لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
أول ما تود معرفته عن كتابة رواية هو أنه لا يوجد إجابات واضحة. ثاني شيء تود معرفته هو أنه لا يوجد وصفة سحرية. كل روايةٍ تتطلب بنيتها الخاصة، ووتيرتها الخاصة، ونظرتها الخاصة تجاه العالم.
ما زلت معي؟ جيِّد. لأن – كما اتضح لنا – كتابة الرواية ليست تمرينًا لدخول متاهة الإحباط واليأس التام (مع أنها تكون كذلك فعلاً في بعض الأحيان). بل إنها أيضًا غوص عميق في دماغك ومغامرة ممتعة. إنها عالمك، عليك أن تكتبها، وتنشرها، وتصقلها، وتركِّب كل أجزائها معًا.
مستعد لمواجهة هذا التحدي ؟
دونك 7 نصائح لتبدأ في كتابة أول روايةٍ لك.
1. اكتب قصة ترغب بقراءتها
لا تكتب قصةً لمجرّد أنك تعتقد أنها قد تكون رائجةً ومحبوبةً لدى الناس. فكّر في الكتب التي تحبها، تلك الكتب التي تتوه نفسك فيها. وإن كانت تلك الكتب من نوع “الغموض”، فلا تحاول الكتابة في الرومانسيّة التاريخية أو رواية أدبيّة هادئة. لا يجب أن يكون ما تحبه نوعًا محددًا، وإنما لهجةً معينةً، أو نوعًا من القصص أو الشخصيات. اكتب عمّا تحب. أسدِ لي معروفًا، اليوم، وحالاً، اكتب قائمة تحتوي كل هواجسك المجنونة؛ الأشياء التي تجعل قلبك ينبض بسرعة، التي توقظك في منتصف الليل. ضعها فوق مكتبك ودعها ترشدك، لتحريك كتابتك كل يوم.
2. ابدأ بالشخصية
اجعلها ناقصةً (معيوبةً) ومعقولة. دعها تعيش وتتنفس وأطلِق لها العنان كي تفاجئك وتأخذ القصة إلى اتجاهاتٍ غير متوقعة. وإن لم تستطع الشخصية مفاجأتك، فاعلم بأنّها ستبدو سطحيةً للقرّاء. أمارس دائمًا تمرينًا عندما أحاول التعرّف إلى شخصية، وهو أن أطلب منها إفشاء أسرارها لي. احمل ورقةً وقلمًا وابدأ بـ”أنا لم أخبر أحدًا أبدًا…” واجعلها بداية لك؛ الكتابة بصوت شخصيتك.
3. امنح تلك الشخصية مشكلةً مقنعة
يجب أن تمتلك شخصيتك شيئًا سيتحداها ويعذبها ويدفعها للأمام. في صميم كل قصةٍ يوجد صراع، خارجيًا كان أم داخليًا، يجعلها قصة جيدة، وتذكّر أن تلك المشكلة هي ما سيصقل شخصيتك، ويحدِث فيها تغيرًا أبديًا.
4. حرّك الأحداث
قد يكون لديك أروع الشخصيات في هذا العالم، وتكون كتابتك جميلة، لكن إن لم يحدث شيء في هذه القصة، فستنهار بسرعةٍ كبيرة. في كتبي، أحرص على حدوث شيءٍ مهم في حبكة القصة في كلّ مشهد. وإن كان هنالك مشهد لا يساهم في تحريك القصة بطريقةٍ حيويّة، أزيله بغض النظر عن مدى روعته. وعندما أقوم بالتحرير، سأتابع مشهدًا بمشهد وسأصف كل مشهد بكلمةٍ واحدة على ورقة صغيرة.
ثمّ أبسط الورق وأكون قد حصلت على العناصر الرئيسية لقصتي. فيمكنني من خلالها رؤية إن كنت أحرز تقدمًا، أو إن كنت أدمج تحوّلات ومنعطفاتٍ كافية، أو إن كان هنالك مشاهد لا تقدم المبتغى منها.
5. اجعلها معقولةً
القول أسهل من الفعل، وأنت أحيانًا ستكتب قصةً عن الأشباح والجنيّات، كم مدى عقلانيتها؟ الأمر يجدي نفعًا إن جعلتها معقولةً في عالم الكتب. في كتابي “وعدٌ بعدم الإفشاء Promise Not To Tell“، وضعت قواعد للشبح؛ كالأمور التي يمكنها فعلها والأمور التي لا تستطيع فعلها. أعطيتُها تاريخًا وسببًا مقنعًا للعودة. والقراء يكرهون الحيل الرخيصة. لا تحضر شخصيةً جديدةً في نهاية القصة لتحل لها مشكلة بطل الرواية. يجب أن تعتمد على نفسها في حل المشاكل، وجعل الأمور أفضل أو أسوأ.
6. التزم بالمشروع
ستميل للاستسلام ألف مرةٍ ومرة. لا تفعل ذلك، أنهِ القصة! ثم اعمل بضعفي الجهد لمراجعتها. ابذل قصارى جهدك لتجعلها ترى النور. سيرفضها الوكلاء والناشرون –وهذا أمرٌ محتوم– لكن أرسلها لغيرهم. وفي غضون ذلك، اكتب روايةً أخرى. ثم اكتب غيرها. ثق بي، ستتحسن كل مرة. أنت لست في مجال الكتابة لأنها مهنة سهلة. تطلّب الأمر أربعة كتب، ووكيلين وسبع سنوات حتى استطعت نشر روايتي الأولى. كان ذلك طريقًا طويلاً، لكنه كان يستحق في النهاية!
7. أخيرًا: تجاهل القواعد (من ضمنها قواعدي)
الجميع يحصلون على قواعد ونظريات؛ لأن الناس يريدون السخرية منك، لكنك في أسلوبٍ كتابيّ لديه قواعده واتفاقاته الخاصة. أعتقد أن العمل يخرج بشكلٍ أفضل عندما نترك كل ذلك وراءنا؛ عندما يكون الشيء الوحيد الذي نريده أن يكون صحيحًا هو كتابتنا.