القواعد الذهبية الخمسة لمطبخ نظيف

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

المطبخ النظيف ليس اختيارا نميل إليه، هو حتمية يفرضها علينا منطق الأشياء حتى و إن لم نكن من محبي التنظيف، المكان الذي قد نقضي فيه معظم يومنا في الطبخ و الأكل و ربما الاجتماع يجب أن يحمل مواصفات تدفعنا و ترفع تقييمنا و تحفظ أساسياتنا، لن نستطيع -مهما حاولنا- تجاوز معايير الصحة و الأمان في نوعية الطعام الذي نأكله و حالة الأجهزة التي نستعملها.

و لا يمكن تجاهل تدابير الفعالية و ضبط الفوضى في اختصار الأوقات و تلبية المتطلبات، و ليس بسيطا التخلص من القلق و الألم و الذعر الذي يسببه لنا العمل المتراكم في المطبخ، و الذي لن نفرَّ منه مهما حاولنا؛ كيف و نحن نعدُِّ ثلاث و جبات يوميا و نُشرف على تربية و تدريس الأطفال في نفس المكان غالبا.

الضَّابط هو تطبيق قواعد أساسية صاغتها سنوات من الخبرة وفَّرت لي على الأقل حظا طيبا من تحقيق حدود النظافة للمطبخ وتسمح بالممارسة الحرة للمهام اليومية، قد لا يكون الإنجاز تامًّا دائما و هناك أوقات بالنظر الى الازدحام في يومياتنا لا يمكن فيها تحقيق هذه الأهداف؛ و لكنَّ التنفيذ يضمن غالبا مطبخا عالي الجودة و حالة من السلام المنزلي غاية في الروعة .

للحفاظ على نظافة مطبخك التزمي بالقواعد التالية

1.أسطح العمل نظيفة و مرتبة

هل تعتقدين أنَّ الأسطح المصطفَّة من أوَّلها الى آخرها بالأجهزة و القوارير و الأواني تضيف إلى أناقة مطبخك؟! بغضِّ النظر عن فضائل وجود الأغراض في متناول اليد و عرضِها كقيمة فنية؛ و لكن الإحباط النَّاتج عن فكرة تنظيف الأسطح و مسحها و تحريك كلِّ تلك الأشياء كل مرة سيقودك إلى تركها قذِرة و بالتَّالي تضيِّعين المغزى الديكوري أصلا؛ أضيفي إلى ذلك مساحة العمل التَّحضيري؛ أليس واضحا أنَّها كلَّما كانت أفسح غدت المهام أسهل؟

ماالذِّي ستضيفه بضع أدوات إلى أسطحك؟! إذا كانت تعيقك أكثر مما تفيدك فكِّري أولا في إزالة أي شيء لا يخدم غرضا عمليًّا للغاية، الأفضل وضع كل شيء في الخزانة و إذا لم تجدي لها مكانا فاعمدي إلى التخلص منها بالتنازل عنها أو التبرع بها، قد تكفيك الأشياء التي تستخدمينها كل يوم: كالخلاط مثلا (أستخدمه مرتين أحيانا) أو تلك الأجهزة الثقيلة التي سيزعجك حملها أو وضعها في كل مرة: كالعجانة؛ و من الواضح الحاجة لأواني الطهي بشكل دائم كالملاعق و الخفاقات و الملاقط.

و اعملي بعد ذلك على إبقاء الأسطح دائما في الحالة المثالية المُجلية للعين فهي القياس لنظافة مطبخك؛ أعيديها دائما لوضعية الديكور من خلال إبقاء الأغراض القليلة المعروضة فقط؛ و اعملي على إزالة كل أنواع المخلَّفات منها باستمرار. تحققي باختبار مستوى العين بشكل مباشر من البقع و الفتات وتخلصي منها عاجلا و عالجي الانسكابات في أسرع وقت ممكن حتى إذا كنت على مستعجلة ؛ لكي لا يتحول ذلك التَّسرب البسيط الذي يمكن تنظيفه بمحو خفيف إلى حالة أكثر صعوبة لا تزول إلا بشيء من التجريف أو ضرورةٍ للنقع.

2.الفرز و التفتيش للأغراض

في كل مرة تمارسين فيها نشاطا روتينيا في المطبخ كالطبخ مثلا أو تناول وجبة خفيفة من الثلاجة أو سحب غرض ما من الخزانة؛ قومي بإجراء تقييم للأشياء الموجودة و تخلصي من تلك التي قد تبدو منتهية الصلاحية أو تُقدِّرين أنَّه لن يتم تناولها أبدا، و انتبهي أثناء فتح الدرج مثلا إلى الأدوات التي تحتلُّ المكان و لكنَّ يدك لا تصل إليها لعدم حاجتك لها.

عليك تفعيل مبدأ: “مكان لكل شيء؛ و كل شيء في مكانه” إنها القاعدة الرئيسية المجمَلة لمعاني التَّرتيب و التنظيم؛ و اعملي على التفاصيل فهي التي تُظهر الجمال إضافة إلى تسهيلها العمل، قومي مثلا بتخزين الأغراض المتشابهة في نفس المكان في الخزانة، و حتى تلك المعروضة على أسطح العمل نظِّميها مجتمعة في مكان واحد: كأن تضعي أدوات الطهي على إحدى الحواف؛ أو طبق زينة في الزَّاوية تجمعين فيه الثِّمار غير المبرَّدة.

3.الحوض اللامع

كل تلك المرَّات التي تضطرين فيها إلى وضع يدك في الماء البارد الدُّهني المليء بفضلات الطعام هي ثمنٌ تدفعينه لعجزك بعد القيام بالعمل المتعِب حقا عن زيادة دقيقتين لجعله منتهيًا؛ تغسلين كل الأواني و تمضين وقتا في الفرك و التلييف ثم تتركين الحوض مليئا بالماء؛ و لو أنك أفرغتِ الماء و أزلتِ البقايا ثم رششتِ مستحضر تنظيف بسائل الجلي والخل و فركتِ الجدران و المصرف مدَّة 45 ثانية فقط لنَعِمتِ بحوض مُتلالئ ستعجزين عن توسيخه مجدَّدا؛ أؤكد لك إذا كنت تبحثين عن المطبخ النظيف: طبقي هذه القاعدة بالتزام كل ليلة “لمِّعي حوض المطبخ” .

4.روتين يومي

إذا كنتِ ملتزمة بطبخ عدد من الوجبات كل يوم فعليك أن تجعلي العمل منظَّما ؛ و إلا عشتِ أسوأ الكوابيس من الدَّورة التي لا تنتهي من المطبخ المتسخ المليء بالقدور و الصحون وفضلات الطعام.

• التزمي ببدء العمل في مساحات نظيفة كليا: حوض فارغ؛ و أسطح مرتبة؛ و أدوات جاهزة؛ الفكرة هي أن تعتمدي غسل الأطباق بعد الوجبات أو وضعها في الغسالة وسحبها في الصباح؛ فالانطلاق من قاعدة نظيفة سيجعلك متحمسة لإبقائها نظيفة.
• نحن غالبا على عجلة من أمرنا أثناء الطبخ؛ و من السهل جمع الأغراض بجانب الموقد: ملاعق و خفاقات و علب بهارات؛ لتأليف الطَّبخة و مزج المكونات؛ قد تشهد عملية التحميص هذه فوضى عالية؛ لا تتَّخذي ضيق الوقت ذريعة لبقائها؛ تأكدي دائما من إعادة الأمور إلى نصابها: بتنظيف ما تستخدمينه؛ و إعادته إلى مكانه؛ و إعادة المكان إلى حالته بمسح سطح العمل.
• تقشير البطاطا و الجزر و الخيار و تلك السوائل الناتجة إزعاجٌ حقيقي؛ لتجنُّبه استعملي وعاءً لجمع المخلَّفات و تصريفها كسماد لحديقتك؛ أو قمامة تضيفين إليها العلب و الأكياس البلاستيكية ثم ترمينها لاحقا في الحاوية بدون أن تضطري في كل لحظة إلى مسح الأسطح أو فتح صندوق القمامة.
• استخدمي أوقات الانتظار بحكمة؛ ستدهشك كمية الأعمال التي يمكن أن تنجزيها في هذه الفترة؛ أثناء غلي الماء مثلا: اغسلي الأدوات؛ و نظفي السطح؛ و أعيدي الأغراض إلى أماكنها؛ و امسحي علب البهارات؛ و إذا كنت تنتظرين طبخة على النار خبزاً أو مرقة مثلا: قومي بفرك مقلاة محترقة حديثا ببقايا الطعام المستعصية.
• نظِّفي الموقد و طاولة الطَّعام و تخلصي من القمامة كل ليلة؛ ثم نظفي الحاوية لتتجنبي روائح المطبخ المزعجة؛ هذا سيضيف الى النظافة عبقا طيبا خاصاا بعبير الليمون و الخبز و مختلف الملذات.

5.تنظيف دوري عميق

لن نستطيع مهما حاولنا الحفاظ على الحالة الصحية للأجهزة و الأدوات؛ بداع من قلة الأوقات أحيانا و انشغال محدد في بعض الأوقات و ربما حالات نفسية معيقة أيضا؛ و كثيرا ما نصل بدون أن ننتبه إلى موقد محترق العيون؛ أو ثلاجة فيها بقع و روائح؛ أو خزانة فوضوية ؛من المفيد العودة وفق ما تتيحه الظروف إلى تصحيحٍ لهذه الأحوال بتخصيص مساحات زمنية مناسبة للقيام بتنظيف عميق لشيء ما في المطبخ كل مرة؛ هذا سيحافظ إجمالا على الحالة العامة للمطبخ النظيف الذي تنشدينه؛ و يجعل المهام اليومية أسهل.

وفي الأخير خصصي أسبوعا من كل شهر (وفق أسلوب الفلايليدي) لإجراء العمليات الضرورية من الصِّيانة؛ هذا سيتيح نسبة معقولة من الإنجاز و الرضا؛ يمكنك تخصيص يوم في الأسبوع إذا كانت الأوقات مساعِدةً لك ؛كلٌّ حسب ظروفه و لكنها بالتأكيد ضرورة واضحة لتحقيق الشروط الخمسة للمطبخ النظيف .

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد