لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
أود إخبارك اليوم بثلاثة أمور قد تحسن تجربتك مع طبيبك، لأن الرعاية الصحية والموعد التي تحجزه مع الطبيب هو عملية متبادلة بينكما نحو علاج أفضل لك.
3 أمور يتمنى الأطباء لو يعرفها المرضى
1- الكذب على الطبيب يؤذيك
إنني قبل الممارسة الطبية لم أكن أفكر أن عملي سيتضمن التعامل مع كذب المرضى. يكذب البعض لإخافة من حولهم فيبالغون في أعراضهم ويتظاهرون بالإغماء والاختلاج والعمى والاختناق وغير ذلك. أو يخفون أجزاءً من قصتهم المرضية مثل شرب الكحول أو التدخين لشعورهم بالخزي.
إحدى المريضات حضرت لدي مرة في غرفة الإسعاف تشكو لي دواراً، مضيت معها في السؤال والفحص، وبعد طلب بعض التحاليل توافد أحد القادمين من أهلها إلى غرفة الإسعاف وسمعتها تحاورها وتخبرها أنها يجب عليها التوقف عن تلك الحمية القاسية التي تقوم بها.
لم تذكر لي المريضة أي حمية تقوم بها، بعض أنواع الحميات المجنونة المأخوذة من الإنترنت أو الأشخاص غير الأخصائيين قد تكون سبباً مباشراً في حدوث الدوار، عدت إليها من جديد وسألتها عن تلك الحمية فقالت إنها حمية ممتازة وليست قاسية وأنها تأكل بشكلٍ جيد إلا أنني بقيت في شك من صحة ما تقول، سألتها عن التدخين فقالت لا، ثم عن بعد أشارت قريبتها أنها تشرب الأرجيلة، أنكرت المريضة، ثم أشارت قريبتها أنها تفعل.
كما قد يكذبون لأنهم يريدون أن تقوم بإعادة كل الاستقصاءات والتحاليل التي قام بها طبيب زميل لك قبلك لكي تكتشف ربما مرضاً مختلفاً أو تعطي رأياً مخالفاً أو ليختبروا هل ستتساوى الآراء. هناك أيضاً الكثير من الأسباب، لا يسعني إيرادها هنا كلها. ما أريد أن أقوله لك أن بعض الكذب حقاً سيؤذيك، بعضه إخفاء هام قد يوضح سبب الأعراض التي أتيت بها ويساعد في طلب الاستقصاء المباشر وكشف السبب ووصف العلاج لك أبكر ما يمكن.
وما أتمنى لو يعرفه المرضى أننا كأطباء حقاً في مكان لا نفكر فيه بالحكم عليك وتعييرك بأي سلوك تقوم به، على الأقل معظمنا، نحن نهتم بالوصول إلى التشخيص وسبب الحالة التي أمامنا للوصول إلى العلاج. كما أن المرضى لا يعلمون أننا معتادون جداً على حالات متنوعة مثل إدمان المخدرات، والأمراض الجنسية وغير ذلك من الأمور التي تعتبر معيبة اجتماعياً.
كما أن قصتك هي ضمن السر الطبي ولا يحق للطبيب تدواله ونشره. وإن كذبك قد يطيل عليك الاستقصاءات ويرهقك، ثم ستظهر الحقيقة، وأنت الخاسر الوحيد. لا أخفي أنني كطبيبة أحياناً قد أنصح من جهة شخصية بخصوص الكحول فإن الله كرّم الإنسان والفطرة البشرية تستقبح الكحول، وعموماً طبياً التوصية بإيقاف الكحول توصية طبية علمية معتمدة وعالمياً متبعة.
أما بالنسبة للمدعين، فإن مدعي الإغماء والاختلاج وغيرهم لا يعلمون أن أمرهم واضح جداً للأطباء، نحن نعلم تماماً كيف يبدو الإغماء المرضي وشكله ولا يمكن تمثيله، وهذا الأمر يخدع للأسف الأحبة من حول هذا المريض ويخيفهم فقط.
2- لا تخجل من أعراض تشعر بها، شاركها مع طبيبك
الناس عموماً تخجل من بعض الأعراض مثل البواسير وغيرها، إلا أننا نحن الأطباء معتادون جداً على مثل هذه الأعراض ونراها ضمن عملنا بشكل شبه يومي بالإضافة إلى أن هناك فصول في الكلية نتناول فيها هذه الأمراض بالتفصيل ونتعرف على طرق علاجها.
كما أن فحص هذه الأماكن يكون مخجلاً للمرضى، وهذا أمر طبيعي، إلا أننا أيضاً معتادون على فحص هذه الأماكن، وفي الحقيقة إن الطبيب عند الفحص بدون أن يشعر يركز على الآفة التي يفحصها وهو في ذهنه يستبعد الأسوأ مثل احتمال وجود سرطان نزولاً نحو التشاخيص الأقل خطراً.
أخبر طبيبك بما يقلقك، جاءتني مرة مريضة شابة لا تريد فحص البواسير لديها وأخرت فحصها هذا شهوراً طويلاً متحملة الألم لأنها تخجل من الكشف على طبيبة، ثم فيما بعد تبين أنها تخاف أن هذه أعراض الإصابة بالسرطان، وهذه الحالة بعيدة جداً عن أعراض السرطان، سعدت أنها أخبرتني فيما بعد لكي نتحاور وتتخلص من مخاوفها. وهذا يفترض طبعاً الحفاظ على الحدود الشرعية، فلا استباحة وهذا قانون شرعي كثيراً ما رأيت قوامته وصيانته للإنسان وحرمته.
3- حبة الدواء لا تستبدل عاداتك الصحية السيئة
لا يستطيع الطب أن يجعل حبة خافض السكر لمريض السكري تنوب عن غذائه الغني بالسكريات والدهون. كما لا تستطيع حبة القلب عند مريض القلب أن تنوب عن ضرر التدخين والسكري والسمنة. إن هذه الحبوب ليست صمام أمان، والتوصيات الرئيسية في كل كتب الطب عن علاج هذه الأمراض هي مقاومة العادات الصحية السيئة للحصول على صحة أفضل. يحب الإنسان الحلول السريعة والآنية، أن تقوم حبة بكل ما نريده في الجسم، ولكن هذا غير حقيقي وصعب.
قد يعرف العديد من المرضى ذلك ولكن قد يجهله البعض ويتوقعون من الطب علاج آثار تدخين استمر عقوداً خلال عدة ساعات مع الطبيب، الأمر غير ممكن وغير منطقي.
وفي بحث حول هذا الموضوع أود فعلاً الوصول إلى طريقة فعالة يمكن وصفها للمرضى لكي يغيروا عاداتهم، أخطط لإلقاء محاضرة بعنوان “طرق أكثر فعالية لتحفيز مرضى القلب والسكري لتغيير عاداتهم الصحية”، يسعدني جداً أن تشاركني رأيك وتخبرني كيف برأيك يمكن أن نجعل مريض قلبي أو سكري أو حتى إنسان عادي يغير عادة صحية سيئة لديه؟ أو ربما بسؤال أعم، كيف يغير الإنسان عادة لديه؟، شاركني رأيك الآن بتعبئة هذا الاستبيان:
http://bit.ly/2NB0NHT
في الختام، هذه ثلاثة مفاهيم عامة يتمنى الطبيب أن يعرفها المرضى، يمكنك أيضاً متابعتي لقراءة مقالي القادم عن أهم المعتقدات الطبية الخاطئة الشائعة بين الناس، ومقالي حول الأعراض النفسية التي تعتبر مرضية ويمكنك إخبارها لطبيبك. أشرق بصحة، شارك ما لديك، دمت بخير وسلامة.
0 تعليقات المدونة 