لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يتناول كتاب "
قواعد الإدارة" وجهة نظر "ريتشارد تمبلر" الذي عمل في هذا المجال فترة من الزمن، وقد أسماه البعض
المرجع الشامل للنجاح الإداري، وهو بحق من أنفع ما قرأت في مجال الإدارة؛ لذا أحببت مشاركتكم في هذا المقال بأهم ما وَرَدَ فيه خاصة أنها نتيجة تجارب عملية وملاحظات دقيقة ونصائح مكثفة في الإدارة وقد قسّم الكتاب إلى قسمين القسم الأول هو إدارة فريقك في العمل والقسم الثاني هو إدارة نفسك.حيث إن عامل النجاح الأساسي في الإدارة هو إدارتك لنفسك لتتمكن من إدارة غيرك ففاقد الشيء لا يعطيه البتة، كما وضّح تمبلر أن لافرق بين أن تكون مسؤولا عن شخص أو شخصين أو مجموعة كبيرة مؤلفة من آلاف العاملين فقواعد الإدارة تنطبق على كلا الحالتين.ثم أدرج عدة تعريفات للإدارة فهارفارد عرفت المدير على أنه الشخص الذي يحقق نتائج باستخدام أناس آخرين، وبعضهم عرف المدير على أنه الشخص الذي يقع على عاتقه مسؤولية التخطيط والتنفيذ والمراقبة، أما المؤلف تمبلر فهو يميل إلى تعريف المعهد الأسترالي للإدارة الذي يعرف المدير على أنه الشخص الذي يضع الخطط، ويقوم بالقيادة والتنسيق وإسناد المهام إلى آخرين، والسيطرة والتقييم ووضع الميزانية لتحقيق هدف ما، ثم بين تمبلر أن قواعد الإدارة واضحة وليست ملتوية، وأنه متى ما طبقها المدير دون أي خطأ فإنه سيحصل على نتائج مذهلة في التغيير والتطوير.
القسم الأول: إدارة فريقك في العمل
هنا
يبين تمبلر أن الدور الحقيقي للمدير هو إدارة العمليات وليس إدارة الناس وأن الموظفين يمكنهم إدارة أنفسهم إذا سنحت لهم الفرصة فالمدير عليه وضع الاستراتيجية وعلى الفريق التنفيذ لكن عليك أن تشاركهم وجدانيا وأن تظهر لهم أهمية ما يقومون به. ثم عليك أن تعرف بالضبط ما الفريق وكيف يعمل؟ فصفاتهم مختلفة، فهناك المخططون الذين يحبون توليد الأفكار، وهناك المنسقون الذين يكونون على قدْر عالٍ من التنظيم وهناك مراقبو الأداء الذين يحللون الأمور بموضوعية وهدوء؛ لذا عليك معرفة فريقك جيدًا لتضع كل واحد منهم في دوره المناسب .ثم انتقل إلى قاعدة أخرى وهي ضرورة أن تكون الأهداف في منتهى الواقعية، أي: قابلة للتحقيق وفي متناول قدرات الفريق وإمكانياته، كما بين ضرورة عقد الاجتماعات الفعالة التي تولد الأفكار وتوفر فرصة لجمع المعلومات ودمج الفريق مؤكدًا على أهمية إضافة المرح والمتعة للاجتماع، كإتاحة الفرصة للموظفين بقول طرفة أو رواية قصة لكن بحدود حتى لا يفقد الاجتماع أهميته أو يتجاوز أحد الأفراد حده في الانضباط .بعد ذلك وضح أهمية التفويض، وأنه يمثل تخفيفًا للأعباء الملقاة على عاتق المدير، بل يسمح له بالتفرغ لوضع الخطط طويلة المدى ورؤية سير العمل ومتابعة الأشياء التي لا يمكن لأحد أن يفعلها سوى المدير، ويقول تمبلر إن أحد أسرار الإدارة الناجحة هو إعطاء الفريق مهمة ومتابعته مرة أو مرتين مع عدم الاستمرار في المراجعة، بل أن يجعل كل تركيزه منصب على التخطيط، ويقول تمبلر: إن على المدير السماح لفريقه بارتكاب الأخطاء فهذا من شأنه أن يزيد من وعيهم وتصحيح مسار عملهم وأن لا يشعرهم بما ارتكبوه، إلا من خلال رسائل إيجابية يبثّ فيها معنى التصويب، والرسالة التي يريد أن يوصلها لهم مع تقبل حدود وقدرات الفريق.وأكد تمبلر في موضع آخر من الكتاب أن المدير الناجح هو الذي ينسب النجاح للفريق ويتحمل هو العواقب الوخيمة التي تحدث في مسار العمل، وأن على المدير توفير جميع احتياجات فريقه، بل يجب عليه أن يكون كريمًا فيزودهم بأحدثها وأفضلها، فهذا يزيد من فرصة نجاحك كمدير ويشبع حاجاتهم كفريق إضافة إلى أهمية مكافأتهم وتحفيزهم عند إتمام كل مشروع مهما كان صغيرًا.
القسم الثاني: إدارة نفسك
في هذا القسم يوضح تمبلر أهمية أن يكون المدير قدوة ومثالًا يحتذى به؛ لأنه وضع معايير ليلتزم بها الفريق؛ لذا فهو أولى الناس بتطبيقها حتى لا يكون الكلام مجرّدًا من العمل، ثم بيّن تمبلر أهمية وضع كل شيء في نصابه، ففي العمل يكون وقت العمل وفي البيت يكون شأن الاهتمام بالأسرة والاسترخاء حيث إن الادارة وظيفة مثل كل الوظائف وأنه لا يجب أن تسيطر على حياتك فتفسدها وتجعلك تشعر بالأعياء والتوتر.ثم بيّن تمبلر أن المدير الناجح هو الذي يكون مبادرًا وليس فقط مستجيبًا للتغيرات، فدائما ما يخصص وقتًا ليتأمل ويخطط للمستقبل، ويتساءل كيف له أن يزيد من الأرباح أو الانتاجية للموظفين وهكذا، ثم بيّن تمبلر أهم الصفات التي على المدير أن يتحلى بها ليكون مميزًا في عيون موظفيه، فذكر صفة العفة والأمانة والثقة والشخصية المسؤولة عن قراراتها وأن يكون متزنًا متحليًا بالثبات فاعلًا صاحب أسلوب جذاب.ثم وضّح أهمية وضع خُطّة عمل سرية خاصَّة بك لا يطلع عليها أحد سواك وهي لأحلامك وطموحاتك فربما لا تتفق كل آمالك مع خطة الشركة، فإن وجود مثل هذه المذكرة كفيل بحماية أحلامك من التشتت والضياع، ثم ذَكَر قاعدة ضرورية، وهي الاستعداد لنسيان الإستراتيجيات الناجحة إذا تغيرت النتائج فكل شيء يتبدد إن لم يتجدد، ومواكبة الأحدث من شأنه تحسين الأداء والتطوير والحصول على نتائج مرضية أفضل من التمسك بوصفات قديمة باتت لا تعطي مفعولا أو مردودا جيداوختامًا، نبّه تمبلر إلى أهمية وضع خطط بديلة لأي ظرف طارئ واستغلال الفرص من دون البناء على الأوهام ومواصلة التعلم من المنافسين في المهنة وتجنب التفكير المحدود الذي لا يحمل سوى خيبة الأمل والرجاء، وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إليك أيضا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد