Loading Offers..
100 100 100

نبذة عن مستر قَمَرٌ.. مصطفى عاطف خليل محسن

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

مصطفى عاطف خليل محسن، مستر قَمَرٌ داخل وخارج مصر. يُطلِق على نفسه السفير الأزهري، وهو كذلك؛ فهو رمز للأزهر باعتداله وليس بتشدده كما يظن البعض وكما يعتقد البعض عن الأزهر الشريف. وصيَّته للناس أن يتأزهروا.كثيرًا ما كنت أظن الأزهريّ شخصًا متشدّدًا يرى الحياة من جانب واحد فقط لا علاقة له بالحياة الطبيعية والناس ذات التدين البسيط. وعلى الجانب الآخر الكثير يرى الأزهر سببًا في تشتت وضياع من يسأل عن أمور دينه بمنطقية، يريد أن يسدّ تساؤلات عقله كي يؤمن بحق، ولا يرى من الأزهر غير الإجابات المحفوظة فلا تُشبع حيرة قلبه ولا تشفي خواء نفسه.لكن مصطفى بلِينِه وقربه وإجاباته البسيطة كان بالنسبة لي انعكاسًا لعقل الأزهر، لم يكن متزمّتًا، ولا فظًّا غليظ القلب، ولا شخصًا تشعر أنه بعيد عنك أو أفضل منك في شيء. تشعر فقط أنه قريب.. هيّن.. ليّن.. سهل.شعرت معه أن الأزهر ليس زيًّا ولا طريقة تحدث وفكر معين، بل حياة ونور يضيء شتى جوانب حياتك كي تحيا على مراد الله. كي تعي وتُدرك جوانب دينك وتُلِمَّ بها فلا تحيا متخبطًا بين الآراء وبين الموروثات الخاطئة وبين أقاويل ليس لها أساس من الصحة. بل تكون فقط على علم ونور وبصيرة. وعلمت بالنموذج الحي أن الأزهر مثله مثل أي مكان سيحوي بداخله مختلف العقول، وكُلاًّ سيأخذ ما يناسبه. ليس الخطأ في الأزهر بل في تعميم صورة الأزهر في العقول.كنت أوقن أن الدين ليس شكلًا ظاهريًّا أبدًا بل روحًا تُحيي قلبًا أوّلًا فينعكس هذا على ملامحك، طباعك، أخلاقك، ثم ملابسك وزِيّك. وقد رأيت هذا متجسدًا في مصطفى، يرتدي ملابس عادية فتشعر أنه شخص عادي جدًا لكن قلبه مطمئن ممتلئ بحب الله ورسوله، فلا يزيده زيّ الأزهر غير انتماء للمكان.وهل ينتشر الإسلام في العالم إلا بسفيرٍ مثله؟ لا ينتشر الإسلام بالحرب ولا بالإجبار، بل تلين القلوب عندما ترى حسن أخلاق وتعامل من أخذ من أخلاق من كان رحمةً للعالمين.. من جاء ليُتمّم مكارم الأخلاق. عندما تسأل أغلب من أسلم حديثًا من الغرب عن سبب إسلامه، سيُجيب أكثرهم أنه أسلم بسبب موقف من أحد المسلمين معه أو أمامه. نعتاد نحن من ولدنا مسلمين، لكن هم يروا أبسط المواقف كبيرة لما فيها من إنسانية عظيمة تُشعِر الإنسان بمكانته عند الله، فترى هؤلاء مُرهَفِي الحِسّ متذوّقين لنعمة الإسلام أكثر منّا.أمّا مصطفى فلا ينشر الإسلام فقط بأخلاقه ولكن أيضًا بصوته العذب. كما نعلم الموسيقى هي لغة العالم.. فأخذ هو بالموسيقى لعالمه الذي يعشقه؛ فأحيا فنًّا كان قد اقتصر على فئة معينة من الناس، كالمتصوفين والمتديّنين فقط. لكنه باجتهاده أخذ بهذا الفن لينافس به في عالم الغناء بأكمله ويصل إلى جميع الفئات وكافة الأذواق ودرجات التدين، فأحبَّ إنشادَه الصغيرُ والكبيرُ والشباب والشيوخ، لم يقتصر على سِنّ معين. أحبه المتدين لمّا رأى وقع كلمات إنشاده في تعلق قلبه أكثر، وأحبه أشخاص أبعد ما يكون عن التفكير في حب من يمدحهم.. فتعلق قلبهم بحب آل البيت عن طريق مدحه، عندما شعروا أن حب هؤلاء ليس حبًّا يقتصر على فئة معينة أو يأخذ من يحبهم نمطًا وشكلاً وزيًّا واحدًا.في حب فن الإنشاد، الكلمة الصوت والموسيقىهو لم يخترع شيئًا جديدًا ففن الإنشاد قائم منذ زمن، لكنه أحياه.. كان ينقصه أن يواكب العصر بتطوراته وأذواقه؛ ففعل، وليس هذا فقط بل أبدع وحرّر قيود هذا الفن ليس فقط ليواكب العصر بل ليواكب العالم بأسره. فنراه يُنشد بالكثير من اللهجات واللغات، وفتح له العالم أبوابه فأنشد في العديد من بلدان العالم، وكان أول عربي يُرفَع الأذان بصوته في أكبر جامع في موسكو.صوتٌ دافئ حنون، ترى فيه انعكاس نقاء قلبه وروحه، ترى فيه حبًّا وعشقًا وشغفًا لا ينطفئ، ترى خشوعًا متجسدًا في إحساسه بالكلمات، لا تدري أصوته هبة الله له، أَم أنّ صوته انعكاس لمقدار حبه وهِبَتُه فقط هي الحبّ لأهل الحب؟ولم يكتف بالحب والصوت فقط.. بل كتب ولحّن أيضًا، فأشعل القلوب شغفًا لرؤية النبي، كما تمنى الكل أن لو كان اسمه مصطفى عندما وضع اسمه في قصيدته "أبو الكرم". فكيف لا نتمنى وهو يقول "يا رب أنا نفسي اشوف سيدنا النبي.. آه يا نبي.. نفسي أشوف نظرة عنيه ليا وأنا بمسك إيديه وبمدحه وبصلي وبسلم عليه.. نفسي يقولي مصطفى فالقلب ينبض ميت نعم.. أنا من الخدم أمرك يا سيدنا النبي أنا بين إيديك.. أنا كلي لك يا أابو الكرم.. الله على اسمي وهو طالع منه ياااا.. حاجة كدة بكل الحياة.. نفسي يا رب أدّن في مرة بأمر منه للصلاة.. واقف وراه يدعي لكل العالمين وأقول آمين وبعدها أختم معاه”رسالته كما يوضح هو أنه يحاول طرق كل أبواب الدعوة إلى الخير والأخلاق وتعريف الناس على الله ورسوله، فكلما زادت أبواب الدعوة كلما زاد النفع. وهذا ما أثبته هو بالعمل قبل القول، فلتنظر إلى أكثرية الفئة التي تهتم بما يقدمه مصطفى ستجد أن أكثرهم دون الثلاثين عامًا بل دون العشرين عامًا، فكيف سيحبّ هذا الشباب الصغير دينه غير باللغة الأقرب لقلبه، باللغة التي يُدركها وتميل لها نفسه؟ كما استشهد مصطفى على رسالته بآية (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) وأن ما يقدمه هو لسان القوم الآن.التعليم الأزهرى بين التاريخ والانقراضوبالطبع لم يَنْجُ من الانتقاد والهجوم والإساءة، ظنًّا من البعض أنهم حماة الدين وأن ما يفعله خطأ، والبعض يظن أيضًا أن ما يفعله حرام، ونسوا أن الحرام بيّن محدد لا جدال فيه، وضّحه الله تعالى في القرآن، بل غفلوا عن أن ما يفعلوه هم بالهجوم والإساءة هو الخطأ وليس من أخلاق الدين في شيء. لكن ظهرت الأخلاق حقًّا في رَدّ وتفهم وأدب الخلوق حيث أوضح لهم رسالته ودعا الله أن يهديه ويهديهم ويغفر له ولهم.أمّا عن حبه للأطفال فهذا نوعٌ آخر من الحب لديه، تراه يخاطبهم ويحتويهم ويحنو عليهم كأب، وإذا بدأ اللعب معهم فيكون كطفلٍ مثلهم لا يمنعه شيء عن الضحك والاستمتاع وإظهار العطف والود والمحبة. فكان لهذا الشغف بالأطفال دافع لإنتاج برنامج خاص لهم وهو برنامج "أخويا الكبير" فأحبه الكبار قبل الصغار. حيث يَعرِض أخلاقًا ومعاني كبيرة بطريقة سهلة يسيرة يستوعبها الجميع، بالإضافة لبعض الألعاب والأغاني الممتعة كي يَجْذِب الطفل أكثر وتُحفَر القيم في ذهنه بشكلٍ أعمق.ومن أكثر القيم التي يطبقها مصطفى ويراها القريب والبعيد فيه أنه جبّار للخواطر، فيجبر بخاطر الجميع ولا يرد أحدًا. تتعدد ألقابه بين مستر قمرون، السفير الأزهري، المدّاح، النقشبندي الصغير، خادم القرآن. وكلها ألقاب لمس بها قلوب الكثير، فترى مُحبِّيه كجيوش تفخر بتواجده فخرًا يليق بمقامه. كان يريد أن يُسمِع صوته لله، فأسمع الله صوته للعالم. بارك الله به وحفظه وزاده من فيض كرمه ووهبه المزيد، ووصله بمن يمدح وجمعنا به وبنبينا الكريم في جنة الفردوس الأعلى.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..