لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تمتلئ الحياة بالعديد من الحافّات، حافّات تغرينا للاقتراب وحافّات تبعدنا، نشعر دائمًا بالتوتر والحيرة بين الرغبة في رؤية الحافّة وملامستها وبين الرغبة في التراجع والانسحاب نحو الأمان والراحة.من الممكن أن نتردد في اتخاذ القرار، من الممكن أن ننظر بعيدًا عن الحافة ونتصرف مدّعين أنها غير موجودة، لكننا لا نستطيع الاستمرار في تجاهل وجودها إلا لفترة قصيرة. يظل خيالها يراودنا، نتساءل ماذا سيحدث إن اقتربت من هناك؟ ما أقصى شيء يمكن أن يحدث؟ هل سيلومني أحد إن اكتشفت ماذا بعد، أم سألوم نفسي طوال العمر أني لم أَخُضْ تلك التجربة؟ هل الأمان والراحة هنا هما الأفضل لي، أم ما هناك ولم أكتشفه بَعْدُ هو أفضل لي؟ وكيف سأعرف ذلك وأنا مازلت بنفس المكان خائفًا من مجرد الاقتراب.السؤال الأهم
هل سأندم يومًا إن قررت الاقتراب ثم انزلقت هناك إلى ما لا نهاية، هل سأكون وحيدًا غريبًا لا أحد معي، أم سأجد من بحثت عنه سنوات عمري بأكمله.. من يشبهني ويفهمني.. من يشاركني ويدفعني.. من أكون معه أنا كما لم أعرفني من قبل؟ هل لا بد أن أذهب إلى هناك كي أجده، أم لأكتشف نفسي أولًا ثم سأجده حتى ولو لم يكن هناك؟
لماذا الاختيار هذه المرة صعب هكذا؟
لم أَعْتَدْ أن أحتار يومًا، دائمًا كانت نفس الخيارات التي أعرف نتيجتها مسبقًا. فلماذا سأختار شيئًا لا أعرف نتيجته، طريقًا لا أعرف هل هو ممهدٌ أم وَعْر؟ يتطلب الكثير من الجهد والعمل، وهل بعد ذلك كله سأصل أم سأموت وأنا مازلت أحاول الوصول؟فكّر قليلًا، ففي النهاية حتمًا سنموت على أية حال، إذًا أموت وأنا أحاول؛ لا خيار آخر ما دمت عرفت أن هناك اختيارات أخرى للحياة غير التي أعيشها مجبرًا. لا يمكن أن أتجنبها، لا يمكن أن أغمض عيني عنها بعدما رأيت بصيص النور يناديني.إن تجنبتها سأموت وأنا نادم؛ حتى وإن لم يكن هناك ما يستحق الندم. لكن إذا أطلقت العنان لنفسي فإما سأصل أو سأموت وأنا أحاول، وفي هذا الوقت سأكون وصلت إلى مكان آخر على كل حال. فلننطلق، فلنتحرر من أسر جبَلنا عليه أنفسنا وهي خلقت لتُحلّق. لا خوف.. لا استسلام.. لا تمسك بحياة لا تُشبهنا. فقط فلنحاول، وحتمًا سنصل يومًا ما.
لا تَخَفْ إن كان الطريق غريبًا عليك
لا تخف أن تُجرِّب كل ما تتوق إليه نفسك، لكن بالطبع سيكون خطك الأحمر الحلال والحرام. النفس خُلقت لتخطئ وتتعلم ومن هنا حتمًا ستطور، من لا يُجرب أشياءً جديدة سيظل حبيسَ خوفه لن يخرج من قوقعة ماضيه.. سيظل يكرر أحداثًا شبيهة لما عاشه من قبل، حتى لو لم يكن يحبّ ما عاشه من قبل. فإذا أردت أن تحصل على نتائج جديدة فلتأخذ بأسباب جديدة.اعرف أن كسر قيود نفسك عمّا تعودت عليه ليس بالأمر السهل، وهنا يَكْمُن اختبارك الأول؛ هل ستحاول أم ستستسلم من أول الأمر؟ هل رأيت ذات مرة أحدًا عاش حياةً رائعة كما تمنى وكانت بدايته سهلة يسيرة؟ على ما أظن لا يوجد أحد كهذا. فكل من حقق أمرًا رائعًا في الحياة كان شخصًا مستعدا أن يخوض التجربة كي يرى ما وراء الحافّة حتى ولو سقط هناك إلى الأبد، يعي جيدًا أنه ليس هناك جهدٌ مُهدَر حتى وإن لم يقدره أحدٌ سواه.فلتتعلم أيضًا أن تقدر مجهوداتك الصغيرة للتطور والتغيير للأفضل، فسيكون هناك الكثير من الوقت حتى يعي من حولك ما تفعله.. فلا تُحبَط ولا تيأس ولا تحزن، سيُرسل الله لك في الطريق من يفهمك ويدعمك ويكون خير رفيق يشدُ عضدك لتكمل رحلتك الأرضية وأنت راضٍ تمامًا ويملؤك السلام. ثم ستنظر حينها للماضي وتتساءل كيف كنت أخاف من خوض هذه التجارب الرائعة؟ ستشكر نفسك وقتها أنك أنْصَتَّ إلى رسائل روحك التي دفعتك للانطلاق.أغمض عينيك الآن ثم تخيل نفسك في أفضل مكان تريد أن تصل إليه واشكر عقبات الطريق التي لولاها ما كنت هنا. ثم عُدْ إلى الواقع واسأل نفسك ماذا يمكن أن أفعل الآن كي أصِل إلى ما أتمنى؟ وحتمًا ستجد ما يمكنك فعله حتى ولو كان شيئًا بسيطًا للغاية. فلتبدأ الآن ولا تخشى شيئًا.. أنت تقدر.. وحتمًا ستصل.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد