لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في مراهقتي حينما كنت أشعر بالإحباط لأي سبب، كنت أغمض عيناي وأحلم، أحلم أنني لست هنا، أنني مثلًا أميرة في قصر مهيب ويحتشد الخدم حولي ينتظرون أن أخبرهم ماذا أريد حتي يحضروه لي، أو مغنية تمتلك صوتًا عذبًا وقادرة على إذابة القلوب، أو أنني أمتلك رفاهية ارتداء فساتين بكل الأشكال التي أحبها. لم يكن هذا الأمر مرتبطًا بالمراهقة فحسب، بل هو معي منذ الطفولة حيث الأحلام الحلوة ببيوت من الشيكولاتة وسماء تمطر الحلوى، وجدران من البسكويت وتلال من المثلجات بطعم الفانيلا.في الطفولة كانت تخيلات طفولية فحسب، لكن في المراهقة كانت أحلام اليقظة التي أهرب من الإحباط إليها لئلا أُجن. عندما كبرت وأثناء دراستي مقرر الصحة النفسية في الدبلوم التربوي تعرفت إلى الحيل الدفاعية والإحباط والصراع، وعرفت أن أحلام اليقظة في المراهقة كانت حيلة من اللاشعور حتى لا أصاب بالاكتئاب.والإحباط طبقًا لإحدى تعاريفه هو:العائق الذي يحول بين إشباع الفرد لحاجة من الحاجات أو مشكلة من المشكلات، ويؤدي ذلك إلى شعور الفرد بالتوتر والضيق والغضب والقلق وصرف الانتباه عن مسئولياته الأخرى، ويؤثر في اتجاهاته وأداءته العقلية.
العوامل المسؤولة عن العوائق المُسببة للإحباط
عوامل خارجية
كالبيئة المحيطة بالفرد بكل ما تحمله من عادات وتقاليد ومقومات حياتية، فقد تمنع الظروف المالية وتحول بينه وبين دراسة تخصص معين مثلًا.عوامل داخلية (شخصية)
هي تلك العوامل التي تجعل الفرد في مواجهة أن يختار بين حاجاته المتضاربة وبين أهدافه المقصودة، وقد تكون العوامل الشخصية ذاتها، سببًا للصراع حتى لو كانت أسبابًا متخيلة أو غير حقيقية مثل أن تشعر الفتاة أن لا أحد سيحبها فتمتنع من الاندماج مع الآخرين، فهي تمتنع عن ذلك وفي نفس الوقت قد تشعر بالغضب أو التهميش. وذلك هو ما يولد الصراع والذي يستدعي الإحباط، وتدخل العقل الباطن أو اللاشعور بتكوين الحيل الدفاعية.تعريف الحيل الدفاعية
هي أساليب توافقية، في مواجهة الإحباط أو الصراع، ويلجأ إليها كل الناس في مواجهة المواقف الإحباطية والصراع، وقد يسرف البعض في استخدامها وحينها يكون الأمر خطرًا، وإليك أهم تلك الحيل الدفاعية وأشهرها:الإنكار
هو أكثر آليات الدفاع شيوعًا، وهو يحدث حينما ترفض قبول الوقائع والأحداث وترفض تصديقها، فحينما تفقد عزيزًا عليك أو ما تقوله حينما تسمع بالأمر لا، لم يحدث هذا. فأنت تعرف أن هذا قد حدث بالفعل، لكنك تنكره وتخاف أن تصدق إن ذلك حدث بالفعل.الكبت
الكثير من الأحداث المزعجة والذكريات السيئة أو المعتقدات غير المنطقية، وأحيانًا ردود الفعل التي قد تسبب لك بعض المشكلات إذا فعلتها، فتختار بدلًا من ذلك آلية القمع على أمل نسيانها، لكن في بعض الأحيان لا ينجح ذلك وتخرج تلك الذكريات أو ردود الأفعال بشكل آخر تمامًا.الإسقاط
يستخدم الأفراد الإسقاط كعذر لإخفاقهم ولاستبعاد مشاعر الذنب لديهم، فقد يستخدمه الفرد لإلصاق خطئه وضعفه وعدوانيته بالآخرين، فهو في عملية الإسقاط يحكم على الفرد من خلال ذاته، فالشخص الكاذب تجده دائمًا يشيع بأن الآخرين هم الكاذبون، أو الشخص الشره قد يلتفت للنقائص في الآخرين، وكذلك إذا شعر أحدهم بأنه يكره زميله الجديد بالعمل فقد يسقط ذلك بأنه لا يحبه.النزوح
حينما لا يمكنك رد الفعل بشكل معين طبقًا للعواقب المترتبة على ذلك، فتحول رد فعلك ذلك لمكان آخر. فمثلًا مديرك في العمل قد نال منك ولكنك لا تتمكن من الرد بسبب العواقب، فحينما تذهب للمنزل ويفعل ابنك أو زوجتك شيئًا بسيطًا يكون رد فعلك قاسيًا بشدة.