Loading Offers..
100 100 100

تجربتي في نادي التوستماسترز: كيف حققت ذاتي عبر الخطابة؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

قبل ثلاثة أعوام تقريبًا، كنت هائمة في الأشياء من حولي، مشتتة الأهداف، جاهلة عمّا لي وما عليّ أن أفعل. لطالما كان هذا التساؤل رفيق العشرينات، ومازال. إلا أنّ هناك منفذًا دائمًا ومخرجًا مِن كل ذلك، ومأوى نرجع له، إنه السعي، ولطالما آمنت به وما زلت.قررتُ في ذلك الوقت، أن أسعى تجاه أمر معين، لكن يجب أن يكون أمرًا فيه شغفي، و عمله يكن ممتعًا، وقابلًا للاستمرار معي، ويطورني بشكل مستمر، ومتطلبًا في هذه الحياة، كيف؟ وما هو؟ وجدت أنه يجب أيضًا أن يكون شيئًا أخشاه، يعني أنني سأغامر نعم، إذًا هناك متعة. ظلَّ التفكير والبحث معي لفترة، حتى وجدتُ شيئًا.

الإلقاء والقيادة

وهما شيئان لم أفكر فيهما أبدًا في حياتي، لا أخفيكم أمرًا أنني لم أتخيل نفسي يومًا أخاطب الناس أو أقودهم في أمرٍ ما. ولم يكن أمرًا محبذًا عندي، لكنه ممتع وشيق، فيه تجدُّد، سيغير فيّ الكثير، سأرى خولة بشكلٍ آخر. بدأت بحضور دورات متفرقة في ذلك.فجأة وقد صدقت معي النصيحة التي يُنصح بها دائمًا "اسعَ فقط وستجد" وجدتُ حسابًا في تويتر لنادي الإلقاء والخطابة والتواصل "نادي أم القرى للتوستماسترز". نادٍ كيف؟ وللإلقاء والقيادة؟ والجميل أنهم يطلقون عليه "خطابة" وليس إلقاءً، وخطيب وليس مُلقيًا. يعني أنني سأجد مستمعين لكلّ ما أريد إيصاله للآخرين، سأتمكن من نقل محتوى كتاباتي لعدد أكبر، قبل أن كنت أعرضه على صديقاتي فقط. أيضًا سأقرأ بشكلٍ مستمر، حتى أتمكن من كتابة محتوى خطابي أقدمه في لقاءات النادي.فجأة اكتشفتُ أنني قد وجدتُ حلمي وشغفي والشيء الذي أحبه. إذ إنني أحب تبادل الأفكار والمعلومات، وترابط وتناسق العبارات، وتنمية الذات. كلّ ذلك قد فعله معي السعي.انضممتُ إلى النادي بكل حماسٍ وشغف. أوّل خطبة ليّ، كان يجب أن تحتوي على الحديث عن ذاتي، كي يعرفوا من أنا، أأكتب عن نفسي؟ كانت تجربة جديدة، أن أبحث عن ما أريد أن يعرفه الناس عني. كتبتُها، وهذا جزء منها "… مؤمنة أنا بأن الكلمة بمقدروها أن تُغيّر فينا الكثير مما يسكننا من علل وأخطاء، أكثر من أي شيء آخر، لذلك أود أن أكون صاحبة كلمة قوية، لأغيّر من نفسي أولا، ثم فيمن حولي، فبالكلمة هُدي أقوام من ظلماتهم إلى نورهم، وبها قامت حروب وبها هدأت.." ثم ألقيتُها، وهنا بدأت قصة العشق الخاصة بي، مع الكلمات وإلقائها.لا شيء يوازي الحديث أمام الآخرين، أن تنقل آراءك وأفكارك لهم، أن تتعرف على شخصياتهم ومتطلباتهم، أن تستمع لأحاديثهم، أن تتعايش مع اختلافاتهم، وأخيرًا؛ أن ترى جانبًا من الأشياء والعالم الذي خَفِيَ عنك، كلُّ ذلك تُريك الخطابة والقيادة إياه. تعلمت خلال لقاءات النادي الأسبوعية، كيف يكون العطاء ولمن يكون ومن الذي يجب عليه أن يعطي؟ لن تستطع أن تُعطي شخصًا شيئًا لم يعطِ ذاته قدرًا، لن تستطع أن تُغيرّ في أحدهم أمرًا ما لم يكن يمتلك الرغبة في ذلك، عليكَ دائمًا أن تؤثر بالشيء القليل، بكلمة، بتواصل، بمعرفة، بتشجيع، بإلهام . تعلمت أنّ القيادة تبدأ من الذات، أن تتعلّم كيف تُتقن قيادة ذاتك أولًا. عليكَ أن تجد وتبحث أينَ يحتاجك الآخرون والعالم، وتقوم بدورك. والأهم؛ عليكَ أن تبدأ فقط.أجمل اللحظات عندما تتمازج كلماتي مع صوتي، فتخرج عبارات تُمثل عقيدتي، فكري، تجاربي. ويقابلها أسماع واعية، تُعطيني تقييمها، "كانت وقفتكِ مميزة، عليكِ أن تُحسني من نبرات صوتك" وغيره. وبعد ختام اللقاء، قد تأتيني إحداهن فتناقشني في محتوى الخطبة، وما حوته من أفكار، وهكذا قد نظلّ نتحاور حتى تُوصل كلّ منّا رأيها للأخرى. فالنادي يهدف أيضًا إلى تنمية التواصل الفعّال بين عضواته. لن نتحدث في "الجنس ولا السياسة ولا الاختلافات الدينية". هذا شعار التوستماسترز، فشعارنا التواصل مهما اختلفنا.كان وما زال مُغيِّرًا، كاشفًا لي عن ذاتي، مختبرًا لِي عن مدى صبري وتحملي وحدود ثقافتي، وقدرتي على تقبل الآخر. شكرًا؛ لأندية التوستماسترز دائمًا وأبدًا. وقوموا بدوركم بالبحث عن الأندية القريبة منكم، وجرّبوا الخوض فيها، وشاركونا تجاربكم.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..