لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
الكثير من المقالات والدراسات التي حكت عن صراع العاطفة والمنطق، وما يدور بين شقيّ المخ (الزهري والأزرق )، وكلما تعمقت في القراءة عن هذين الشقين كلما ازددت تعقيدًا. في هذا المقال عزيزي الباحث عن المعلومة سأشرح لك الموضوع مبسطًا علّي به أشفي وأشبع فضولك العلمي.
قالوا: ”ضع قليلًا من العاطفة على عقلك حتى يلين، وضع قليلًا من المنطق على قلبك حتى يستقيم”. المنطق والعاطفة ركيزتين وشقين نقوم بهما باتخاذ قرارات حاسمة، ولا يمكن أخذ أي قرار بدونهما.
يصف البعض قرارات النساء بأن العاطفة تغلب عليها، بينما يرون أن قرارات الرجال المنطق فيها سيد الموقف. لا يمكن الجزم بأن جميع قراراتنا عاطفية أو منطقية، فذلك ليس سنة أو منهاج نمشي عليه ونسيّر به مجرى حياتنا، بل هي مواقف مختلفة وتطلب منا اتخاذ قرارات مختلفة إما ناجحة أو فاشلة تبعًا لطريقة تفكيرنا والقرار المتخذ، ومن هنا يتبين ما إذا كان القرار العاطفي في تلك اللحظة جيدًا أم كان المنطق هو الأصلح.
الآن، لنبدأ بشرح معنى هذين الشقين، ونعرف لماذا هناك صراع دائم بينهما، وأيهما الأقوى.
أولاً: لنعلم ما المقصود بكلٍ من شقي المخ
- الشق الزهري: ويمثل العاطفة ويقصد بها جميع التصرفات والأفعال التي نقوم بها والقرارات التي نتخذها وكانت مشاعرنا وأحاسيسنا فيها هي الأقوى.
- الشق الأزرق: ويمثل المنطق، ويقصد به جميع التصرفات والقرارات التي نتخذها بأمرٍ من العقل.
ثانيًا: لنبدأ التفرقة بين هذين الشقين
- تقوم العاطفة باتخاذ قرارات تحقق بها الأهداف الفورية، بينما يقوم المنطق باتخاذ القرار الذي يحقق هدف بعيد المدى.
- يتخذ المنطق القرار بعد أن يدرس الحالة جيدًا ويطيل التأمل فيها، بينما تكتفي العاطفة بمعرفة الحالة ظاهرياً وتتخذ قرارها.
- تصنف العاطفة بأنها العملية البديهية في التفكير واتخاذ القرار، بينما المنطق العملية البطيئة في إتخاذ القرار حيث يقولون: القلب يتمنى، والعقل يتأنى.
- يمثل المنطق التفكير في خيارات عدة تحدد قرارك، بينما تمثل العاطفة غرائزك، دوافعك وحدسك، وهي التي تتخذ القرار.
ثالثًا: أي الشقين هو الأقوى؟
في الواقع أنا أفترض أنك أتيت بحثًا عن إجابةٍ لهذا السؤال تحديدًا، ولذلك يحزنني أن أخبرك بهذا بصراحة، عزيزي القارئ لا يوجد شق أقوى من الآخر، فلا يمكن أن نقول بأن العاطفة أقوى، ولا أن المنطق هو الأقوى، ولا ترجيح كفة ضد أخرى، وذلك لأن كلا الشقين يفوزان ويخسران على بعض بعوامل اتخاذ القرار المختلفة.
العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار
- اختلاف الشخصيات والمعتقدات: اختلاف الشخصيات، واختلاف الجنسين من ذكرٍ وأنثى، والعادات والتقاليد، والمعتقدات والعمر، جميعها عوامل مؤثرة تصعب الإجابة على مثل هذا السؤال، فقرارك كان بناءً على هذه العوامل، وهذه العوامل مختلفة وتجعل الناس مختلفون.
- وجهات النظر: من العوامل المؤثرة أيضًا، الاختلاف في وجهات النظر والتي قد تأتي من التجربة أو المستوى التعليمي والثقافي وغيرها، والتي تحدد اتخاذنا للقرار، فمنا من يرى أن اتخاذ القرار الفلاني أرجح وأفضل وهو منطقي، بينما الآخر يرى من الأفضل اتخاذ القرار بصورةٍ عاطفية. وهنا تكون وجهات النظر المختلفة، سببًا يمنعنا من القول أن المنطق أقوى أم العاطفة.
- المدة والزمن: الوقت المحدد في اتخاذ قرار معين يفرض علينا إما أن يكون عاطفيًا أو منطقيًا، فكثيرة هي المواقف التي تجبرنا على اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية، قد يكون للعاطفة رأي وللمنطق رأي آخر، ولذلك لا يمكن القول أي الجهتين أقوى.
- العوامل النفسية: كثيرًا ماتطغى النفس في اتخاذ القرار، لذلك يجب الحرص على إزالة التوتر، والتفكير الجيد قبل اتخاذ أي قرار كان.
لا تخلو أيامنا من اتخاذ القرارات، ولا يمكن العيش بدونها فهي أساس تصرفاتنا و أفعالنا، ولا يمكن إتخاذ اي قرار بدون المنطق والعاطفة، كلاهما شقان لوجهٍ واحد ولا يمكن التفريق بينهما، قد ترجح العاطفة على قراراتنا ولاسيما اليومية، وقد يرجح المنطق ليفوز بتفكيرة القويم. لا تبحث عن أي الشقين هو الأقوى، وتدخل نفسك في دوامات لا متناهية، فلكل منا عوامل تؤثر في اتخاذه للقرار، وجميعنا لنا وجهات نظر مختلفة، شخصيات ومعتقدات مختلفة، صحتنا النفسية تلعب دور في ذلك كما أن الوقت و المدة المحدده في اتخاذ القرار تحسم الأمر. وتذكر بأن ليس الهدف بترجيح كفه ضد أخرى، وإنما باتخاذ القرار السليم و المناسب.