لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
إنّ الكذب صفةٌ ذميمةٌ وقد تجرُّ إلى ما هو أسوأ من السلوكيات. اخترتُ لكم هذا المقالَ للترجمةِ فقد وجدتُه يتكلمُ عن نقطةٍ مهمةٍ عند الأطفال وكيفية التعامل معها.
كيف يبدأ الكذب عند الأطفال
قد يتحول الكذب عند الأطفال لعادة إن لم يتم تهذيبه منذ الصغر. في هذا المقالِ سوف نتعرفُ على كيف يبدأ الكذبُ عند الأطفالِ وكيفية التخلص منه. فبين كل الاضطرابات السلوكية التي تؤثر على الطفل سلبًا تُعتبر الانحرافات السلوكية أسوأها. مثل الكذب والهروب من المدرسة والجرائم الجنسية. تلك الانحرافات صعبة في تقبلها مجتمعيًا والتعامل معها تتطلب علاجاتٍ حساسةٍ ودقيقة.
ولكن قبل أن ننعت الطفل بالكاذب علينا أن نتأكد أنه يكذب ولا يتخيل خيالاً مفرطًا، فغالبًا يتكلم الطفل عن أشياء يُخيّل إليه أنها حدثت ولكنها فعليًا لم تحدث، وهذا لا يعني أنه يكذب، فقد يتخيل أن لصًا دخل غرفته أو قطةً أو كلبًا، هذه التخيلات نعدها كذبا لكنها لدى الطفل مع خبرته المحدودة وتصوّراته المتعددة حصلت بالفعل.
إليك بعض النقاط التي توضعُ بعينِ الاعتبار عند التعامل مع الطفل عندما يعبر عن نفسه والمحيط ويتخلل كلامه الكذب:
١. لا تنعت طفلك بالكاذب
الأطفال بطبيعتهم يعبرون عن مشاعرهم بصدق، ولأن الكبار قد يفهمونهم فهما خاطئا فقد يتهمونهم بالكذب. أيتها الأم أيها الأب كونا حذرَين هنا لأن تلك النعوت قد تعيق نمو الطفل العاطفي كليةً. إن لم يستطع الوالدان إظهار ثقتهما في طفليهما فسيفقد الطفل ثقته بنفسه وسينمو وهو يحمل الكثير من العُقد.
وسيتحول الأمر للأسوأ اذا طلب أحد الوالدين من أخ الطفل أن يتحقق ما إذا كان الطفل يقول الصدق أو يكذب.
ويزداد الأمرُ سوءًا إن طلب والده من الآخرين علنًا عدم تصديق الطفل لأنه يبالغ في قصصه وكلامه، من مساوئ وسلبيات تكذيب الطفلِ أنه سوف يفقد الثقة بقدراته ولن يصبح قادرًا على التمييز بين الخيال والحقيقة، وبالتدريج سوف ينغلق في قوقعةٍ وينعزل عن المجتمع حتى يتخلص من الانتقادات الموجهة إليه ومن نعته بالكاذب. من الناحيةِ العاطفيةِ يتأثر سلبًا وقد يكره المجتمع الذي يعيش فيه.
٢. رفعُ سقفِ التوقعاتِ يؤدي لكذب الأطفال!
لا يولدُ الطفلُ كاذبًا، ولا يكذبُ إلا إذا أُجبر على الكذب. ومن الطبيعي جدًا ألا يُجبِر الوالدان أطفالهم على الكذب. إذن لماذا يكذب الطفل؟ غالبًا يكذب الطفل مع الوالدين الصارمَين، فالطفل يشعر معهما بالضغط فيضطر للكذب حتى يتجنب توبيخهما. ومع الوقت يصبح الكذب عادة وطبيعة، فيُنعت بالكاذب ولا ينتبه الوالدان أنهما السبب في كذب طفلهما، لذلك وجب الانتباه لسلوك الكذب عند الطفل منذ البداية حتى بتم السيطرة عليه قبل أن يتفاقم ويستسهله الطفل فلا ينطق إلا الكذب.
٣.الوقايةُ خيرٌ من العلاج
الوقاية التي أتكلمُ عنها هي ألا يكون البيت مليئًا بالصرامة والقوانين التي تخيف الطفل فتُجبره على الكذب. من حق الطفل أن يعيشَ سعيدًا ويحيا طفولته بعيدًا عن الأجواء الغاضبة والضغوطاتِ النفسية، إن توفرت له تلك المساحة من الحرية والنمو العاطفي السليم فسيحترم القوانين ولن يضطرّ للكذب، إذا لم تتغير طريقة الوالدين في السيطرة والتسلط فقد يصاحبُ الكذبُ الطفل مدى الحياة ويتجنبه الآخرون لسلوكياته غير السوية، وحتمًا لن يثق به أحد وقد يدمر ذلك مستقبله ويصبح من الصعب عليه أن يحافظ على صداقاته.
لماذا يلجأ الأطفال للكذب ؟
يبدأ الوالدان بالكذب ويسميانه (الكذب الأبيض)
بعض الآباءِ يشجعون أطفالهم دون قصد على الكذب. مثال على ذلك: عندما يطلب السيد سامي المتغيب عن العمل من زوجته الاتصال على مديره واختراع فكرة أنه مريض على مرأى ومسمع من طفلته ذات الأربع سنوات وفجأةً يحدث الأسوأ فيتصل المدير على البيت فيطلب الوالد من طفلته أن ترفع السماعة وتقول: “إن والدي نائم”. بهذه الطريقة تسقط القدوة ويتربى الطفل على أن الأمانة ليست بالأمر المهم وأن الكذبَ سلوكٌ طبيعي.
مبالغاتُ الأطفال في الكلام ممكن أن تؤدي إلى عاداتٍ سيئة
في بعض الأحيان يلجأ الطفل للكذب إن أراد أن يتباهى أمام أصدقائه. قد يبالغ في وصف سفرياته أو الهدايا التي أخذها من والديه أو بنوع الهاتف الخلوي الذي يملك وغيرها. هذا النوع من الكذب يبدأ خفيفًا بسيطًا وقد يتزايد ويفقد الطفل ثقة الآخرين إن لم يوضع له حد، يفترض الطفل الذي يكذب أن كل من حوله يكذب وبالتالي فهو لا يثق بكلام أيِّ أحد وقد يقود ذلك إلى ضعف شخصيته وإعاقة نموه العلمي والتربوي والعاطفي بالشكل الصحيح.
تغيير الوالدين لطريقتهما في التعامل هو كل ما يحتاجه الطفل
الكذب هو أحد الاضطرابات السلوكية التي ممكن التخلص منها بتصحيح تعامل الوالدين مع طفلهما وتغيير طريقةِ تربيته. لذلك احرص على تربية الطفل بالكثير من الحب والتفاهم دون ضغوطات تجعله يلجأ للكذب، فالوقاية خير من العلاج، فقد يصعب على الوالدين علاج سلوك الكذب إن كبُر مع الطفل وتزايد.