لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يفترض الكثير منا أننا نحتاج إلى إجراء تغييرات جذرية في عاداتنا أو حياتنا أو حتى رصيدنا في البنك حتى نكون سعداء. في الواقع هذا ليس هو الحال. ولكن الحقيقة هي أننا وفي كثيرٍ من الأحيان لدينا بالفعل كل ما نحتاج إليه للاستمتاع بالحياة. إنها مجرد مسألة أن نبطئ ونستمتع حقًا بما نفعل.
كثيرًا ما نمضي بحياتنا مسرعين بين مشاغل الحياة دون أن نتوقف لنعيشها حقًا. فأنا مثلاً ككل هؤلاء الناس بين زحمة الحياة أعيش دون أن أتوقف لأعيش حقًا، حتى استيقظتُ ذات صباح وأدركت أنني عشت أكثر من نصف عمري وأنا مسرعة، ثم قررت أن أجرب شيئًا جديدًا وأن أتقدم ببطء..
لقد ذُهلت من تجربة التباطؤ. إنها مثل الاستيقاظ دون أن تعرف أنك كنت نائمًا، وخاصةً أن حياتي قبل هذا الهدوء لم تكن مجنونة، ولهذا السبب كان اكتشافي مفاجئًا للغاية. ما أدركته من خلال فترة التباطؤ هو أنني أمضيت سنوات في تنقلٍ من شيء لآخر دون أن أستمتع بالتفاصيل. حتى بالنظر الآن فأنا لا أذكر كيف أمضيت السنة الماضية من حياتي، ونسيت كثيرًا من أحداثها. أحد الأشياء التي عادت لي خلال فترة التوقف هذه هو الوقت الكافي للكتابة، حتى أن الإلهام والشغف والرغبة بالتصميم عادوا إلي.
الليلة الماضية قمت ببدء وإنهاء فصل كامل من دفتر كنت أصممه، حتى أنني أثناء التصميم كنت أستمع لأشعار قديمة كنت أستمع لها سابقًا كجزء من هذه التجربة الجديدة الغريبة مع مرور الوقت. أحب الاستماع إلى أنواعٍ مختلفة من الأشعار أثناء التصميم، لقد استمعت بعناية للكلمات وذكريات تغمرني، شعرت بإحساسٍ جميل بينما أنا أستمتع كما لم أستمتع منذ فترةٍ طويلة وأنا أفعل شيئًا أحبه حقًا.
أدركت في تلك اللحظة أنه بطريقةٍ عميقة لم أعِش حقًا. فقد كنت سابقًا أجد صعوبة في الاستمتاع أو الشعور بالسعادة في يومي، كنت غالبًا ما أجدني في منتصف الليل ولم أستطع قراءة صفحة واحدة من كتاب أو فعل أي شيء من الأشياء التي كنت أريد فعلها.
قد يكون صعبًا بالبداية خاصةً للأشخاص ذوي الانشغالات الكثيرة، ولكن كل ما عليك فعله هو البدء بساعةٍ واحدة في اليوم تخصصها لنفسك تمضي فيها ببطء لتعيشها بكل تفاصيلها، تمضي بفعل شيءٍ تحبه أو تجربة شيءٍ جديد ولكن افعله ببطء واستمتع بكل دقائقه.
قلّل من الساعات التي تقضيها على هاتفك، فالساعات التي نقضيها على هواتفنا لا تضيع من وقتنا فحسب، بل تزيد من التوتر في حياتنا، كما أنني أجد أنه لشيءٌ مثيرٌ للسخرية أنه تم اختراع التكنولوجيا لتوفر لنا الوقت، بينما اتضح أنها تأخذ من وقتنا أكثر، فإننا نقضي كثير من الساعات في يومنا عليها. يعتبر التباطؤ اختيارًا، وليس دائمًا خيارًا سهلاً، ولكنه يؤدي إلى تقدير أكبر للحياة ومستوى أكبر من السعادة.
بعض الأساليب التي فعلتها وساعدتني
كن متواجدًا بعقلك وأحاسيسك كلها
لا يكفي مجرد الإبطاء، يجب أن تكون مدركًا فعلاً لما تفعله في الوقت الحالي، هذا يعني أنه عندما تجد نفسك تفكر في شيءٍ ما عليك القيام به، أو شيء حدث بالفعل، أو شيء قد يحدث… أعد نفسك إلى اللحظة الحالية، قم بما تفعله في تلك اللحظة بعقلك وأحاسيسك وشغفك كله، قد يحتاج الأمر إلى ممارسة لكنه ضروري.
تأمل الطبيعة
غالبًا ما نغلق أنفسنا في منازل أو مكاتب، ونادرًا ما نحصل على فرصةٍ للخروج، وحتى عندما نكون في الخارج فنحن مشغولون بهواتفنا بدلاً من أخذ وقت راحة والاستمتاع بتأمل الطبيعة وأخذ نفسًا عميقًا من الهواء النقي. قم بإغلاق هاتفك أو الأفضل من ذلك أن تتعلم أن تتركه وراءك عندما يكون ذلك ممكنًا، واستمتع بصفاء الماء والمساحات الخضراء.
قم بالبحث عن أنشطةٍ تقوم فيها في الهواء الطلق لتستمتع بها مثل المشي في الطبيعة، حاول القيام بذلك يوميًا إن أمكن، لوحدك أو مع أحبائك.
كُل ببطء
بدلاً من حشر الطعام بفمنا في أسرع وقتٍ ممكن مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وعدم التمتع بمذاقه، تعلّم تناول الطعام ببطء واستمتع بكل قضمةٍ تأكلها. فأنا ممن يؤمنون أن الطعام يجلب لنا السعادة.
جد المتعة في أي شيء
هذا مرتبط بالحضور، لكن خذه بخطوةٍ أبعد. أيًا كان ما تفعله، كن حاضرًا بالكامل وقدّر أيضًا كل جانب فيه واعثر على الجوانب الممتعة. على سبيل المثال، عند غسل الصحون بدلاً من التسرع في غسلها كعملٍ روتينيٍ ممل حتى تنتهي سريعًا، أنصت لصوت الماء المنساب، العب برغوة الصابون. يمكن أن تكون مهمة ممتعة إذا تعلمت رؤيتها بهذه الطريقة. الأمر نفسه ينطبق على الأعمال الأخرى –غسل السيارة، الكنس، الغبار، الغسيل– وأي شيء تقوم به، في الواقع . يمكن أن تكون الحياة أكثر متعة إذا تعلمت هذه العادة البسيطة.
وأخيرًا تنفس
عندما تجد نفسك تركض بسرعةٍ وتلهث، توقف وخُذ نفسًا عميقًا. افعل أكثر من ذلك. اشعر حقًا بالهواء الذي يدخل جسمك وسكون توترك. من خلال التركيز الكامل على كل نفَس فإنك تعيد نفسك إلى الحاضر وتبطئ من ركضك. من الجيد أيضًا أن تأخذ نفسًا عميقًا أو اثنين بين الفترة والأخرى، افعل ذلك الآن وستعرف ماذا أقصد.