Loading Offers..
100 100 100

أسباب تدفعُك لضرب أطفالك

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

تَضربُ طفلها لأنه أخطأ أو سكبَ الحليبَ على الأرض أو لم يبدلْ ملابسه. أتساءل؛ لو كانت تلك الأم مكانَ طفلها هل كانت ستقبل أن تُضرَب لمجرد أنها تصرفت نفس تصرفاتِ الطفلِ التي اعتَبَرتها خاطئة؟ بالطبع لا ولن ترضى لنفسها ذلك أبداً لكنها ترضاه لطفلها بحجة التأديب.
كثيراً مانسمعُ في المجالس تفاخرَ الأمهات بتربية أطفالهن بالضرب كما كانت تفعل الجدات في السابق اعتقادًا منهن أن “الضرب يربي الرجال”، وإن نصحها أحد التربويين تقول عبارتها الشهيرة “لن تكونوا أحنَّ على طفلي مني”. نعم يا سيدتي أنت حنونة ولكن تحتاجين لمحو الجهل التربوي المركب ثلاثي الأبعاد الذي اكتسبتيه من الموروثات الاجتماعية.
إنها تتفاخرُ بما تعتبرُه طريقةً مثلى للتربية “الضرب” لكنها في الواقع وبعد إزالة الغطاء عن الحقيقة هي تتفاخر بإذلالِها لطفلِها وكبتِ حريته وكسره وكتم فِيْه. هكذا تتربى الأجيال على التمرد. فطفلك غير راضٍ عن الضرب وشعر بالكسر، ستتراكم تلك المشاعر حتى تنفجر بأشكالَ عدة؛ تمرد، عناد، مخالفة، تنمر، انعزال، بُغض الآخرين، تمادي وتطاول، والعجيب في الأمر ويعد كل هذا تشتكي الأم من طفلها وأخلاقه السلبية وتبدأ بالبحث عن حلول!
إنني على قناعة تامة أن ٨٥٪ من سلوكيات الأطفال السلبية سببها الأم والأب واستخدامهما لطرق تربية غير مدروسة وعشوائية والتي تم تأليفها إرضاءً للناس ومفاخرةً في المجتمع فذهب ضحيتها الأطفال. هل تعتقدين أن ضرب طفلك سيربّيه؟!

نظرةٌ فاحصةٌ لضرب الأطفال

دعونا أولاً نتفق على أنّ الضربَ لا يمتُّ للتربية بِصِلة. لابد أن نبرئ التربية أولاً من أساليب خاطئة اخترعها المجتمع غيرُ الواعي حتى لا تُحْسب تلك الأساليب على التربية وبالتالي على التربويين. بكل وضوح “التربية بريئة من ضرب الأطفال وامتهانهم”. اتفقنا؟
حسناً والآن كيف يؤثر الضرب على طفلك؟ إليكم ما يحدثُ من الألف إلى الياء عندما تشمْر الأم عن ساعديها وتتحفز لضربِ تلك العجينة الصغيرة البريئة مدعيةً تربيته:
١. قبل أن تضربيه فتعبيرات وجهك تُشعر الطفل بقرب أجله فلن تضربيه وأنت تضحكين وتتسامرين معه. لا بد أن يتوافق وجهك مع غضبك ومع ضربك له، ما تلك الا  عوامل تساعده على التسمر في مكانه خوفًا وهلعًا.
٢. اللحظة ما بين رفع يدك أو أي أداة للضرب وإنزالها على جسمه النحيل هي لحظة التعذيب النفسي قبل الجسدي، فالطفل لا يعلم أين موقع الضربة سيكون هل على رأسه أم على يده أم على ظهره تلك الحيرة مع الخوف منك هو التعذيب النفسي بعينه.
٣. وصلت يدُك جسْمَه وتم التعذيبُ الجسديُ بنجاح. والآن يشعر الطفل بكل مشاعر الإهانة والذل والتسلط إن كان طفلاً ضعيفًا وإن كان قويًا فبالاضافة لتلك المشاعر سوف يعلن التمرد وعدم الانصياع لأوامرك.
٤. إن أطاعك الطفل بعد ضربه فتأكدي تمامًا أنه أطاعك خوفًا لا قناعة. وقد تقولين لا يهم أن يقتنعَ المهم أن يطيع فلا أقول لك سوى “هكذا يُربَّى السلبيون في المجتمع” على تكميم الأفواه وكبت الذات.
٥. لا أستبعد أن يبحثَ عن غيرِك ممن يشعرُ معه بالأمان والاحترام أكثر. فمواقعُ التواصلِ لن تتركَه حزينًا مُهانًا. بل ستوفرُ له البيئةَ التي لم يجدها عندك فتكونين قد نجحت في إبعاده عنك وخسارته.

ما الأسباب التي تدفع الأم أو الأب لضرب طفلهما؟

١. قلة أو انعدام الوعي التربوي

يُعالَج هذا الموضوع بالقراءةِ في مجالات التربية وفهم صحيح لما يُقرأ وتطبيق مباشر بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل.

٢. ضغوطات الحياة

فالأم تعمل أو تدرس أو الاثنين معًا وقد تكون متفرغة لكنها تعاني من ضغوطات الحياة فليس لديها الوقت للاستماع للطفل أو محاورته فتلجأ للضرب كوسيلة سهلة وسريعة لإذعان الطفل. علاج ذلك أن تبدأي صفحة جديدة مع نفسك. إن شعرت بضغط مارسي الرياضة بشتى أنواعها؛ تمارين، مشي، جري، سباحة وخلافه. اعطي نفسك فرصة للانسجام مع الذات والترويح عن النفس.

٣. الموروثات الاجتماعية

فقد نشأت الأم لترى والدتَها وجدتَها تستخدمان الضرب كأسلوب للتربية حتى اقتنعت بالفكرة تمامًا وبدأت في تطبيقها على أطفالها. علاج تلك الحالة الوعي وهدم الموروثات الاجتماعية من الذاكرة والخروج من دائرتها وبدء التفكير خارج الصندوق في أساليبَ جديدة وناجعة.

٤. الضرب أسهل وأسرع من الحوار

تضربين طفلك لأنه رفض أن يفعلَ ما أمرتِه به وليس لديكِ متسعًا من الوقتِ للحوارِ معه وإقناعه فتكلمتِ بيدك بدلاً من لسانك، فالضرب أسهل من الحوار لكنك لا تعلمين كم دمّرت في طفلِك وما هي المعاني التي انهارت أمامه. علاج ذلك استخدمي طريقة العد قبل أن تشرعي بالضرب واستغفري واذكري الله تعالى في تلك اللحظة. استجمعي قواك وابدأي رحلة الإقناع بالحوار.

عزيزتي الأم .. إنّ الوقتَ مبكرٌ على النحيب وما كُسر يمكن إصلاحه وما هُدم يمكن بناؤه. افتحي صفحةً جديدةً مع أطفالك اعتذري منهم فالاعتذار ليس عيبًا بل بالعكس ستكبر صورتك أمامهم وستعلمينهم معنى الاعتراف بالخطأ وتصحيحه. استبدلي بالضرب وسائلَ وأساليب تربوية فعالة، حاوريهم واستمعي لشكواهم واجعليهم يفخرون بك كأمٍ ومربيةٍ وصديقة.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..