لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في رمضان 2021 ذهبت مع والدتي لإنهاء بعض الأوراق مع أختي، وهناك ذهبت لشراء بعض الخضار والفاكهة من محل معروف هناك، وصاحب المحل أعطاني رقم هاتفه للتواصل معه على الواتس لتوصيل الخضار والفاكهة، على الرغم من وجوده في منطقة تبعد محطتين عن منطقتي، وقتها فهمت الفرق بين التجارة الإلكترونية والتقليدية، لاحظوا أننا تحدثنا من قبل عن المتاجر التقليدية والإلكترونية لذا دعونا نتحدث اليوم عن المفهوم الأعم والأكثر شمولًا.
دعونا نمضي قدمًا في النظر للتجارة الإلكترونية والتقليدية من خلال المفهوم أولًا.
كُلنا مدركون أن التجارة التقليدية هي عملية تبادل السلع وكل شيء يمت للبيع والشراء بصلة، ولكن على أرض الواقع؛ فمثلًا عمليات التغليف والإنتاج والشحن وكل الخدمات اللوجيستية تتم من خلال التجارة التقليدية. وبالنسبة للتجارة الإلكترونية؛ فعمليات البيع والشراء وعقد الصفقات للحصول على أيّ منتج أو خدمة يحدث من خلال الإنترنت نحن فقط نستعين بالخدمات اللوجيستية من أجل إيصال المنتج للعميل في منزله.
مما سبق نستنتج أن التجارة التقليدية والإلكترونية لا غنى عن كلتيهما في الوقت الحالي حتى ولو تحولت كل تجارة العالم للمجال الإلكتروني ستظل المصانع تعمل وشركات الشحن، كذلك العمالة البشرية سيظل العالم بحاجة إليها. الآن لنتحدث في نقاط محددة عن أكبر الفروق بين التجاريتين كما يلي:
1- المصروفات والتكلفة
دعونا نتخيل من أين يأتي محل الملابس ببضاعته؟ أولًا يذهب لمحلات التي تبيع بالجملة كل المقاسات ويختار المقاسات الأكثر طلبًا من عملائه، إذن من أين يأتي محل الجملة ببضاعته؟ من المصنع، ومن أين يأتي المصنع بالقماش؟ من محلات القماش.. إلخ، لاحظوا هنا أن المصنع له تكاليف يأخذها من محل الجملة والأخير يأخذ تكاليفه من محل الملابس، والمحل يأخذ تكاليفه من العميل، وهكذا. لكن في التجارة الإلكترونية تختفي تلك المراحل؛ لأن الموقع يأخذ بضاعته من المصدر رأسًا، وبالتالي تصبح التكلفة بسيطة.
والآن هل التجارة الإلكترونية أغلى بالنسبة لصاحب الموقع أم مصروفات التجارة التقليدية أغلى؟ الإلكترونية أرخص طبعًا، ارجعوا لمقالة الفرق بين المتاجر الإلكترونية والتقليدية وستفهمون قصدي.
2- الوقت
هل ذهبتم من قبل لمحلِّ الهايبر ماركت قبل رمضان بأسبوع؟ أخي المجنون يفعل هذا كل عام؛ فقبل رمضان بأسبوع يأخذني أنا وبنات أخته وأحيانًا أمي- قسرًا- لشراء مستلزمات رمضان بعد الساعة الحادية عشرة ليلًا – ظَنًّا منه أن الهايبر يخلو من البشر- ولكن لا البشر يختفون ولا نحن إلى المنزل عائدون إلا بعد ساعتين على الأقل، انظروا على الجانب الآخر ستجدون أن البشر الطبيعيين يختارون الحفاظ على وقتهم وطلب كل شيء من المنزل من خلال تطبيق الهاتف. وتلك هي أكبر ميزة من وجهة نظري للتجارة الإلكترونية؛ فتوفير وقت العملاء يعتبر أكبر عامل نجاح يُميز هذا المجال.
3- التغطية الجغرافية
بائع الخضار الذي حدثتكم عنه في بداية المقالة يسعى للتوسع والانتشار، ولكن هل سيُغطي منطقة جغرافية أوسع من المنطقة التي يُغطيها المتجر الإلكتروني؟ بالطبع لا، وتلك الميزة من أهم مميزات التجارة الإلكترونية، ولكنها قد تكون سلبية من السلبيات لو لم تتعامل المتاجر الإلكترونية مع شركات لوجيستية تساعدها على الوفاء بمواعيدها مع العملاء.
4- التنوع في عرض المنتجات
هل تتذكرون مزايا المتجر الإلكتروني؟ في المتجر الإلكتروني تستطيع عرض كل أنواع المنتجات؛ فالمنتج لن يأخذ منك سوى صفحة على الويب فيها صورته وكلمات عنه (وصف المنتج) ولكن في التجارة التقليدية لا تستطيع عرض كل منتجاتك بسبب المساحة المحدودة.
5- التواصل مع العملاء
عمليات الاحتيال، إرجاع المنتج، المشاكل بين التاجر وصاحب المتجر، ومشاكل كثيرة تنتج عن عدم تواصل العميل مع بائع السلعة وجهًا لوجه، وتلك المشاكل تصُب في مصلحة التجارة التقليدية بلا شك؛ لهذا السبب أخبرتكم في بداية المقالة أن البشر لن يستغنوا عن التجارة التقليدية على الأقل لحين اكتشاف حلول عملية لكل سلبيات التجارة الإلكترونية.
في الختام
أكبر اختلاف بين التجارة الإلكترونية والتقليدية هو البشر الذين يُديرون المنظومة في كِلا الجانبين؛ فالبشر قد يتعلمون التجارة التقليدية وأصولها لو تدربوا لمدة شهر، ولكن من الصعب أن تجدوا خبراء يساعدونكم في إدارة المنظومة الإلكترونية؛ فالعالم الرقمي يعتمد على المُبرمجين، وكُتاب المحتوى، ومُسوقين على دراية كاملة بالتسويق الرقمي… إلخ؛ لهذا السبب يواجه أصحاب المتاجر الإلكترونية عقبات كثيرة في بداية طريقهم، خاصة لو كانوا يجهلون أساسيات العالم الذي اقتحموه.
0 تعليقات المدونة 
