Loading Offers..
100 100 100

حنين إلى المسجد [مشاعر شخصية]

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

لا شك أننا جميعًا نشتاق إلى المسجد في رمضان هذا العام، تهفو أرواحنا إلى صلاةٍ واحدة في مسجدٍ فسيح، ويغمرنا شعور السكون وراء أحد الأئمة ذي الصوتِ العذب، فنسبَح ونغوص معه في ما فتح الله عليه من آيات نشعر وكأنها تنزلت فقط لنا الآن. نركع ونسجد بين همسات الدعاء حتى تطمئن قلوبنا وكأن الدعاء استُجيب بالفعل. هو في الحقيقة قد استُجيب فعلًا؛ ألم يقلِ اللهُ المجيب "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" فلما تكون الإجابة بعيدة؟ هي يقينًا قريبةٌ قرب يقيننا بها.تملكني الحنين كثيرًا إلى المسجد وخصوصًا مسجد الكريم، فتذكرتُ لحظاتٍ جليلة من تراويح السنة الماضية. فكتب قلمي ما اشتاقت له نفسي وكأني هناك الآن بالفعل، فخيالنا نعمة ننسى شكرها، وهو الذي يأخذنا إلى حيث نريد دون حدود أو قيود. فالحدود الوحيدة معه هي حدود خيالك فقط، فلتترك عنانه ليذهب حيث يجب أن تكون. أمّا الآن فلا بد أن تترك خيالك معي حتى تصل كلماتي إلى قلبك وتشعر أنك في مسجدك المفضل وراء شيخك وتستمع لصوته المحبب إلى نفسك؛ فتسكن مشاعر الحنين وتصبر حتى يأذن الله بالفتح.رحلة إلى الله: الرحلة العظيمة التي تستمتع بكل خطوة فيهالن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، حانت الفرصة الذهبية

فلنبدأ..

كل يوم أنطلق والشوارع ما زالت هادئة نوعًا ما، فقط أنوار وزينة رمضان تملأ الشوراع. يبدو أن الناس والأطفال ما زالوا حول مائدة الإفطار أو ربما يشاهدون برامجهم المفضلة قبل الانطلاق إلى الشوارع حتى السحور.يؤذن للعشاء دومًا قبل وصولي إلى المسجد الذي أحب صوت الإمام فيه، أشعر معه أن كل شيء تركته وراء ظهري الآن. لا أريد أن أفكر في شيء.. لا أريد أن أتكلم مع أحد، بل أحيانًا أتمنى أن أكون في هذا المكان الفسيح بمفردي. لا ضجيج من كثرة السيدات، لا أطفال تتحرك كثيرًا، لا أحد يمر أمامك وأنت تصلي، لا أحد يجادل على أنه مكانه لأنه جاء أولًا، لا تشتيت من أي نوع.أنزعج كثيرًا عندما أرى نساءً تريد أن تأخذ المسجد كله فقط لترتاح هي ولا يهمها أحدٌ آخر، وفي المقابل أسعد أكثر عندما أرى غيرها تعرف أن المكان لله سيسع كل من جاء ولو جاءت نساء الأرض أجمعين.أحيانًا أتساءل داخل نفسي؛ هل سأُحِب فعلًا أن أكون هنا بمفردي. وأنا أسعد بكثرة المصلين وصوتنا القوي معًا في كلمة آمين نهاية الفاتحة؛ فأشعر بالأمان والطمأنينة من ترديدها، أستشعر معها فرحة النبي بنا وأتخيل رحمة ونظرة الله لنا فيفيض قلبي بالسلام والسكون من تلك الكلمة البسيطة، وأتذكر أن الله يذكُرنا الآن كما قال في الحديث القدسي "عنْ أَبي هُريرةَ أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قالَ: يقُولُ اللَّه تَعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ"، فأتذكر أن الله يذكرنا بين ملائكته الكرام؛ فأعرف أني لن أحب أن أكون هنا بمفردي.عندما أصل إلى المسجد ورغم وصولي مبكرًا؛ لا أعرف إذا كنت سأجد مكانًا أصلي به من كثرة الزحام أم لا، لكني دومًا أجد مكانًا لم يراه أحدٌ غيري وكأنه ينتظرني، أشعر أنه محفوظٌ لي فلم يأخذه أحدٌ غيري رغم وجود الكثير من الناس. اعتدت أن أشكر الله على مكاني هذا فور وصولي له، وبعد الصلاة أجد صله تربطني به، هو لم يكن مجرد مكان. لقد عرفني، سمع صوتي وحفظ دعائي وشهد على صلاتي وسيشهد لي أيضًا يوم القيامة.ومع كلمة استووا من هذا الصوت الطيب، أجد قلبي يتنفس يريد أن يهدأ، يركز، ويسكُن ليتذوق ما جاء لأجله، مستقبِلًا أنوار الله ورحماته. ثم نغوص بالصلاة والآيات والركعات وهمسات السجود حتى يأتي وقت الدعاء في ركعة الوتر، فيروي الإمام أرواحنا بما يفتح الله عليه من دعاء يُحرك قلوبنا وكأنه سمع ما تريد الأنفس كلها، لم يترك أمنية بقلب أحدهم حتى يصيغها في كلماتٍ عزباء، فتنطق روحنا جميعًا بكلمة آمين مؤَمنين، فتؤَمن علينا الملائكة، ونستودع دعاءنا وثواب صلاتنا لله الكريم العظيم. وهنا أنتبه أن تراويح يومٍ جديد قد انتهت وودعنا يومًا آخر من أيام شهرٍ مبارك.لم أعرف متى مضت هذه الساعة والنصف لكني أشتاق إلى العودة غدًا لنفس المكان أو ربما لمكانٍ آخر يريد أن يعرفني ويشهد على صلاتي هو الآخر "لقد تجسد يومٌ من الماضي أمامي وتغلغلت مشاعره حتى فاضت بالكلمات. ربما نحن لن نستطيع أن نذهب بأجسادنا هناك الآن، لكن لا شيء يستطيع أن يمنع روحنا من أن تكون هناك حتى نستكين ويهدأ حنينُنا. فلعل فرجًا قريبًا يجمعنا.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..