لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
حدثتكم من قبل عن
المهارات التي يجب عليكم امتلاكها قبل الدخول في سوق العمل، واليوم سأحدثكم عن مهارات الصمود في بيئة العمل، وسأخبركم بكيفية التعامل مع المدراء المتطلبين والعصبيين والمدير الهادئ، دعوني إذن أبدأ من النهاية وأخبركم أولًا عن إستراتيجية التعامل مع المدير الهادئ.
1- أطلب منه مهام محددة
أثناء سنوات حياتي المهنية صادفت كل أنواع المديرين، فمنهم من كان هادئ الطباع ومنهم العصبي ومنهم المتفهم ..إلخ؛ لكن أصعبهم على الإطلاق هو المدير الهادئ؛ هذا النوع قادر على أصابتك بالجنون؛ لأنه ببساطة لا يفعل شيئًا سوى الجلوس أمامك صامتًا؛ لكن بالنسبة لي كان مديري التنفيذي م/محمد من أكثر المديرين نجاحًا من وجهة نظري؛ لأنه كان يبحث دائمًا عن طرق جديدة للاستثمار، وكان ولا يزال مطلعًا على كل جديد في عالم المال والأعمال.وبما أن صمته كان يحول دون فهمنا لتوجيهاته بالشكل الصحيح لذا قررت أن أخذ معي ورقة وقلمًا أثناء تحدثي معه وكتابة كل مطالبه، لدرجة أنه ظن حينما بدأت أسأله عن المزيد من التفاصيل أني غبية وكان دائمًا ما يسألني في نهاية كلامه: فهمتِ؟، طبعًا بالنسبة لي أنا كنت فقط أسعي لفهم المهامّ بالشكل الصحيح؛ لذا نصيحتي الأولي لك عزيزي القارئ هي أن تطلب من مديرك الهادئ، الذي يتحدث (4) جمل على الأكثر خلال اليوم، أن يوضح أوامره ومهامه لتجنب سوء الفهم فيما بعد.
2- احفظ أمان نفسك أولًا
بعد تخرجي ذهبت للتدريب في قسم الحوادث وكان ذلك عقب ثورة يناير مباشرة، طبعًا أنا كنت قليلة الخبرة وقتها؛ فسألت والدة أحد المجرمين عن رأيها فيما حدث؛ لكن النتيجة كانت سيئة جدًّا؛ لأنها اعتبرتني السبب في تشويه صورة أولادها في الصحف، وأمسكت بي من كتفي وعنفتني بشدة، ولولا أن الضابط أنقذني من يدها كنت سأذهب للمستشفى يومها لا محالة، وهنا سأخبرك بأهم نصيحة في الحياة العملية وهي أن تهتم بصحتك جيدًا وأن تحافظ على أمانك؛ فالعمل لا يخلو من المخاطر حتى إذا كان عملًا بسيطًا؛ لذا احرص دائمًا على سلامتك أولًا.
3- ثق في نفسك
وهنا سنتحدث عن أهم مهارة للتعامل مع المدير العصبي وهي الثقة بالنفس وعدم الارتباك أمام تلك النوعية من المدراء؛ لأنه لن يقتنع بوجهة نظرك بسهولة لكن ثباتك أمامه سيجعله يتراجع خطوة للوراء لمراجعة أفكاره، وتلك كانت طريقتي أثناء تعاملي مع مديري العصبي.
4- لا ترتكب الأخطاء
وبجانب الثقة في النفس يجب أن تتأكد عزيزي القارئ أنك لن تدع أيّ مجال للمدير العصبي أو أي مدير آخر لتوبيخك أو حتى التعديل عليك؛ اعلم أن ارتكاب الأخطاء أمر مسلم به خاصة إذا كنت مبتدئًا؛ لكني أتحدث عن الأخطاء التي تستطيع تفاديها كنسيان موعد الاجتماع أو الحضور متأخرًا أو الغياب بدون إذن…إلخ.
5- كن موضوعيًّا
أغلبنا مع الأسف ينظر للمديرين الذين يوبخونه على أنهم يحملون ضغينة شخصية تجاههم في حين أن المدير نفسه لا يتذكر حتى أسماء موظفيه؛ لذا لا تأخذوا أيّ تصرف من مديركم على نحو شخصي، وكأنه متعمد توجيه النقد إليكم أنتم فقط دون غيركم.
6- استمع بعناية
أسوأ عادة أخذتها من كوني صحافية وكاتبة هي ثرثرتي؛ لكن مع الوقت تعلمت أن أستمع جيدًا؛ لأن أثناء مقاطعتي لمديري لسؤاله عن شيء ما يجيبني دائمًا: "والله كنت لسه هأقول النقطة دي" لذا قررت أن أستمع جيدًا لما يقوله لمعرفة كل المعلومات الجديدة.
7- ناقش مديرك وأخبره بأفكارك
بعض الموظفين ينظرون للمدير وكأنه بعبع، وبالتبعية يعتقد المدير أن موظفيه فاشلون لا يملكون أيّ أفكار جديدة؛ لذا احرص دائمًا على مناقشة مديرك ومشاركته بأفكارك الجديدة في العمل ووجهة نظرك بشأن قراراته الأخيرة.
8- افعل ما يطلب منك بطريقتك الخاصة
منذ (5) سنوات طلب مني مديري أن أترك التسويق وأنتقل لقسم المالية، وفي قسم المالية كان ينبغي عليّ الحفاظ على أوراق معينة تخصّ العملاء، وكانت تلك الأوراق أهمّ أوراق في الشركة، وفي الماضي كان قسم المالية يصنف تلك الأوراق وَفقا لتاريخ صدورها؛ لكن هذا التصنيف كان سببًا في إهدار وقت كثير جدًّا أثناء البحث عن معلومة واحدة فقط وسط تلك الفوضى، الأمر كان أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش؛ لكن حينما توليت مهام القسم رتبت الأوراق وَفْقا للترتيب الأبجدي ووضعت لاصقًا يوضح الحروف الأولى من أسماء العملاء، وبهذا حافظت على أوراق الشركة ووفرت مزيدًا من الوقت.
9- أوجد الحلول بدلًا من الشكوى
لا يوجد مدير يحب الشكوى؛ فأغلبهم مغرمون بالموظف "حلال المشاكل"، وهذا ما كنت أفعله حينما واجهتني العقبات في العمل، كنت أجد حلًّا لها وأذهب على الفور لأخذ الموافقة النهائية على الحلول الجديدة؛ لذا حاول عزيزي القارئ أن تبحث عن حل لمشكلات العمل والتنبؤ بالأزمات قبل حدوثها.
10- اجتهد
أخبرتكم من قبل عن مبدئي في العمل، وهو "اعمل كما لو أن العالم كله متوقف على نتيجة عملك"، بالنسبة لي أنا لا أعمل من أجل العائد المادي؛ لكن هدفي هو الإنتاجية في حد ذاتها، فأثناء تواجدي في قسم التسويق كان أصدقائي دائمًا ما يحتلون المرتبة الأولي في نسبة المبيعات.لكن احتفاظي بولاء عملائي القدامى والحفاظ عليهم كان جزءًا هامًّا جدًّا من عملي التسويقي وكنت أفضله أكثر من جذب عملاء جدد، كان اجتهادي في العمل وقتها يخدم هدفًا أكبر من زيادة عدد العملاء، هدفي كان صنع سمعة جيدة لشركتي في السوق، وحتى الآن لا يزال عملائي موجودون في الشركة منذ أكثر من (6) سنوات، كل هذا بسبب اجتهادي في العمل وتبني هدف إستراتيجي يخدم شركتي على المدى الطويل.
في الختام
أود أن أخبركم أن المرونة هي أهم إستراتيجية في الحياة المهنية؛ لأن العمل يتطلب شخصية ذكية تجيد التعامل باحتراف مع العقبات والمشاكل في بيئة العمل، سواء كانت تلك المشاكل نابعة من المدير أو العمل نفسه.
إليك أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد