Loading Offers..
100 100 100

ماذا تفعل لو رأيت لاجئين محرومين من التعليم: تجربتي في تعليم اللاجئين

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

في هذه التدوينة سوف أنقل إليكم تجربتي المتواضعة في تعليم اللاجئين، ومن الآن أُخبركم بأنها تجربة فردية بسيطة جدًّا وفاشلة، لكن قد تستلهمون منها شيئًا. وطريقة سرد التجربة ستكون مدمجة مع النصائح أو الملاحظات.

أهمية "قرون الاستشعار"

عندما كنت أدرس في ماليزيا.. ذهبت إلى إحدى كافتيريات الجامعة، ووجدت زوجين سوريين يبيعان الشاورما برفقتهما طفليهما الجميلين، سألت أحد الطفلين عن اسمه وعمره، فلم يقل عمره وأشار بأصابعه إلى الرقم ستة، فقالت والدته أنه لا يعرف الأرقام لأنه لا يذهب للمدرسة، وهكذا وُلدت فكرة تعليم الطفلين الرائعين.أحد الأمور الجوهرية التي تساعدك على المبادرة بمساعدة الآخرين، أن تكون "قرون الاستشعار" خاصتك قوية، يعني أنه ينبغي عليك ملاحظة محيطك والقدرة على التحدث والتفاعل مع محيطك والتعرف على من حولك وهذا أمر جوهري، فمثلًا لو لم أبادر بالحديث مع الأبوين أو بسؤال الطفل عن اسمه وعمره.. لا أعتقد أنني كنت سأعرف بطريقة ما أنّ الطفلين لا يذهبان للمدرسة. لذا احرص تمامًا على أن تكون واعيًا بما حولك وجريئًا -ضمن العرف- للتعرف على الآخرين وأحوالهم.

كن شجاعًا وبادر بنفسك

في حال رأيت أفرادًا محرومين من التعليم وبحاجة إلى فرصة لتمنحهم التعليم، خذ نفسًا عميقًا وتحلى بالشجاعة وقم بالمبادرة لتغيير حياة الأشخاص، ولا تفكر في أن غيرك من سيغير، بل حاول صنع التغيير بنفسك ودعك من الآخرين أو مما سيقوله الآخرون، المهم أن تكون شجاعًا وقويًّا بما يكفي للمبادرة وصنع التغيير.

أغيّر أنا بنفسي أم مع الآخرين؟ العمل الفردي آخر الحلول

في حال رأيت أشخاصًا محرومين من التعليم، وتريد إحداث تغيير حقيقي يستمر لوقت طويل، فإن العمل المؤسسي هو الحل. أن تفكر في فكرة مشروع وتوصلها لجهات حكومية أو مؤسسات المجتمع المدني فهذا عظيم جدًّا لأنه سيكون بذرة لعمل كبير ويدوم لوقت طويل، لكن ولأي سبب كان.. في حال لم تستطع عمل ذلك.. فبادر بنفسك ولا تنتظر أحدًا، واصنع الفرق وحدك، لكن ضع في الحسبان أن العمل الفردي هو آخر الحلول؛ لأن العمل المؤسسي هو ما سيستمر لسنوات طويلة، لذلك.. ابذل ما في وسعك لجعل المبادرة ضمن مؤسسة لا مجرد عمل فردي، لكن إن لم تستطع فلا بأس من العمل الفردي.

ضع خطة ومنهجًا لتعليم الأطفال

لو قررت أن تُبادر وتدرّس المحرومين من التعليم فعليك أن تضع خطة تعليمية وجدولًا تسير عليه. ربما أحد الأخطاء التي وقعت فيها وأكبرها أنني لم أحدد منهاجًا محددًا أعلّمه للأطفال، ولم أحدد ما هي الأمور التي يجب أن يتعلمها وفي أي مدة زمنية، وعدم قيامي بهذا الأمر قلّل وبشكل كبير من كفاءة عملية التعليم، وفي حال كنت لا تعرف كيف تضع خطة أو منهجًا تسير عليه يمكنك أن تطلب المساعدة من غيرك وأنت من يسير على الخطة ويُطبقها، المهم ألاّ ترتكب الخطأ الذي ارتكبته.

عدم الحكم على الأشخاص المحتاجين أو أهاليهم

في حال قمت بمبادرة لطيفة لمساعدة غيرك من المحتاجين، فأعتقد أنه من المهم ألاّ تحكم على الأشخاص المحرومين أو أهاليهم بشيء، مثلا: عندما ترى أطفالا لا يذهبون للمدرسة ويعملون لإعالة أهاليهم.. لا تنظر للأبوين على أنهم أشخاص بلا قلب، كسالى، جشعون.. إلخ أو أن تحمّلهم سبب عدم ذهاب أطفالهم للمدرسة. وهل يوجد آباء لا يرغبون في أن يرتاد أبناؤهم المدارس ويتعلمون وينجحون؟ بالطبع لا.. كل الآباء يرغبون في أن يحيا أبناؤهم أفضل حياة، لكن للأسف لم تتح الظروف المناسبة لهؤلاء الآباء لتأمين ذلك لأبنائهم. لذلك عزيزي المتغطرس.. لستَ أكثر حنانًا من هذين الأبوين على أبنائهم، ماذا لو كنت مكان الأبوين؟ ماذا ستفعل؟ دعك من الغطرسة والحكم على الآخرين الذين لا حول لهم ولا قوة.باختصار.. عندما تحاول مساعدة المحتاجين احترمهم واحترم أهاليهم، وركزّ فكرك ومشاعرك على كيفية صنع التغيير في حياة المحتاجين لا أكثر.

الاحتياجات النفسية الأخرى: قضاء وقت ممتع معهم

هل تظن أن اللاجئين أو المحتاجين يحتاجون للمال والتعليم والسكن والمأكل والمشرب فقط؟ بالتأكيد لا.. توجد احتياجات إنسانية أخرى لهم مثل: الحاجة لرفاق للأُنس بهم والترفيه. لذلك عندما تحاول مساعدة الآخرين فكر أيضًا في إشباع هذه الاحتياجات أيضًا، ولا تقلل من شأن قضائك وقتا لطيفا مع الأطفال واللعب معهم وتسليتهم، فهم بحاجة للمرح وبحاجة للتواصل مع الآخرين.أختم بقول صديقة كانت تحاول قضاء وقت مع الطفلين للعب معهم فقط:
"هم ليسوا بحاجة لنا.. بل نحن من في حاجة إليهم"
وتعني أنك عندما تقوم بعمل الخير فأنت في الحقيقة تساعد نفسك.
إليك أيضًا:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..