Loading Offers..
100 100 100

العلاقة بين مشاريع الهندسة وورق الزبدة  

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

من نعم الله التي أشعر بالامتنان حيالها لكل سنوت الدراسة التي مررت بها، وكل التجارب التي صحبتها وأهمها دراسة الهندسة المعمارية التي لم أحلم أو أُخطط يومًا لدراسته أو العمل لكن هذا ما حصل وكان جميلًا أن يحصل.فعلى الرغم من عدم امتلاكي لموهبة الرسم التي يُعتقد أنها الأهم لتنجح كطالب في هذا المجال.. فإنني اكتشفت مع زملائي أنه مجال واسع وله قدم في كل علم وثقافة؛ فهو يأخذ من الفنون المختلفة والعلوم والرياضيات والطب وعلوم المادة والتكنولوجيا والآليات والثقافة والعادات والتقاليد والآداب وعلوم الإنسان وعلم النفس، ووضعها في صورة ملموسة تضم وتشمل كل هذه الأشياء بعدما مُزجت مع روح المصمم ونظرته لينتج مبنى هو مصدر راحة للإنسان، أو رمز يعبر عن هوية المكان ويضم قاطنيه.إنها مهمة عظيمة كان الممتع تخيلها أثناء عمل المشاريع المعمارية في الدراسة لكنني كمجال للعمل لم أحظَ بهذه الفرصة ولم أعمل كمعمارية فبمجرد أن أنهيت الدراسة تزوجت وأنجبت وكان أول مجال للعمل هو المطبخ.وفي المطبخ كانت اللحظة الأولى التي اكتشفت فيه العلاقة بين دراستي المعمارية وربة المنزل. حينما اشتريت ورق الزبدة لمنع التصاق خليط (السويسرول) بالصينية وفوجئت بأنه هو نفسه الأوراق الشفافة التي كنا نرسم عليها اسكتشات المشاريع.. أيضًا لقد كان إجراء مساعدًا أيضًا ليخرج المنتج النهائي في أفضل صورة، كان ذلك صادمًا ومضحِكًا.ومن بعدها وجدت الكثير من الأشياء المشتركة بين الهندسة والبيت والأمومة بشكل عام واحدة بعد الأخرى، وربما هي أشياء نتعلمها فتؤثر في كل جوانب حياتنا وتكتشف أننا لا نتعلم فقط من أجل امتهان المهن وإنما لنتأثر ونرتقي لنكون مؤهلين للعمل والحياة.وهذا ما أدركته يومًا بعد يوم أن كل ما نتعلمه يؤثر في تلقينا للتجارب وتأثرنا بجوانب الحياة فمثلًا:

1- سهر الليالي:

لم أصطدم بفكرة السهر حتى الصباح انتظارًا لنوم أطفالي الصدمة الكبيرة فقد كان هذا معتادًا من السهر على إنهاء المشاريع.. لم يكن غريبًا أن تمضي الليلة وراء الليلة دون أن ترى سريرك قد تخطف بعض الدقائق وربما اللحظات وأنت مستلقٍ على لوحاتك ثم توقظك بعض الخطوط التي لم تكتمل بعد.. هكذا يصنع الأطفال الرضع مع أُمهاتهم.

2- حل المشكلات:

ما من مشكلة إلا ولها حل بل ولها أكثر من حل؛ بعض الحلول تكون سهلة ولكنها حل مؤقت وقد يصنع مشكلات أخرى والحلول الحقيقية طويلة المدى وهي بمثابة الراحة ونهاية المشكلة. هكذا تعلمت من الهندسة وهذا ما أذكر به نفسي دومًا في مواقف الحياة ومع أولادي؛ طول النفس والصبر للحصول على نتيجة مُرضية مقابل الاستجابة بالحلول السريعة للشكوى والفشل هو تحدٍّ شبه يومي بين راحة مؤقته وحُلم بإنجاز طويل المدى.

3- برامج الجرافيك:

الجرافيك والتصميم مجال واسع يخدم كافة الفروع المتعلقة بالتصميم، تعلمته من أجل تصميم المباني وإخراجها، ووجدتني أستعمله في إخراج بعض الأفكار التي تراودني وتصميم بعض الأعمال للدعاية أو إخراج محتوى أدبي، وأيضًا استفدت منه كثيرًا في تصميم البطاقات المصورة للأولاد وتعديل أوراق العمل الخاصة بهم، وكلما أردت المزيد من هذا المجال الذي يعد بمثابة المهارة تجده طوع يديك حتى يمكنك احترافه والربح منه.

4- عين المهندس:

كل ما نتعلمه ونضيفه لعقولنا هو الرؤية التي ننظر بها بعيوننا وهو ذلك النوع المميز من التفاصيل التي تلمحها أنت وحدك.. تقدير المسافات الشعور بالحيز والمساحات، العمل على توفير الراحة من المكان للجسد وللعين، الشعور بالأبعاد، الحسّ الفني ومعايير الجمال كلها تضاف لعين المهندس المعماري؛ وكل منها مجال من يبرع فيه قد يصبح مهندس ديكور أو مصمم أثاث أو راسم لوجاهات المباني أو مصممًا في أيٍّ من المجالات أو ناقدًا لكل ما حوله ومتعلمًا طيلة الوقت من كل ما يراه.

7- البناء:

قد يأخذ المهندس دورًا في بناء البيوت بوضع رؤيته أو رسم رسوماته أو الإشراف عليه، لكن الأم تبني بيوتًا كاملة مع أبنائها بمكعبات الليجو والمجسمات والتشكيل، بيوتًا صغيرة لكن عملهم من الألف للياء يشعر صغارها بالإنجاز والسعادة التي لا تقل عن شعور المهندس بعد اكتمال عمله، وتشعر هي بالإنجاز لأنهم وصلوا لشعور إيجابي غني بالتجربة والسعادة بمساعدتها. وغالبًا ما يفوق سعادة الشعور بأي إنجاز آخر لديها.تُعلمنا الهندسة أن نبني بيوتًا واختراعات مادية، ويعلمنا الزواج أن نبني بيوتًا معنويّة بطرق التعامل بالرحمة بالصبر، تعلمنا الهندسة أن نبني البيت ونصمم راحة للإنسان، وتعلمنا الأمومة أن نبني الإنسان داخل البيوت. العامل المشترك باختصار بين ما نتلقاه ومما ننتجه هو أنا وأنت، فلننظر دومًا ماذا نتعلم وكيف نستفيد وكيف نؤثر بما يناسب كل مرحلة من حياتنا.
إليك أيضًا
[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تكتشف ذاتك وتتعرف على شخصيتك الحقيقية[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تدير وقتك بذكاء في 10 خطوات فقط؟تفاصيل رحلة بحثي عن ذاتي الحقيقية

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..