في حياتك هي:
1. الرضا عن النفس
هل أنت راضٍ عن نفسك؟ إذا استطعت أن تجيب بنعم فهذا يعني أنك حققت النجاح الحقيقي، تأكد أنك لن تشعر بذلك إذا قست نجاحك بما يريد المجتمع لك بل بما تريده أنت لنفسك وما يُنمي شخصيتك، ويجعلك راضيًا عن نفسك
2. أن تكون صاحب مبادئ عظيمة وقيم نبيلة
يكفي أن تكون نبيلاً في تصرفاتك وسلوكياتك وأخلاقك حتى تكون من الذين حققوا النجاح الحقيقي في حياتهم، لأن هؤلاء عملة نادرة في هذه الأيام، ولربما لن يتحدث المجتمع عنهم الآن إذ يكون الجميع منشغلاً بما يدور على الشاشات ومنصات التواصل.. لكن لا بد أن يأتي الزمن الذي يطلبهم ويصبحون في مقصورة الدرجة الأولى من القطار الاجتماعي.
3. أن تتمتع بعلاقاتٍ اجتماعية وعائليةٍ مستقرة
ما فائدة المال والعلم والشهرة والنفوذ وغيرها إذا لم تستطع صناعة علاقات عائلية واجتماعية مستقرة وسعيدة؟ إن نجاحك في ذلك هو النجاح الحقيقي الذي ربما يعجز عنه أصحاب الملايين والشهرة والعلم، الذين يعاني قسم منهم من الخيبة والشعور بالفشل رغم النجاح ( الباهر) والأضواء الساطعة التي تلاحق خطواتهم.
4. أن تستطيع تقرير مصيرك بنفسك
حين تكون صاحب القرار في حياتك وتتخذ قرارك بناءً على مصلحتك واستنادًا على مبادئك النبيلة، فأنت الشخص الناجح الذي يعرف ماذا يريد وإلى أين يتجه، وأنت بحسب علم البرمجة اللغوية العصبية ذات مرجعية داخلية تعتمد على نفسك في اتخاذ قراراتك، وهذا يعني أنك تعيش حالة نجاح دائم بعيدًا عن الأضواء.
5.لديك رؤية لتحقيق التقدم في الحياة
قد ترى أنك لم تنجز شيئًا يذكر من المنجزات التي يصبوا إليها أي إنسان، وهذا غير صحيح، فإذا كان عندك رؤية لتحقيق إنجازٍ ما ترغب به، فهذا يعني أنك تمشي على الطريق وأنك قطعت المسافة الأصعب في طريق النجاح المشوب بالتحديات، إن امتلاك رؤية والسعي إليها هو واجبك لتحقيق ما تريد، لكن الوصول ليس من مهماتك فهناك ظروف خارجة عن إرادتك، لا تكترث بها، ولا تقيّم مسار حياتك بناءً عليها إنما نجاحك الحقيقي يكون بامتلاكك الرؤية الواضحة لتحقيق التقدم في الحياة.
6. أنت شخص إنساني ذو طيفٍ واسعٍ من المحبة
يشمل عملك أو جامعتك أو مشروعك الخاص أو أصدقائك، أو جيرانك ..إلخ، إن هذه المحبة علامة كبرى على أنك حققت النجاح الذي لا يستطيع تحقيقه الكثيرين ممن تسلط عليهم الأضواء ويشعرون بالفقر الحقيقي للعلاقات الدافئة التي تتألف من خلال المفردات البسيطة والأشخاص العاديين المحيطين بك.
7. أنت متفائل بالمستقبل
حين تتمتع بشعور الشخص المتفائل بالمستقبل الذي يرى دائمًا النصف الممتلئ من الكأس تحت النصف الفارغ، الذي يستطيع أن يعيش حالة الفرح الداخلي بغض النظر عن الظروف الداخلية، هذه حالة نحتاجها جميعًا في زمن مليء بالخيبات، فهي إكسير البقاء في هذا الزمن.
8.أن تشعر بالسعادة من خلال أشياء بسيطة
أصارحك القول أن النجاح الحقيقي أن تستطيع استشعار السعادة من خلال الأشياء البسيطة المفيدة لك ولمجتمعك، فقد تجد السؤال عن مريض تعرفه أو طفل يتيم أو رجل مسن يشعر بالوحدة مجرد أعمال بسيطة، لكنها شواحن فعالة لك بالطاقة الإيجابية التي تحتاجها لتشحن نفسك.
9. أن تتقن عملك وتقوم به على أكمل وجه
إن من أفضل الأشياء التي تدل على نجاحك الحقيقي هو إتقانك لعمل أو مهنة وتأديتها على أكمل وجه، فهذا يرضى نفسك التواقة لتقديم الأفضل وترضي مجتمعك الذي يطلب الأفضل، إن عملك وسلوكك هو النافذة التي يطل عليك المجتمع منها، والباب الذي يفتح ساحات المجتمع لذوقك وإبداعك وشخصيتك.
10.الشعور برضا الله عنك
الواقع أنك لا تستطيع أن تتمتع، بأي من مؤشرات النجاح التي ذكرناها، إذا فرغت من الشعور العميق برضا الله عليك، فكل المقاييس الدنيوية يجب أن تصب في هذا المقياس لأنه العامل الأساسي في تحقيق كل النجاحات والذي يضعها على الصراط المستقيم.
11.أنظر لمن حولك
تأكد أن حياتك الخاصة وعالمك الصغير مليء بالنجاحات الحقيقية التي لا تحسّن جودة حياتك فحسب، بل ترتقي بجودة حياة من حولك، الأمر الذي قد يحسدك عليها العديد ممن تلاحقهم الأضواء ويعيشون في أبراج الشهرة وأوهام المجد المزيف، أنا لا أدعوك للزهد والتوقف عن طلب إنجازات الحياة من المال والعلم والمنصب وغيره بل أدعوك لتزكية هذه النجاحات بإظهار جوهر إنسانيتك الحقيقية.