لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كتابنا اليوم بعنوان (لماذا ننام) للكاتب ماثيو ووكر، هو الأول من نوعه الذي كتبه خبير علمي. يستكشف البروفيسور ماثيو ووكر الذى أمضي عشرين عامًا من الأبحاث المتطورة لحل لغز سبب أهمية النوم، بالنظر إلى المخلوقات من جميع أنحاء المملكة الحيوانية بالإضافة إلى الدراسات البشرية الرئيسية، فإن لماذا ننام يتعمق في كل شيء بدءًا مما يحدث حقًّا في أدمغتنا وأجسادنا عندما نحلم إلى كيفية تأثير الكافيين والكحول على النوم ولماذا تتغير أنماط نومنا عبر العمر، مما يغير تقديرنا للظاهرة غير العادية التي تحمي وجودنا.أمضى ووكر (٤) سنوات في تأليف هذا الكتاب وذكر فيه أن الحرمان من النوم مرتبط بالعديد من الأمراض القاتلة، بما في ذلك الخرف، أصبح هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم بما في ذلك صنداي تايمز الأكثر مبيعًا في المملكة المتحدة وصحيفة نيويورك تايمز.ينقسم الكتاب إلى (4) أقسام، خُصّص القسم الأول منه للتعريف بماهية النوم وأنواعه. القسم الثاني يُجيب على سؤال "لماذا يجب علينا أن ننام" ويستعرض عواقب عدم حصولك على ما يكفي من النوم كل ليلة، في القسم الثالث إلى عالم الأحلام، للإجابة على سؤال كيف نحلم ولماذا، وهل تلعب الأحلام دورًا مُهمّا في دورة حياة المعلومات في عقولنا، أم أنه مجرد أمر جانبي؟ قبل أن يختم الكتاب بفصل حول عواقب الاستهتار بالنوم على مُستوى المُجتمعات والأفراد.
مراحل النوم
قسم ماثيو النوم الي ٣ مراحل أساسية وهي كالتالي:١. النوم العميق Deep sleep .٢. النوم الخفيف Light sleep .٣. الأحلام REM.
١. النوم العميق Deep sleep
للوصول إلى هذه المرحلة ينصح الكاتب بالخلود إلى النوم في نفس التوقيت كل يوم بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع، وأن تعطي لنفسك وقتا للاسترخاء قبل النوم، لكن ماذا لو قمت في يوم منهم بالتأخر عن هذا الموعد عندئذ ستكون قمت بالتضحية بهذه المرحلة.
وعن أهمية هذه المرحلة: أثبتت العديد من الدراسات أن النوم يساعد على تحويل ما تعلّمته خلال اليوم من الذاكرة قصيرة المدى، إلى الذاكرة بعيدة المدى. وهذا ما يقوم به النوم العميق هو تجميع كل المعلومات التي حصلت عليها في يومك ونقله إلى مراكز التخزين الرئيسية في المخ، وعند تضحيتك بهذه المرحلة لا يستطيع المخ نقل هذه المعلومات مما يتسبب في ضياعها.ثم يدخل العقل في المرحلة الثانية .
٢. النوم الخفيف Light sleep
في هذه المرحلة يقوم المخ بتنظيف نفسه من جميع مخلفات ما قام به خلال النهار بما في ذلك بعض البروتينات التي لديها علاقة مُباشرة بداء الزهايمر. عدم حصولك على قسط كافٍ من الراحة يعني عدم إعطاء مُخّك ما يكفي من الوقت للتخلص من فضلاته.أما إذا ضحيت بالفعل بالمرحلة الأولى فستأتي هذه المرحلة لتنظيف كل المعلومات التي قمت بتحصيلها أيضًا لتستعد لليوم التالي مما يتسبب في ضياع كل ما قمت بدراسته وحفظه وتعلمه طوال اليوم.قام ماثيو بتجربة على مجموعتين من الطلبة حيث أعطى كل مجموعة نفس المواد الدراسية ولكن أعطى مجموعة طلبة القدر الكافي من النوم والأخرى حرمها من النوم وبعد يومين قام باختبارهم ليجد أن المجموعة المحرومة من النوم أقل في حفظ المعلومات بنسبة (٤٠%).
٣. نوم الأحلام REM
وهي اختصار لكلمة (Rapid Eye Movement) أي: مرحلة العين السريعة ومن خصائص هذه المرحلة يتعرض كامل الجسد إلى شلل تام، خلال هذه المرحلة أيضًا تكون مستويات الهرمونات المُرتبطة بالقلق في أدنى مُستوياتها ولهذا يُعتبر النوم الجيد الذي يتضمن قدرًا مناسبًا من مرحلة حركة العين السريعة أفضل دواء للتجارب السيئة التي يعيشها الإنسان.يقوم فيها المخ بتجميع كل الأفكار وتوصيلها ببعضها وتعتبر هذه المرحلة مرحلة إنتاج حيث يمكنها أن تنتج لديك أفكارًا جديدة ومن أهم فوائد هذه المرحلة ما أسماه الكاتب بالتحرر العاطفي، فهذه المرحلة بمثابة العلاج النفسي لمشاعرنا المكبوتة ويقوم العقل هنا بوضعنا أمام مشاكلنا حتى نتحرر منها.مثلًا عند فقدان شخص مهم في حياتنا نحلم به كثيرًا، ويحدث هذا كمحاولة للعقل أن يخرج الشحنة العاطفية داخلنا حتى لا نصاب بما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة. فمن دون مرحلة العين السريعة تبقى الذكريات المؤلمة مؤلمة، لكن بفضل هذه المرحلة وبفضل الأحلام بالذات يتخلص العقل من الجانب العاطفي المؤلم لها ويجعلها مجرد معلومات يُمكن تذكّرها دون أن تجلب معها الشحنة العاطفية التي اقترنت بها.كون الجسم يتعرض للشلل خلال الأحلام، فإنه وفي بعض الحالات يُفيق بعض الأشخاص من النوم/الحلم قبل أن يتخلص الجسم من حالة الشلل هذه، وهو تفسير للكثير من الحالات التي يدعي أصحابها أنه "زاره أحدهم ليلة أمس وأحكم القبض عليه". يشير الكاتب إلى أن هذه الحالة هي أفضل تفسير مُمكن لحالات "الاختطاف من طرف مخلوقات فضائية" التي نسمعها ما بين الحين والآخر.
يبقى سؤال مهم كيف نحسّن جودة النوم؟
أجاب الكاتب علينا بعدة نصائح أهمها:الظلام: نصح الكاتب بتخفيض سطوع المصابيح الكهربائية التي تستخدمها خاصة في غرفة النوم (تجنّب الأضواء البيضاء قدر الإمكان) مثل شاشة التلفاز أو الهاتف أو إضاءة اللاب توب.
البرودة: النوم في غرفة يُفضَّل أن تكون باردة نسبيًّا. يُنصح أيضًا بالاستحمام بماء ساخن قبل النوم (يُساعد ذلك على عكس ما هو متوقع في تخفيف درجة حرارة الجسم).
الصوت: التخلص من جميع المُزعجات الصوتية (استخدم سدادة أذن) إذا اقتضى الأمر.
ومن النصائح الأخرى: تجنب المنبهات (على الأقل 8 ساعات قبل النوم) والمسكرات والوجبات الثقيلة وإن كنت ممن يحبّون القيلولة فلا تنم بعد الثالثة ظهرًا. كما يُنصح بالتّعرض على قدر كافٍ من أشعّة الشمس خلال النهار. أما إن هجرك النوم فاترك مكانك وقم بأمر ما مُفيد حتى تشعر بالنعاس من جديد.
ذكر الكاتب أيضا أن هناك عاملين أساسيين يؤثّران في النوم وهما:
١. الساعة البيولوجية Circadian rhythm
وهي التي تحدد وتيرة يومك، أيْ: متى يبدأ ومتى ينتهي لكي تنام.
٢. مستوى الأدونيسين في المخ Adenosine
الخلود إلى النوم يتأثر جدًّا بمستوى الأدونيسين لديك والذى سيكون في أدنى مستوياته بعد ليلة نوم هنيئة ويُفترض به أن يبلغ أقصى مستوياته في حدود (16) ساعة من الاستيقاظ. لكن أفضل النوم هو ما يتم خلال المرحلة التي يتوافق فيها هذان العاملان.من وجهة نظري الكتاب من أهم الكتب التي يمكن أن تقرأها في هذا الموضوع، أنصح الجميع بقراءته.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد