لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لست هنا لكي أعدد لك مساوئ مواقع التواصل أو أشيطن هذه المواقع، لا أحد يريد قراءة مقال كهذا!لكني أريد إلقاء الضوء على بعض النقاط والدراسات التي قد تغير تفكيرك نوعًا ما في كيفية استخدام مواقع التواصل. مواقع التواصل سلاح ذو حدّين فهي بالفعل قد تكون مفيدة ومفيدة جدًّا في أحيان ومضرِّة جدًّا خاصة على الجانب النفسي في أحيان كثيرة جدًّا. متى يتحول السلاح المفيد الذي قد يساهم في تطور شخصيتك إلى سلاح مدمر لنفسيتك؟ هذا ما أريد أن أكلمك عنه في هذا المقال.فوائد مواقع التواصل الإجتماعى
في بداية نشأة مواقع التواصل كان الهدف هو بالفعل التواصل بين الناس، معرفة الجديد في حياة من أبعدتك الحياة والظروف عنهم. وبالفعل هذا جاء في دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي:إن استخدام مواقع التواصل بمعدل أقل من نصف ساعة يوميًّا قد يساهم في زيادة إحساسك بالتواصل بينك وبين أصدقائك.مع تطور استخدام مواقع التواصل أصبح هناك (صناع محتوى) وهم من يكتبون مقالات أو ينشرون فيديوهات أو صورًا عن مواضيع متعددة ومختلفة. متابعة صناع المحتوى الذين يقدمون محتوى هادفًا ومفيدًا سوف تساعدك بالفعل في تطوير شخصيتك وحياتك وفهمك لمواضيع مختلفة في الحياة.هناك العديد من صناع المحتوى يجتهدون في صنع محتوى هادف وبالفعل استفدت من بعضهم بشكل شخصي جدًّا.المجموعات على موقع الفيس بوك قد تقربك من أفراد عندهم نفس اهتماماتك وهواياتك أو لهم نفس طموحك، تبادل الآراء والخبرات في مواضيع أنت مهتم بها قد يساعدك بشكل كبير.
أضرار مواقع التواصل الاجتماعي
هدف مواقع التواصل بمختلف مسمياتها هو بقاؤك أطول فترة ممكنة على منصاتها، هكذا يصنعون ربحهم عن طريق عرض الإعلانات لك ولغيرك وهذا ما يحاولون جاهدين فعله. الاقتراحات، الإشعارات، الفيديوهات المتواصلة كلها تبقيك فترة أطول وهنا تتحول الفوائد لأضرار. بقاؤك فترة أطول وبشكل أطول من ساعتين على حسب الدراسة التي تم نشرها في المجلة الأمريكية للطب الوقائي تجعلك تشعر بعزلة اجتماعية وبمشاعر نفسية سيئة أخرى.
على مواقع التواصل الجميع ينشر الأشياء الإيجابية في حياته وإنجازاته، لا أحد ينشر شجاره مع زوجته لكن الكل ينشر أفضل صوره له مع زوجته، لا أحد ينشر توبيخ مديره في العمل لكن الكل ينشر ترقيته الأخيرة، الكل في أحسن حالاته في الصور وهذا كله مفهوم لكن بالنسبة للبعض (مع سوء الاستخدام) قد يعتقد أن هذا هو الطبيعي، الكل سعيد ما عدا هو، الكل يعيش حياة مريحة مليئة بالسفر والمغامرات ما عدا هو، الكل جميل في الصور ما عدا هو. هذا يجعلك تشعر أكثر بالوحدة.الشيء الآخر المرتبط بالنقطة السابقة هو إحساسك بعدم الإنجاز في حياتك (وهذا الإحساس قد يصيب البعض مع سوء الاستخدام ) أحساس عدم الإنجاز ناتج لأنك ترى فقط إنجازات الآخرين فهذا تزوج وسعيد في حياته وهذا سافر لأكثر من (20) دولة وهذا يترقى في عمله، فتقارن بين ما تراه وما حققته وتشعر بالسوء حيال نفسك مع أنه من الممكن أن يكون لحياتك جوانب إيجابية وإنجازات شخصية كثيرة لكنك لا تراها مثل ما ترى إنجازات هؤلاء فتصاب بالإحباط والمشاعر السلبية.آخر ضرر سوف أذكره هو انتشار المحتوى التافه للأسف. نعم يوجد محتوى جيد كثيرًا لكن الرديء أكثر بكثير. تشاهد فيديو لشباب يمزحون ويعملون مقلبًا في أحدهم (في الحقيقة هو مقلب عليك أنت) لتجد بعدها فيديو لفتاة بشبه ملابس ترقص لتجد بعدها فيديو لأغنية لا تفهم أي شيء من كلامها (رغم أن الأغنية عربية وأنت تتحدث العربية) وهكذا من سيئ لأسوأ فتجد في نهاية اليوم أنك أضعت (4) ساعات في مشاهدة فيديوهات سيئة. لقد تمت سرقة وقتك.أنا لا أقول أنك يجب أن تنجز طول الوقت، في الحقيقة يجب أن تروح عن نفسك لكن بوعي بأهمية الوقت وبوعي بأهمية بُعدك عما هو تافه ورديء.