لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
من المحتمل أن يكون الوباء العالمي أحد أسوأ الظروف الممكنة لصقل الإبداع. على عكس ما ادعى معظمنا في الأسابيع الأولى من كوفيد-19، فإن امتلاك المزيد من الوقت لا يعني المزيد من الإلهام. نحن متعبون، ومرهقون، وغير متحمسين، وتتخلل أيامنا نوبات عشوائية من القلق. هذا ينطبق عليّ على الأقل، والعديد من أصدقائي المبدعين يجدون أنفسهم يشاركونني توتر الأعصاب.
السؤال هو كيف تحافظ على إبداعك حيًّا عندما تكون التمثيل الفعلي للصورة التالية؟بدلاً من الاستسلام لليأس، فإن المفتاح هو تبني فلسفة بناء إلهامك الخاص عبر الفضول والتجريب الجريء. لا تنتظر حتى يهبط عليك (ملاك الإلهام) ويغدق عليك الطاقة الإبداعية، بدلًا من ذلك، اصعد أنت إليه.
انطلق من منطقة الراحة
قرأت ذات مرة مقولة مفادها "منطقة راحتك ستقتلك" وإذا كان هناك أي شيء تعلمته في السنوات العشر الماضية من التعثر في عالم الكلمات ككاتب، فهو أن الكتابة وحيدًا ستقتل إبداعي حقًّا. فهي مألوفة وناعمة وآمنة، وهذا هو بالضبط مكمن خطورتها. لتجنب ذلك، أغمس ذاتي -بشكل دوري- في جميع المجالات المألوفة وغير المألوفة وحتى المتضاربة. لقد قدمت محاضرة أمام الآلاف من الأشخاص، وأخرجت مقاطع فيديو موسيقية بدون ميزانية، والتقطت صورًا سيئة باستخدام كاميرا أفلام Konica C35 متربة!للوهلة الأولى، قد يبدو أن بعض المساعي الإبداعية ليس لها علاقة بالكتابة، لكنها يمكن أن تحدث فرقًا. إن صنع الموسيقى يتيح لي فهم دقة السرعة والإيقاع والرتم. الفنون المرئية (كالتصوير) تجبرني على العرض وليس القول؛ إلقاء المحاضرات يخيفني كإنسان لكنه يغذي ثقتي بنفسي كمبدع.إذا كنت رسامًا، فجرّب الخوض في مجال إنتاج الموسيقى للحصول على فهم أفضل لبنية المقطوعات. بصفتك مغنيًا أو راقصًا أو كاتبًا، قد ترغب في الانخراط في التصوير الفوتوغرافي أو التصوير بالفيديو لدراسة مجالك من خلال عدسة بصرية. وإذا كان عملك لا علاقة له بالفنون على الإطلاق. فجرب أيًّا أوكل ما سبق. نحن عالقون داخل جدران منازلنا هذه الأيام على أي حال، وقد تجد شغفك الجديد في هذه العملية.
اشغل حواسك الخمس
عندما أجلس لكتابة قصة جديدة، على سبيل المثال، أعدّ (زاوية من منزلي) للانغماس الحسي الكامل. فهي تحدد رتم القصة، وتحجب العالم الحقيقي، وتمنعني عن التشتت في السرد من زوايا متعددة. بالنسبة للمظهر المرئي، أحطت مكتبي بأضواء شريطية من نوع (LED) حيث تسمح لي بتعديل ظلّ النيون وفقًا لجو قصتي. الأزرق للحزن، والأحمر للإثارة، والأرجواني للصفاء. أقوم بإنشاء لوحات مزاجية مرئية لشخصياتي، وحبكاتي. يمكن تأطير أيّ مشروع إبداعي بالمثل، مما يساعد على ضبط الحالة الشعورية لك، ككاتب، لعكسها في عملك.لضبط الحالة المزاجية السمعية، أقوم بصياغة قوائم التشغيل لمراحل القصة والاستماع إليها ديناميكيًّا أثناء الكتابة. إذا كان بطلي مراهقًا غاضبًا يعيش في إحدى الضواحي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أشغّل موسيقى الإيمو و
الروك البديل لتناسب الحالة المزاجية. استمع إلى خيالك، واحتجز مصدر إلهامك بما يُشبه التنويم المغناطيسي الصوتي.للرائحة دورها أيضًا، وهي بالنسبة لي مزيج غريب من الدخان والشموع المعطرة. بالنسبة لك، يمكن أن يكون إشعال البخور أو الزيوت العطرية. بغض النظر، اختر عطورك وروائحك كما تفعل مع حبكاتك، ودعها تدعم مسيرتك الإبداعية. ما تُدخله لمعدتك هو شيء شخصي للغاية (بالنسبة لي، إنه الحليب أو القهوة – لا خيار ثالث). اشرب الكاكاو الساخن إذا كان يُثير داخلك حنينًا للطفولة (أثناء كتابة مذكراتك). واشرب الشاي الأخضر إذا كان مغنيك المفضل يذكره في أغنيته. "تذوق" طريقك إلى مشروعك الكتابي.إذا كنت تهدف للحصول على محيط "مريح"، فقد تضفي البطانيات المبطنة والوسائد الناعمة مزاجًا دافئًا، حيث يمكن إضافة الحرير والساتان والدانتيل للإثارة. لطّخ جدران غرفتك باستخدام الفرشاة الكبيرة للحصول على خطوط واسعة لمزيد من الدراما، أو استخدم آلة كاتبة لتشعر بإلحاح قصتك. اغمر نفسك بالأجواء التي تصوّرها في إبداعك.
تبنى العفوية للدفقات الإبداعية
كما قال
ستيفن بريسفيلد ذات مرة: "ليست الكتابة هي الجزء الصعب. بل الجلوس أمام الطاولة للكتابة" (إذا لم تكن قد قرأت كتابه (
حرب الفن) حتى الآن، فأقرأه الآن. وستشكرني بعد ذلك ألف مرة! لتحدي شعور المقاومة الذي يتملكك كلما أردت الجلوس للكتابة، جرّب أن تبادر وتنتزع زمام الأمور ببعض الحيل الإبداعية العشوائية. امسك الكتاب الأول بالقرب منك، وانتقل إلى الصفحة (37)، وانزل ببصرك إلى الفقرة الثالثة، وتوقف عند الجملة الثانية.والآن، اكتب/ارقص/ارسم/ابتكر بدءًا من هذه الجملة بالذات. طريقة أخرى؟ اغمض عينيك وثبت إصبعك في منتصف أي صفحة كما لو كنت تختار وجهة سفر تلقائية على الخريطة. أو استخدم مولد كلمات عشوائي. لتلك الكلمة -تحت أصبعك- هي موجهك الإبداعي. كلما كان الأمر أكثر جنونًا، كان ذلك أفضل!اضبط مؤقتًا (أو استعن بتقنية البرمودو) وقاوم الرغبة في الحكم على العملية أو جودة العمل الذي يأتي منها. يمكن أن تكون النتيجة هراءً بصريًّا أو لفظيًّا خالصًا -أو قد تكون بداية عمل فني جديد. لا يهم- لكن حقيقة أنك أديّت المهمة.مسلحًا بهذه العقلية، كتبت رسائل حب لشخصيات خيالية وكتبت قصصًا خيالية وراء الصور واللوحات خلال الليالي المظلمة. التغلب على القفلات الإبداعية أمر ممكن.
أنت المتحكم في إلهامك؛ لا العكس. تسخير إبداعك يعني تحديه. قد لا يبدو اليوم يومًا جيدًا لإجراء التجارب، ولا بأس بذلك. ربما يكون غدًا، أو بعد غد، أو لاحقًا في نهاية هذا الأسبوع.
أو ربما الآن.
لن تعرف أبدًا ما لم تحاول!
إليك أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد