لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
حدثتكم من قبل عن رجل الأعمال الذي أنشئ متجر إلكتروني كجزء من موقعه، ولكن لم يحسب الخطوة بشكل جيد لهذا السبب ترك المتجر فارغًا يعلوه الغبار واهتم بأقسام الموقع الأخرى، إذن ما هي المشكلة التي يجب أن يُعالجها بالتحديد؟
أول مشكلة هي دمج المتجر داخل الموقع؛ فالمتاجر الإلكترونية يجب أن يكون لها مسكن خاص بها ولا يجب أن تضعها مع رفقاء سكن؛ لأنك بذلك لن تُقوي علامتك التجارية، بل ستزيد الأمر سوءًا. دعونا الآن نتخيل أني سأفتح متجر إلكتروني؛ لذا استعدوا لتذهبوا معي للمكتب لبدء مرحلة العصف الذهني، وكتابة الخطوات التي يجب أن أقوم بها كما يلي:
1- شراء دومين Domain
بما أني جاهلة في تلك الأشياء سأذهب لشخص مُحترف وفي نفس الوقت موثوق، لاحظوا أن الثقة في الأشخاص الذين ستعمل معهم مهمة جِدًّا؛ لذا أحسنوا اختيار فرسان مائدتكم المستديرة، أهم نقطة هنا هي أن الثقة وحدها لا تكفي؛ فمثلًا أخي يفهم في البرمجة وفي كيفية شراء نطاق Domain واستضافة Web Host وربطهم معًا، وكل تلك الأمور التقنية، ولكن على الرغم من ثقتي في أخي إلا أن هناك شخصا آخر أكثر احترافية منه؛ لذا سأستعين بالمُحترف لأن البدايات الصحيحة كما أخبرتكم ستُجنبك الأخطاء في المستقبل، التي قد تظهر بسبب عيوب البرمجة أثناء إنشاء الموقع.
2- وضع استراتيجية واضحة للمتجر
لن أفتح متجر إلا بعد الإجابة على (3) أسئلة
ما المنتجات التي سأبيعها؟
هل يُعقل أن أفتح متجرًا دون معرفة نوع المنتجات التي سأبيعها؟ بالطبع لا، أنا لست مجنونة لهذه الدرجة؛ لذا سأحدد أقسام المتجر، وما هي المنتجات التي سأخصص لها خصومات لجذب الزوار لموقعي.
من الموردين؟
عرض المنتجات في المتجر وفتح المتجر للعملاء بدون معرفة من التجار الذين سيمدونك بالمنتجات هو بمثابة القفز في نهر الهان، صدقوني تلك أسرع طريقة للانتحار في كوريا وفي عالم التجارة الإلكترونية.
مع أيِّ شركة لوجيستية سأتعامل؟
قلنا من قبل أن الفشل في الاستعداد يعني الاستعداد للفشل، ولو أنقذك البشر بعد قفزك في نهر الهان ووجدت تُجار وفرّوا لك البضائع التي تريدها؛ لكن شركة الشحن تركتك وأنت في منتصف الطريق في تلك المرحلة لن يُنقذك أحد يا عزيزي لو قررت الانتحار مجددًا؛ لأن الشركات اللوجيستية تعلم يقينًا أهميتها؛ لذا ستستغل نقطة ضعفك ووقتك المحدود لشحن المنتجات وستقوم بابتزازك، وربما تقول لك كما نقول في مصر (هو ده اللي عندي وأخبط دماغك في الحيط) أعلم أن كلامي قاسٍ؛ لكن مع الأسف تلك هي الحقيقة يا قارئي العزيز؛ لهذا السبب لا تبدأ في شيء رجاءً إلا بعد الاستعداد له جيدًا، خاصة حينما يتعلق الأمر بالخدمات اللوجيستية.
3- مرحلة الاستعانة بالخبراء
من هم الخبراء الذين سأستعين بهم يا هبة؟
• المُبرمجين، والتقنيين
هؤلاء هم أساس أيّ موقع ناجح… هل تتذكرون ما قلته لكم في مقالة السلات المتروكة؟ أن الخطأ التقني في المتجر الإلكتروني لا يعني انقطاع الكهرباء في المتجر التقليدي، بل اندلاع حريق، هذا بالضبط ما ستُخلفه لك المشاكل التقنية من كوارث، تخيلوا لو حدث خطأ في الموقع في ساعة الذروة، وقتها سيخسر المتجر زواره وعملائه وستتكدس السلات المتروكة فيه.
• كُتاب المحتوى
كُتاب المحتوى المسؤولين عن وصف المنتج، ومتابعة آراء العملاء وتقييماتهم.
• المُسوقون
هؤلاء مهماتهم البحث عن جمهورنا المُستهدف والجري وراءه وإعطاؤه كل شيء كان يريد البحث عنه في الماضي، وسيُفكر في البحث عنه مستقبلًا.
• قسم متابعة العملاء والرد عليهم
هذا لا يُشبه قسم خدمة العملاء التقليدي هذا القسم يُشبه المُعالج النفسي، هؤلاء مهماتهم الأولى إسعاد العملاء وإعطائهم قيمة، وخلق مشاعر الولاء في قلوب عملائنا تجاه ماركتنا التجارية.
• قسم التطوير
أتعلمون ما هو العصف الذهني؟ هو أفكار مأخوذة من أفكار مدموجة مع أفكار مُستخلص منها أفكار من أجل خلق أفكار، لا تضحكوا، وركزوا في مهمة قسم التطوير؛ فالهدف الأساس من وجوده هو متابعة الموقع في الخفاء كرجال الظل، ومن ثمّ متابعة المُنافسين، ومتابعة العمالقة، وفي النهاية معرفة نقاط الضعف ومواطن القوة، وعلاج الأولى، وتطوير الثانية.
4- الدعاية المُبكرة
أتعلمون كيف يحصل الفيلم على إيراداته من أول يوم؟ بسبب إعلان “قريبًا” تخيلوا لو أجلت افتتاح متجري بعد وضع إعلانات على كل منصات التواصل الاجتماعي بإعلان (50%) خصم على كل المنتجات بمناسبة الافتتاح؟ من قال إن المتاجر التقليدية تستطيع القيام بافتتاح وتقديم العروض، والإلكترونية تكتفي بمرحلة الترويج للموقع فحسب؟
5- الخطط البديلة
الخطوة الأخيرة تُعتبر استراتيجية منفصلة، وخطوة أهم من سابقتها هل تتذكرون حينما أخبرتكم أن تبحثوا عن بدائل؟ عزيزي القارئ لا تبدأ تجارة دون طفاية حريق، وطفاية الحريق هنا هي البدائل يعني شركة لوجيستية أخرى بخلاف من تتعامل معها، تاجر آخر، خبراء آخرين، وهكذا.
في الختام
آخر نصيحة سأُخبركم بها هي أن الخطوات السابقة تعني وجودك كوسيط بين التجار (عارضين بضائعهم) وبين العملاء؛ لذا لا تنس أن تُنشئ قسم للجودة لكيلا تظلم عملائك ببضاعة بها عيوب أو تجارك بسبب إرجاع المنتجات إليهم كل فترة، ولا تبيع أيَّ شيء يحمل ماركة متجرك إلا بعد نشر اسمك في السوق؛ لأن العملاء قد ينظرون إليك بنظرة “متجر غير احترافي” لا يبيع ماركات مشهورة ويبيع منتجاته فقط.
0 تعليقات المدونة 
