لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
العجائز يمتلكون قوى خارقة في تحمل كل شيء. هم فقط من يستطيعون تحمل ما نظنه عظيمًا لا يطاق، على سبيل المثال، حين يجتمع صراخ الأطفال والضوضاء المزعجة في المنزل تجد الأمهات، عفوًا الجدات فقط من يستطيع إسكات هذا والتربيت على ذاك، في حين كنت تود لو تشنق نفسك ساعتها، تجدهن يأخذن الطفل على مهل، تجلسه في أحضانها وتنشد له تنهيدة حب حتى يهدأ وينام، بينما لو كنت وحدك في تلك الحالة لربما أصبت بنوبةٍ قلبية!
نحب تضخيم الأمور، ونعطي الحوادث أكثر مما ينبغي، ليس لدينا الصبر الكافي، ونتعب من أبسط الأشياء، من قال إنك حين تكبر وتتقدم في السن تفقد طاقتك وتكهل؟ من قال إنك حين تكبر ستون سنة يجب أن ينحني ظهرك وتفقد قوتك؟ من قال أنك حين تكبر يجب أن تصبح نكدًا أو متعبًا ولايمكنك الحراك، ستكون مقعدًا وتأمر ذاك وتنهي هذا وتصرخ وتنكد على من حولك. من قال إنك إن كبرت لن يمكنك الضحك، اللعب أو الاستمتاع بكل ما هو ممتع من نظرك؟! من هذا السطحي الذي يمكنه التفوه بمثل هذه الخرافات.
- فسيولوجيًا: جسمك سيصبح أضعف نعم.
- صحيًا: مناعتك ستقل فبالطبع قابليتك للإصابة بأي مرض ستكون أكبر.
- منطقيًا: أنت فقط من تستطيع أن تجعل من نفسك كهلًا نكدًا، أو عجوزًا خارقًا، تمامًا كما أتوقع منك أن تصبح.
تحملك لكل ما واجهته سابقًا في سن الشباب وكل تلك العقبات التي واجهتها والمشاكل التي تعرضت إليها وحللتها، لا يجعل منك حاجزًا صد خفيف حاليًا، بل يجب أن يكون أقوى، كلما تصديت لشيء يجب أن تكون أقوى. استخدم تلك القوى حين تكبر سنًا، ستحتاجها أكثر من كونك شابًا صدقني.
٩ نصائح من كبار السن للشباب
صحتك أولًا:- اهتم بصحتك وقدسها، تناول غذاءً صحيًا ومارس الرياضة، اجعلها أولى اهتمامك، فإن اهتممت بجسدك الآن وأودعته أمانة، سيعيد لك أمانتك لاحقًا عندما تهرم.
لا تهتم بالماديات:
أمّن مستقبلك ومستقبل أبنائك، فالعالم يتغير وشيئًا فشيئًا يصبح ماديًا، ولكن لا تهتم بالماديات لتصبح شغلك الشاغل مهما كانت مكانتك، كن متواضعًا، وعلم أبنائك على ذلك، لا ترسم صورة المادة وأهميتها في عقولهم، فتجعلهم ينتظرون إرثك المادي متناسين كل شيء آخر من قيم وأخلاق علمتهم إياها.
لا تكن وحيدًا بل منعزلًا
هناك خيط رفيع بين الوحدة والعزلة، لا تكن وحيدًا فتشقى، بل انعزل عن العالم كلما أحسست بحاجتك للانفراد، ثم عد لحلقتك الاجتماعية وبادلهم الحب والمشاعر وكن معهم في حاجتهم.نم مبكرًا واستيقظ مبكرًا
يقول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) [النبأ: 9] أي جعلنا نومكم راحة لأبدانكم، فبعد يوم حافل بالأنشطة والأمور التي قضيت تعمل بها، لنفسك عليك حق وبالتالي يجب أن تنام مبكرًا لتريح جسدك وتستعد ليومٍ آخر مليء بالإنجاز، علمًا إنه كلما استيقظت مبكرًا كلما أنجزت أكثر.لا تتوقف عن التعليم
العالم يدور والأزمان تتغير والتكنولوجيا تتطور، لا تقف عند عصرك وتشكي بمتغيرات الزمان، بل استمر بتعلم كل جديد ومفيد وواكب هذا التطور، تعلم لغة جديدة، حرفة جديدة، لا تتوقف عن القراءة المثرية، ومارس هواياتك، كما أن السفر وسيلة ممتازة لكسب ثقافات مختلفة وتعلم كل جديد.كن لأبنائك صديقًا وشريك حياة مثالي
اختر شريك حياتك بعناية فهو من سيبقى معك إلى نهاية الحكاية، اختيارك السليم يعني حياة سليمة*يمكنكِ مراجعة مقالي بهذا الخصوص*. وكن صديقًا مخلصًا لأبنائك فتربيتهم وأنت صديق لهم ستكون أسهل وذات فاعلية أكبر.تصالح مع ذاتك
كن متصالحًا مع ذاتك وافعل ما تحب، ولا تنسَ التعبير عن شغفك وحبك لكل ما تحب فعله، أيضًا لا تخشَ التعبير عن حبك لمن تحب.ابتعد عن الانفعالات
تجنب الانفعالات واحبس غضبك واعفُ عن من أساء إليك، قال ربي وربك: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}، وتذكر بأن ”ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب“.وأخيرًا كن مع الله، يكن معك
قالها رب العباد بوضوح: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، ما خلقك إلا لعبادته فإياك إياك أن تهمل عباداتك وتغرك دنياك بملهياتها، صل وأطل السجود، صم وكأنه آخر رمضان لك، زكي بأحب شيء لك وحج البيت ما استطعت، أؤمر بالمعروف وانهَ عن المنكر، والباقيات الصالحات خيرٌ لك وأبقى.أختتم مقالي بنصيحة ذهبية للداعية الدكتور. طارق السويدان يقول فيها: “تذكروا دوماً أن العمر قصير، والحياة قصيرة، ولكن في الوقت نفسه الحياة جميلة، وإياكم أن يوهمكم أحد أنها تعيسة”. الشباب سن الإنتاج والعطاء لا تعيشوه بنكد، وما تزرعوه في شبابكم تحصدوه عند الكبر فازرعوا جميل الأثر.