لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هل يمكن أن يكون عمرك عائقًا يقف دون تحقيق أحلامك، ويعيقك عن الطريقة التي تريد أن تحيا بها حياتك؟
يشعر الكثير منا بحاجز ضخم يمنعه من أن يسير في الطريق الذي يخطط له، يعيقه عن المضي قدمًا والوصول إلى حيث يريد، هذا العائق الضخم الذي يمكن أن يقف أمامنا جميعًا هو عائق العمر، نشعر في كثير من الأحيان أن العمر مضى سريعًا، وأن أهدافنا الآن لا تناسب أعمارنا، ربما نشعر أننا كبرنا وكان يجب أن نسعى في تحقيق هذه الأحلام في سن أصغر، ربما نشعر بخوف من أن نبدأ من الصفر في شيء جديد، ونظن أن العمر قد مضى بالفعل على الاستمتاع بإنجاز معين في الحياة.
هل هناك عوائق أمام تحقيق الأحلام؟
في الواقع لا أرى هذا، لا يوجد حواجز أو عوائق يمكن أن تمنع أي شخص من متابعة تحقيق حلمه وهدفه ورغبته في الحياة، لا سيما العمر الذي يظن الكثير من الأشخاص أنه أكبر عائق، في الكثير من الأحيان نضع مثل هذه العوائق نصب أعيننا لكي تكون بمثابة عذر يمنعنا من تحقيق أحلامنا، ويكون سببًا يريح ضميرنا من التوقف عن المضي قُدمًا للأمام، وربما يكون شعورنا بالخوف هو السبب الذي يجعلنا نختلق أعذارًا.وعلى الرغم من أن الخوف ليس عذرًا إلا أنه شعور طبيعي، من الطبيعي أن يشعر البشر بالخوف، لأن اتباع ما تريد والسير وراء أحلامك فيه شيء من المجازفة التي تضعك في اختبارات عاطفية وذهنية وجسدية دائمًا، إلا أن أكثر ما يمكنك فعله لكي تواجه هذا الخوف هو الاستمرار في المضي قدمًا، فالاستمرار هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقتل خوفك من تحقيق أهدافك، كلما تمكنت من أن تخطو خطوة جديدة تلو الأخرى كلما قتلت جزءًا من الخوف الذي يوجد بداخلك.
لماذا يرى البعض أن العمر عائق أمام تحقيق الأحلام؟
العمر أحد أكبر العوائق التي يختلقها البعض كعذر أمام تحقيق أحلامهم، وهذا لأن الكثير من الأشخاص –وقد كنت منهم– يروا أنه يجب الوصول إلى أهداف معينة في أوقات معينة، وأنه يجب تحقيق أهداف ما في عمر بعينه، سواء كان هذا ينطبق على شهادة جامعية أو وظيفة، أو زواج، أو إنجاب طفل وغيرها، بحيث نرى أن الكثير من الأشخاص يربطون الزواج بالعمر، ويظنون أنه بعد عمر معين قد فاتتهم الفرصة في الزواج، أو أن الشهادة الجامعية مرتبطة بسن معين، بحيث لو لم يتم الحصول عليها بحلول هذا العمر يكون من المخجل استكمال التعليم فيما بعد.بالنسبة لي كان يراودني شعور في الفترة السابقة، وهذا ما دفعني لكتابة ما أكتب الآن، سقطت أنا أيضًا في بئر حاجز العمر، وشعرت أني كبرت لدرجة أن سني أصبح غير مناسب لتحقيق حلمي في السفر كما كنت أحلم منذ أن كنت في بداية العشرين من العمر، كان يراودني شعور بين حين وآخر يهمس لي قائلًا: هل يمكن أن تبدئي الآن من جديد؟ لقد مرت حوالي (10) سنوات من عمرك منذ الوقت الذي كنتي ترغبين فيه بالسفر والعمل ورؤية أماكن جديدة، فهل هذا مناسب لكِ الآن؟لن أنكر أن هذا كان يصيبني بالإحباط بعض الشيء، لكن على الرغم من هذا لم أشعر أبدًا بأني سأتخلى عن هذا الحلم، لذا فكرت: ما دمت لن أتخلى عن حلمي فلماذا أزعج نفسي بمثل هذا التفكير السلبي؟ لأتخلص من هذا التفكير على الفور وأركز على خطوات تحقيق هدفي وأستمر في السعي باتجاهها.وربما يكون هناك سبب يجعل بعض الأشخاص يفكرون هكذا، فمثلًا النساء يعانون من خوفٍ بسبب العمر عندما يتعلق الأمر بإنجاب الأطفال، لأنهم يعلمون أن الإنجاب مرتبط بوقت معين، وأن هناك سنوات كثيرة يجب أن يقوموا فيها بالتربية، لكني لا أرى أن هذا خوف مبرر، في الواقع شاهدت عددًا كبيرًا من السيدات الحوامل في سن كبير، وشاهدت أيضًا الكثير لا يمكنهم الإنجاب بالرغم من صغر سنهم، ورأيت أمهات ينجبون في العشرينيات ويتوفاهم الله، وأشخاصًا ينجبون في الأربعين ويمد الله في أعمارهم لتربية أبنائهم، العمر مجرد رقم، ونحن لا نمتلك أي تحكم فيه، وليس شرطًا أبدًا أن تكون أمامنا الحياة طويلة لمجرد أننا صغار.
ماذا تفعل حين ترغب في شيء ما في الحياة؟
لا تدع عمرك يعيقك عن القيام بأي شيء في الحياة، أنت لا تعلم ما الذي يمكن أن يحدث غدًا، لذا لا يوجد أمامك إلا اليوم، إلا اللحظة، قم فيها بفعل ما تريد، واعلم أن ما يناسب غيرك ليس بالضرورة يناسبك، يمكن أن يناسب الآخرين الزواج في سن صغير، لكن هذا ليس ما تحلم به أنت، أنت تريد أشياء أخرى، تريد البدء في عمل ما، تسافر رحلات مهنية وتستكشف بلدانًا جديدة، تريد أن تكون في مكان جديد كل فترة، لذا افعل ما يناسبك، الحياة ليس بها قوانين ثابتة تسري على الجميع.افعل ما يمليه عليك قلبك، اتبع شغفك، اتبع ما يجعلك سعيدًا، وانظر إلا ما حققت وليس إلى ما حققه الآخرون، عندما ترغب في القيام بشيء ما أو أن يكون لديك هدف أو حلم ما ابدأ في تنفيذه مباشرة، لا تتوقف ولا تفكر أنك كبرت على البدء في تحقيق هذا، لا تبدأ في اختلاق الأعذار لأنك خائف، ولا تسمح بتسلل الأفكار السلبية لداخلك لأنها ستقتل فرحتك وإثارتك وطموحك، بدلًا من ذلك اركض وراء حلمك وابدأ في تحقيقه، فالحياة قصيرة للغاية، ونحن جميعًا لا نمتلك إلا اللحظة التي نعيشها بالفعل، لذا يجب أن نستغلها ونتمسك بها.لا تخشى المخاطرة أيضًا، لأن كل شيء نقوم به في الحياة يكون محكومًا بنسبة مخاطرة، وإذا لم تكن على استعداد لأن تخاطر بشيء ما في كل مرة ترغب فيها بتحقيق حلم أو هدف، فستظل مكانك لا تفعل شيئًا، وستظل تفعل الأشياء العادية التي يفعلها معظم الناس، لن تصل إلى شيء عظيم إلا إذا خاطرت، فكل أحلامنا يمكن أن نحققها فقط إذا امتلكنا الشجاعة للسير في الدرب المؤدي إليها، واعلم أن النجاح عبارة عن مجموعة من المحاولات الفاشلة التي تنتهي بمحاولة ناجحة تكلل تعب كل ما قمت به، الأهم ألا تفقد الحماس، ألا تفقد الرغبة، فالحماس والرغبة هم الشعلة المضيئة التي ستنير دربك إلى النهاية.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد