Loading Offers..
100 100 100

[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تتحكم في أفكارك؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

أخبرتكم من قبل عن حادثة طفولتي، وأن دكتورًا شهيرًا عن -طريق الخطأ- شخّص حالتي علي أنها ثلاسيميا، طبعًا رد الفعل سيختلف من إنسان لآخر حينما يعلم أن معاناته علي مدار أكثر من (20) سنة كانت بسبب خطأ بشري؛ فهناك من سيبحث عن هذا الدكتور ليقاضيه، أو لينتقم منه ويسحب منه رخصة ممارسة المهنة ويدمر مستقبله؛ لكني لم أفعل هذا ولا ذاك؛ لأني سعيدة بالنتيجة التي وصلت إليها، وبالرغم من ذلك لا أنكر أني أصبت بصدمة وألقيت باللوم على أبي وأمي في البداية؛ لكن بعدما هدأت تمالكت نفسي وقلت ربما ما حدث كان أفضل بالنسبة لي، فبدلًا من كوني طفلة طبيعية تحظى بحياة عادية كباقي البشر أنا -ولله الحمد- عشت مغامرات ونكبات وانتكاسات تستحق أن تسطر من ضمن قصص الناجحين، قلت في نفسي إن ربنا اختارني خصيصًا لتلك الرحلة الشاقة من أجل إلهام الآخرين والتأثير فيهم.ردّ فعلي هذا كان نتاج أفكاري؛ لكن تخيلوا لو أن أفكاري خانتني وحرضتني على الانتقام ومواصلة حياتي بروح محطمة، وسياسة إلقاء اللوم على والداي كلما تحدثت معهم، أنا على يقين أن حياتي بهذه الأفكار الانهزامية والشريرة كانت ستقودني لمصير بائس، وربما قادتني تلك الأفكار لوجهة مختلفة تمامًا، وجهة من شأنها تجاهل أهدافي السامية في الحياة من أجل السعي خلف الانتقام وما إلي ذلك، هل وصلت إليكم الفكرة؟الأفكار هي الخريطة التي ستذهب بك لما وراء السحاب، وهي أيضًا من ستغرقك في أعماق المحيط، الآن دعونا نتعرف سويًّا على كيفية السيطرة على الأفكار وتطويعها وفقًا لشخصيتنا التي نصبو إليها.

1- ابحث عن نصف الكوب الممتلئ

في أي محنة في الحياة لا بد وأن يتواجد شيء إيجابي، تلك هي سنة الحياة؛ فالأمور الجيدة لا تستمر للأبد كذلك الأحداث السيئة لن تأتيك إلا ومعها بصيص من الأمل، أنت فقط يجب عليك أن تغير نظرتك للأمور؛ فأنا علي سبيل المثال حينما حصلت على (85%) في ثانية ثانوي (علمي علوم) انتهى بي المطاف محبطة ويائسة، وقتها تحطم تمامًا حلمي بدخول كلية الطب؛ لكن كنت دائمًا ما أردد اللهم ارزقني من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، في تلك الليلة لم أفعل شيئًا سوى العيش في حالة ذهول، ثم ذهبت للنوم بعد الانتهاء من صلاة العشاء والسنة والشفع والوتر، وعندما استيقظت تذكرت الرؤية التي حلمت بها، كنت فيها أوضح تعليماتي لمصور أثناء التقاطه صورًا للنجوم والكواكب، أخبرت نفسي أن الحلم يعني دخولي كلية العلوم والتخصص في علم الفلك؛ لكن الرؤية اتضحت أكثر حينما دخلت قسم علوم الاتصال والإعلام وأصبحت صحافية، وأمست المهرجانات ومقابلة الفنانين وقادة المجتمع من روتين حياتي؛ لهذا أول نصيحة أهديها إليك عزيزي القارئ هي "أبحث عن شمعة تضيء ظلام أفكارك".

2- تعامل مع الأفكار كأنها شخصيتك الثانية

مهلًا، أنا لا أريد أن تصابوا بانفصام في الشخصية؛ لكن الخطوة الأولي في التعامل مع الأفكار ومواجهتها هي التحدث معها وإقناعها بما تريد، بدلًا من أن تترك لها زمام الأمور فتقودك هي للمصير الذي تختاره لحياتك.سأشرح بمثال، منذ (3) أسابيع كتبت الجزء الأول من روايتي الجديدة "الجبال المسحورة" لنشرها علي موقع عربي مشهور؛ لكن أثناء فتح صفحة الإرسال اكتشفت أن الموقع لا يريد التطرق للمواضيع السياسية؛ لكن أنا بالفعل انتهيت من كتابة الجزء الأول وللأسف كان يحتوي على (3) سطور تتحدث عن الأحوال المأساوية في دول أوروبا وآسيا وحتى القضية الفلسطينية لمحت عنها في إحدى السطور.. أفكاري وقتها أخبرتني أن أصرف نظر عن إرسال مسودة الجزء الأول من الرواية للمراجعة؛ لكني أخبرتها أني سأرسل المسودة ولن أخسر شيئًا من التجربة؛ لكن أفكاري عارضتني مجددًا، وقالت:
"لا داعي لإرسال المسودة؛ لأن الموقع قد ينشرها لكن من المؤكد أنه سيحذف كل السطور التي تتحدث عن السياسة"
في تلك اللحظة كدت أنصاع لأفكاري وأقتنع بكلامها؛ لكن قررت ألا أستسلم وغامرت وأخبرتها أني سأرسل المسودة؛ فأنا أؤمن بمقولة: افعل كل ما بوسعك واترك الباقي للقدر هو ما سيحدد مصيرك، وبالفعل انتصرت على أفكاري التشاؤمية، وحدث أفضل مما كنت أتمني؛ فالموقع نشر الجزء الأول بالكامل دون أي تعديل أو حذف.وتلك هي نصيحتي الثانية لك عزيزي القارئ "لا تستسلم فورًا لأفكارك الانهزامية والتشاؤمية، وحاول أن تحسن من نوعية أفكارك، وتضع حالتك المزاجية دائمًا على وضعية التفاؤل وحسن الظن بالله، والثقة بالنفس".

في الختام

حاول أن تقوم بعملية تنقية و فلتره لأفكارك، وعلى قدر المستطاع امتنع عن التفكير في أي شيء إذا كنت في حالة نفسية سيئة، وقتها ابتعد تمامًا عن الجلوس بمفردك، واشغل نفسك بأنشطة عقلية كالعمل على سبيل المثال، أو حفظ القرآن، أو حتى قراءة الجريدة وحل الكلمات المتقاطعة أو السودوكو، أهم شيء أن تفعل أيّ نشاط عقلي عدا التفكير؛ لأنك لن تستطيع أن تحصل على أفكار إيجابية في حين أن أعصابك وحياتك عبارة عن فوضي وصراعات، وراقب حياتك واكتشف من أين تأتيك الأفكار السلبية سواء من شخص معين أو مكان ما، وقتها كما نقول في مصر "الباب اللي يجي منه الريح سده وأستريح"؛ لهذا آخر نصائحي إليك عزيزي القارئ أن تبتعد عن الأجواء المحبطة، وهؤلاء الذين يعشقون إفساد طمأنينة الآخرين. المزيد من تجاربي الشخصية:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..