Loading Offers..
100 100 100

كيف تغير العالم في زمن الكورونا؟ 

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

أعتقد أن ما يشهده العالم اليوم يعد حالة استثنائية جراء انتشار فيروس كورونا، الذي ترتب عليه تغييرات كثيرة في عالمنا حيث كُسرت الكثير من الأنماط التي اعتدنا عليها في حياتنا اليومية، سأتناول تاليًا أهم ما تغير في زمن الكورونا.

العالم يتوحد

لطالما شهدنا دول العالم تعيش صراعات وخصومات وتحالفات بعضها ضد البعض وتخوض حروبًا طاحنة، وما لم نشاهده كنا قد سمعنا أو قرأنا عنه، ولكن في هذه الأيام نرى مشهدًا مختلفًا، فنجد دول العالم تضع خلافاتها وصراعاتها جانبًا لتواجه عدوها الأوحد، ليتخندق العالم في الخندق ذاته مرغمًا لعله ينتصر على عدوه الخفي “فيروس كورونا”.

البؤر الساخنة في العالم

في زمن الكورونا أيضًا، انتقلت البؤر الساخنة المعتادة في العالم إلى أماكن جديدة. لقد اعتدنا عبر العقود الماضية الشرق الأوسط مسرحًا لأهم أحداث العالم التي تتصدر وسائل الإعلام يوميًّا، وهذا ما لا نلحظه اليوم.  فالبؤر الساخنة اليوم هي حيث يفتك فيروس كورونا، الصين بدايةً، ثم أوروبا والولايات المتحدة الآن…

الوجهات السياحية

من كان يتخيل أن تتحول وجهات السياحة العالمية لمدن أشباح؟ وإن كان أحدنا قد تخيل ذلك، بالتأكيد هو مصدوم لأن تخيله قد أصبح حقيقة. فالمدن التي كانت تعج بالبشر وليلها لا يختلف عن نهارها وزوارها لا يرغبون بمغادرتها ومن لم يزورها يحلم بذلك، في زمن الكورونا تكاد تخلو من الحياة، ولو استطاع قاطنيها مغادرتها هربًا من الموت لفعلوا سيما المدن الأكثر انتشارًا للوباء.

الاقتصاديات العظمى

القوى الاقتصادية العظمى التي كانت تتصدق على العالم بمساعداتها وتتلاعب باقتصاد العالم كيفما شاءت، نجدها اليوم تئن تحت وطأة هذا الفيروس وتنغلق على نفسها، بل تستنفر كل مخزونها أملًا بالخروج من هذه المعركة بأقل الخسائر.

المدن ليست مكانًا مفضلًا

المدن المكتظة والمزدحمة، حيث العمل والفرص والمال والخدمات الأفضل التي كانت تزحف إليها الناس بحثًا عن مقومات وفرص حياة أفضل، لم تعد في زمن الكورونا هي المكان المفضل لأنها البيئة المفضلة للفيروس. في حين للأطراف من قرى وأرياف أفضلية الآن وهي المبتغى.

الإنسان يميل للعزلة

يميل الإنسان بحكم فطرته إلى العلاقات الاجتماعية ومشاركة الآخرين ويبغض العزلة، ولكن في زمن الكورونا انحرفت هذه الفطرة مجبرةً لتمارس التباعد الاجتماعي بأقصى حدوده حتى مع المقربين.

الشعائر والعبادات لم تسلم

دور العبادة لم تفلت من سطوة هذا الفيروس أيضًا، فالحرم المكي الذي كان يجتمع فيه مئات الآلاف يوميًّا أغلقت أبوابه أمام المصلين والمعتمرين، كبرى الكنائس كذلك لم تعد تستقبل روادها.

البيئة وجهٌ إيجابي

قد تكون البيئة وجهًا إيجابيًّا في هذه الأزمة التي يمر بها العالم، فقد أظهرت الدراسات أن طبقة الأوزون بدأت بالتعافي نتيجة انخفاض نسب انبعاث الغازات مقارنةً بما قبل كورونا. فمثلًا، غاز الكربون يسجل أدنى نسب انبعاثه منذ (٣٠) عامًا. فتلوث البيئة يعد من أبرز التحديات التي يواجهها العالم، ففي هذا المجال نستطيع القول : رُبَّ ضارةٍ نافعة.

العالم الافتراضي هو الواقع

لطالما كان يصعب تخيل إدارة الكثير من القطاعات واستمرارية عملها إلا من مكان العمل، لكن نتيجة الإجراءات المتخذة في كثير من دول العالم لمكافحة تفشي هذا الوباء، مثل تعطيل المدارس والجامعات والكثير من القطاعات الأخرى. كان لا بد من استمرارية الحياة ولكن عن بعد من خلال العالم الرقمي والذي أثبت نجاحه في كثير من المجالات ومجالات أخرى أقل نجاحًا، بالفعل أصبح العالم افتراضيًا وليس مجرد جملة نرددها كنايةً عن الثورة التكنولوجية.

في الختام

بالطبع هناك العديد من التغيرات على مستوى تفاصيل حياة الناس اليومية ولكن ما سبق كان أبرز ما طرأ على حياة البشرية في زمن الكورونا. صحيح أن العالم يمر بأزمة ولها نتائجها الكارثية على حياة الإنسان بالدرجة الأولى، حيث قطف هذا الفيروس أرواح مئات آلاف البشر لغاية اللحظة، ناهيك عن آثاره الاقتصادية التي قد تدخل بعض الدول مرحلة الانهيار الاقتصادي وبالطبع الجانب السياسي حاضرًا في هذه الأزمة وربما بشكلٍ أكبر في قادم الأيام.

ولكن السؤال الآن..

كيف سيكون العالم بعد كورونا؟ بالطبع لن يكون كما كان قبل كورونا. هل سيكون أكثر سوءًا مما هو عليه وتنتج صراعات جديدة أكبر من ذي قبل؟ أم سيكون أكثر تقاربًا لعله يكون أكثر قوة في مواجهة تحديات مستقبلية تهدده؟

إليك المزيد

الكورونا: ما بين نظرية التطهير ورؤية الغضب!

ما بعد الكورونا والفانوس السحري

لا تحمل نفسك ما حدث في العالم بسبب الكورونا!

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..