لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في الفترة الأخيرة لاحظت موجة من التسفيه لآراء النساء، وانتشرت جملة (#يلا_عالمطبخ) في تويتر وفيسبوك من أجل الرد على الآراء أو القضايا التي تطرحها النساء والتعامل معها بمنتهى التسفيه، متجاهلين كون المرأة نصف المجتمع، ويسفِّهون من أيّ دور آخر؛ لأنهم يرون أن أهم ما قد تصنعه في يومها هو صنع الطعام أو التنظيف، كما لو كانوا يغضّون أنظارهم عمّا قدمته تلك المرأة من خدمات جليلة علي مرّ العصور.على الرغم من المطالبة الدائمة لها بأن تصبح الأم المثالية التي لا تلتفت لشيء سوى أبنائها، وعلى الرغم من ذلك بزغت النساء كنجومٍ في كل المجالات من الأدب إلى العلوم إلى الاختراع.لم يكن هذا التسفيه مستحدثًا فمن قبل اتهموا هيدي لامار بأنها سرقت مخترعها من العلماء الذين كان زوجها السابق -تاجر السلاح- يعرفهم، لأنهم رأوها نجمة سينمائية ووجهًا حسن فحسب، مما أدى إلى تدهورها في النهاية؛ لذا أردت أن أعرض جهود عشر نساء في مجالات مختلفة أسهمن في نهضة الحياة العلمية والحياة الميدانية على السواء.المرأة التي ترجمت عن نيوتن
هي الفرنسية "إميلي دو شاتليه" المرأة التي ترجمت عن نيوتن (الأصول الفلسفية الطبيعية) كتبتها عام (1749م) واستغرق إتمام المهمة أربع سنوات حتى تنتهي من مشروعها هذا، وهو ترجمة (الأصول) مع (287) صفحة تتضمن شروحًا إضافية وملحقًا رياضيًّا.وعلى الرغم من تلك المشاريع والدراسات كانت إميلي أُمًّا لأربع أبناء، وضعت طفلتها الرابعة في نفس الأسبوع الذي أنهت فيه مشروعها، وماتت بعد ذلك بعشرة أيام.
مكتشفة العنصر 87
"مارجريت بيري" كان عملها في مجال في معهد الراديوم والذي كانت رئيسته، ماري كوري الحاصلة على جائزة نوبل. مهمتها الأولى كانت إعداد مصادر للعنصر المشع اللاكتينيوم من أجل تجارب كوري، وأثناء معالجتها له وعند قياس قدر بسيط من الاكتينيوم النقي وجدت إشعاعًا جديدًا، وهو العنصر (87) والذي منحته لقب (فرانسيوم). لم يتوقف الأمر عند هذا فحسب بل أُصيبت بالسرطان جراء تعرضها للإشعاع بلا وقاية، وضعت حينها اللوائح المهنية لتلك المهنة عام (1960م).
الكيميائية التي ألحقت النساء بمعهد التكنولوجيا
"إيلين سوالو ريتشارد" أنقذت حياة سكان ولاية ماساشوستس فقد كانت المياه ملوثة بالمخلفات الصناعية أو مياه الصرف الصحي، فقامت بجمع وتحليل حوالي عشرين ألف عينة من المياه، وقد كان إسهامًا جيدًا.لم يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، بل جاهدت لتلحق النساء بمعهد التكنولوجيا في ماساشوستس، كتبت عن ذلك البرنامج حينما تحقق (لقد شعرت برضًا كبير عندما قمنا بإظهار كنوزنا المخزنة). وكان هناك مُنْجزًا آخر حول إعداد الطعام ذي القيمة الغذائية المرتفعة وغير المكلف بطريقة تحضير آمنة.
المولعة بمراقبة الحشرات
"ماريا سبيلا ميريان" ولعت بمراقبة الحشرات منذ طفولتها، وقد ساعدها زوج أمها الذي جلب لها الألوان وعلمها طريقة مزجها. بدأت تجاربها منذ الطفولة مع مراقبة الحشرات ودودة القزّ وانتظرت أن ترى ما الذي سيخرج من الشرنقة، قرأت عن تشريح الحشرات، انتقلت مع أهلها إلى منطقة أخرى غير بلدتها.ثم في عام (1699) سافرت إلى سورينام وانشغلت بعالم جديد من الحشرات، لكن الملاريا والحرارة أعادوها لموطنها الأصلي وفي عامها الثامن والخمسين نُشر كتابها (التحولات لدى حشرات سورينام) وتضمن الكتاب الكثير من الرسوم التوضيحية وبذلك أصبحت من أوائل علماء الحشرات.
- 5 سيدات أثّرن في نظرة العالم للمرأة
- تعرفوا على ملهمات لم يمنعهن الحجاب من التفوق (من كتاب نساء رائدات في الشرق)
المخترعة المصابة بالتوحد
على منصة Ted يوجد فيديو بعنوان (العالم يحتاج إلى جميع العقول) تتحدث فيه "تمبل جراندين" عن حياتها وإسهاماتها وكيف لم يؤثر مرض التوحد عليها، اخترعت آلة العناق التي صممت للأشخاص الذين يعانون من الحساسية المفرطة، كما أنها استشارية في سلوك الحيوانات، وكتبت عدة مقالات عن سلوك الحيوانات، وأسهمت في تطوير نظام المزارع الحديثة للأبقار، قوبلت في بداية حياتها بالاستهزاء لكونها امرأة، حيث لم يساعدها المزارعون في تطوير أبحاثها.
المرأة التي طورت علاج الجذام
"أليس بول" كان لها الفضل الأكبر في علاج مرض الجذام، عن طريق تطوير زيت الشولموجرة، والذي كان يُستخدَم كدهان أو يتم حقن المريض به، وكان قوامه يشبه العسل أكثر من الزيت، فأول ما عملت عليه هو تخفيف قوامه، فعالجت الأحماض الدهنية للزيت باستخدام الكحول مع محفّز كيميائي للبدء، بعملية تكوين تركيبة كيميائية أقل لزوجة وعلى الرغم من جدولها الدراسي المزدحم أحرزت ذلك السبق في عامها الثالث والعشرين.
عبقرية المختبر
"جيرتني رادنيثر كوري" اكتشفت هي وزوجها العديد من الاكتشافات المبهرة. تتضمن بذلك العمليات الأساسية كالطريقة التي يغذي بها الطعام عضلاتنا.كما أنها مع زوجها أول من أخضعوا الجيلكوجين لاختبارات بيولوجية في أنبوب اختبار، وكان هذا الأمر في غاية الأهمية، كما قامت كوري وزوجها، باصطياد مجموعة كاملة من الأنزيمات وعَمِلَا على اكتشاف كيفية التحكم في هذه الأنزيمات بردات الفعل الكيميائية، وتلك هي الأساسيات للكيمياء الحيوية في المناهج الدراسية الآن، كما أطلق عليه زملاؤها عبقرية المختبر.
مذنب الآنسة ميتشل
في الأول من أكتوبر عام (1847م) تسللت "ماريا ميتشيل" إلى الأعلى، ولاحظت شيئًا باستخدام تليسكوب زهيد بعدسة بمقاس (2 إنش) يرجع لوالدها، حينها رصدت هالةً لا تُرى بالعين المجردة، وحينها أخبرت والدها أنها رأت مُذَنَّبًا الذي عرف فيما بعد بمُذَنَّبِ الآنسة ميتشل وتسميته الحديثة (سي/ 1847 تي1) في التاسعة والعشرين من عمرها أصبحت من أوائل الأمريكيين الذين اكتشفوا مُذَنَّبًا ورسموا مداره.عملت بوظيفة في كلية فاسار، لتتمكن من الوصول إلى تلسكوب الجامعة على المستوى. كانت تدافع عن طالباتها حتى يتَمكَنَّ من التعلم بحرية، فقد كان هناك حظر تجوال على الطالبات الأمر الذي جعلهن يدرسن بالنهار، فضمنت لهن أنشطة جديدة وهي أن يتولين مهمة مراقبة الكسوف كمراقبات حكوميات في مواقع مختلفة من البلاد.
أول من نشرت كتاب رياضيات من النساء
"ماريا غايتانا اغنيسي" في عام (1748م) نشرت في مجلدين نصًّا يسمى (مقدمة التحليل) يقع في (1020) صفحة. كتبته بالتوسكانية وهي اللهجة الإيطالية الآن، بدلًا من لهجتها آنذاك، ولأنها كسرت القواعد آنذاك ولم تنشر الكتاب باللاتينية ونشرته بالإيطالية فإن الكتاب كان يستهدف المدارس، عمل على تزويد أجيال الطلاب الإيطاليين بتدريس رياضيات على مستوى ممتاز. ترددت أصداؤها في العالم كله فقد وصلت شهرتها إلى كامبريدج، وما زال اسمها يتردد في كتاب حساب التفاضل والتكامل فقد سمي به منحنى يتدحرج على كرة تشبه التلة. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات حينما نُشر كتابها وعُرِضَ عليها منصب في جامعة بولونيا ولكنها رفضت ذلك، في نهاية حياتها وهبت أموالها للفقراء ووهبت حياتها لمساعدتهم.
مختبر في غرفة النوم
"ريتا ليفي مونتالشيني" لم يكن يُسمح لها بالعمل في المختبرات لكونها يهودية، فصنعت مختبرًا في غرفة نومها ببعض الأدوات البسيطة لتمارس عملها في البحث في الخلايا العصبية، فقد ظلت الفكرة أن الخلايا العصبية تفشل في التكاثر، ولكنها أثبتت أنها نَمَتْ وتُوفِيَّت كجزء من العملية الطبيعية للنمو. أرسلت أوراقها البحثية إلى الصحف السويسرية والبلجيكية المُتاحة في أمريكا وهناك عرف همبرغر بما تقوم به، وبعد انتهاء الحرب سمح لها أن تمارس عملها خارج غرفتها.دمجت معرفتها مع قاعدة همبرغر المعرفية في علم الأجنة التحليلي وشكَّلَ الثنائيُّ زوجًا مِثاليًا لمعالجة سر ظهور واختفاء الخلايا العصبية معًا. نظر إلى اكتشافها مع شريكها "ستالين كوهين" أولًا بالإعجاب ولكن نتائجه كانت محصورة. فيما بعد وباكتشاف المزيد من عوامل النمو، وجد أن نمو الأعصاب يؤثر في كل شيء ابتداءً بتطور الأمراض التنكسية وصولًا إلى نجاح الطعم الجلدي لحماية الحبل الشوكي المتضرر. حصلت علي جائزة نوبل مع شريكها عام (1986م).هل ما زلت يا عزيزي ترى أن النساء لا يصلحن إلا للطبخ فحسب؟