Loading Offers..
100 100 100

لمن يبحثون عن السعادة ..إليكم شيفرة السعادة كما أتخيلها

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

كل إنسان على هذه البسيطة يرغب في أن يكون سعيدًا أو يبحث عن السعادة ولو في إحدى جوانب حياته، لكن متطلبات السعادة تختلف من شخص لآخر ولهذا السبب فإن تعريف السعادة في جملة واحدة يجعل الأمر أكثر تعقيدًا.[ما الفرق بين البهجة والسعادة؟ والأهم: هل يمكن تحقيق كليهما؟]لكن لا يعني هذا بالضرورة أنه لا يمكننا الوصول إلى السعادة أو وضع قواعد أساسية تؤثر فيها. هناك العديد من الأبحاث التي أجريت لدراسة العوامل المؤثرة على السعادة وذلك من خلال تتبعها لسلوك البشر وما يسعون إليه منذ القدم، معظم هذه الدراسات تحدثت عن اكتساب الكثير من المال أي أن تصبح غنيًا أو أن يكون لديك صحة جيدة أو تمتلك عائلة يحب أفرادها بعضهم البعض أو أن تكون مشهورًا.
لكن علينا أن ننتبه لأمر في غاية الأهمية وهو: صحيح أن هذه العوامل قد تجعل الشخص سعيدًا لكن ليس دائما فبعض الناس سعداء بدون امتلاكهم الكثير من المال، البعض الآخر سعيد وهو لا يحظى بصحة جيدة وغير ذلك ..

إذن ما هو سر السعادة (أو شيفرة السعادة إن جاز التعبير)؟

لو دققنا النظر في حياة هؤلاء الأشخاص السعداء الذين لا يمتلكون متطلبات السعادة التي تحدثنا عنها سابقًا، أي دراستهم عن قرب منذ بلوغهم سن الرشد وحتى بلغوا من العمر عِتيًّا للتعرف عن كَثَب ما الذي يجعل الشخص سعيدًا في الحقيقة لوجدنا أنهم يلخصون سعادتهم في جملة واحدة: الإيمان العميق والرضا الداخلي بما يمتلكونه مع عدم التذمر من عدم توفر الأشياء التي يتمنونها ولا يمتلكونها.لتقريب الصورة أكثر دعوني أخبركم عن قصة حدثت معي قبل فترة من الزمن، بعد تخرجي من الجامعة رجعت إلى السعودية حيث يسكن أهلي وبقيت على تواصل مع بعض صديقاتي عبر الفيسبوك، وقد حدث أن سافرت إحدى صديقاتي إلى كندا لغاية إكمال زوجها الدراسة هناك. وفي إحدى المرات راسلتني وأخبرتني أن العيش في كندا صعب وأنها لا تستطيع فعل أي شيء ويعتريها الحزن لفراق الوطن والرفيقات والأنشطة التي كانت تمارسها أيام الجامعة وأنها تتمنى اليوم الذي ترجع فيه إلى الأردن لتجلس مع عائلتها وصديقاتها وتنضم إلى الفعاليات في الأردن.فراسلتها وأخبرتها أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن فعلها في كندا فيمكنها التعرف على صديقات جدد والاطلاع على ثقافة البلد من خلالهم، أيضا ممارسة اللغة الانجليزية مع الجيران أو تطوير مهارة الكتابة والاستماع من خلال الالتحاق بأحد مراكز اللغة هناك، أو الانضمام للمركز الإسلامي التابع للمدينة التي تسكن فيها وتتعرف على الجالية العربية والمشاركة في الفعاليات والأنشطة التي يطلقونها. أخبرتها أن هناك العديد من الأشخاص يتمنون السفر لكندا ولا يستطيعون لذا يتوجب الاستفادة من هذا الوقت واستثماره بما ينفع لأنها سترجع قريبًا إلى الأردن بمجرد إنهاء زوجها دراسته فهذا الوقت لن يتكرر.[6 أسباب تدفعك للتفكير في إكمال دراستك الجامعيّة في كندا]لقد شعرت في ذلك الوقت بالأسف على هذه النوعية من الناس الذين لا يستثمرون المكان والفرصة التي تأتيهم، وشعرت وقتها لو كنت في كندا لفعلت ما نصحتها به بل من شدة حماسي للموضوع ربما أكثر لكن بعد برهة من الوقت خطرت على بالي فكرة:

لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ

لقد نصحت صديقتي أن تتقبل وضعها وتصرف عن نفسها التذمر وأن تستغل وقتها بما يفيد، والآن أقع في نفس الخطأ بأن أتمنى السفر إلى كندا لأفعل وأفعل! فقلت لنفسي هناك الكثير من الناس الآن يتمنون مكاني في السعودية ولا يستطيعون، لذا علي الانتباه جيدًا واستغلال هذه الفرصة الذهبية وألّا أفكر بكندا أو أي دولة أخرى طالما أنها غير متوفرة حاليًا، فقط أضع كل تركيزي على مدينة جدة التي أسكن فيها والتي تزخر بالكثير من دور التحفيظ والجمعيات التطوعية وقربها من الحرمين الشريفين والإنترنت الذي يحتوي على العديد من الكورسات المجانية التي تقرب المسافات بين جامعات العالم كما لو كنت في تلك الدولة.خلاصة القول كل من ينتهز الفرصة ولا يضيعها ويستمتع بكل لحظة تمر عليه سواء في الجلوس مع الأقارب أو خدمتهم لمجتمعهم أو مشاركتهم في أنشطة وفعاليات قريبة من بيتهم أو حتى الانكباب على طلب العلم سواء من الإنترنت أو من الدورات التي تقام في مدينته أو حتى الاكتفاء بتطوير هوايتهم كالرسم والخط هم أكثر الناس سعادة.لذا فالسعادة لا ترتبط بشيء معين كمثل لو ذهبت إلى كندا سأكون سعيدًا وأحقق ما أتمنى أو إذا امتلكت الوقت أو المال الكافي لأقوم برحلة حول العالم فسأكون سعيدًا أو أي شيء آخر، وذلك لأن السعادة هي الرضا الداخلي عمّا تملكه من دون التذمر من أي شيء تتمناه ولا تملكه فالسعادة ليست محطة عليك أن تصلها يوما ما، السعادة هي رحلة الحياة وهذه هي شيفرة السعادة التي أتخيلها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..