لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
أعلم أن المشاعر والعلاقات لا تحسب بلغة الأرقام ولا يجب تشبيهها بالمشاريع التي يجب دراستها بشكل مسبق لمعرفة جدواها؛ لكن صدقوني لا توجد علاقة أفضل من تلك العلاقة التي يدعمها القلب ويوافق عليها العقل، دعوني أدخل في الحديث مباشرة، وأخبركم بالنصائح التي تعلمتها من الدورات التدريبية وطبقتها في الحياة الواقعية.
1- اظهر شخصيتك الحقيقية
أغلبنا مع الأسف عندما يحب شخص بشدة يلجأ إلي التجمل، وإظهار شخصية عكس شخصيته، في حين أن الصراحة وعدم التصنع والتلقائية يُصنَّفون من أكثر الصفات التي تجذب الطرف الآخر؛ لأن الشخصية الطبيعية في أيامنا هذه أصبحت عملة نادرة، أنا علي سبيل المثال حينما عُقدت خطبتي علي زميلي في العمل لم أعامله بطريقة مختلفة عن الطريقة التي اعتادها مني في السابق، كنا أصدقاء ولازلنا أصدقاء حتى بعد افتراق طرقاتنا.
2- ابحث أكثر في شخصيته
أتذكر أن أول لقاء لي مع خطيبي السابق بعيدًا عن أجواء العمل سألته عدة أسئلة -اختبار شخصية- لمعرفة آرائه وأولوياته، وكنت دائمًا ما أفتح معه نقاشًا عن روتيني اليومي وعن روتينه اليومي في أيام الإجازات؛ لأن أهم مهمة يجب علي الطرفين إتمامها في فترة الخطوبة هي معرفة شخصية الطرف الأخر وآرائه وما يحب وما يكره.. إلخ.
3- احذر من (وهم) تغيير الطرف الآخر
أكبر معضلة يقع فيها الطرفان هي أن يحاول أحدهم تغيير الطرف الآخر وفقًا للشخصية الخيالية المرسومة في خياله؛ فمثلا بعض الرجال يتصورون فجأة أن الخطوبة ما هي إلا سوار حديدي لتقييد حرية زوجته المستقبلية وتوجيهها لارتداء ملابس معينة والتصرف بطريقة معينة، وللأسف تلك الطريقة مؤذية للطرفين فالرجل لا يحب المرأة الضعيفة، ومسلوبة الإرادة التي توافقه على كل شيء، والمرأة أيضًا سيأتي عليها يوم وستسأم من تحكمه في حياتها، وهنا أود توضيح نقطة مهمة وهي أن الاستماع لوجهة نظر الطرف الآخر والانصياع لرغباته أحيانًا لا يعني بالضرورة تجاهل رغبتنا الشخصية.لكن يجب علينا أن نفرق بين متى يتحول الأمر لفرض السيطرة، ومتى يكون الأمر عبارة عن وجهة نظر صحيحة يجب أن يتم الأخذ بها، علي سبيل المثال قبل خطوبتي بشهر كنا في شهر رمضان، وكنت بصدد الذهاب للإفطار مع أصدقائي بالجامعة في مول سيتي ستارز -كعادتنا كل عام- وقتها كان يتوجب علي إخبار خطيبي بذلك، طبعًا وقتها أنا قلت في نفسي: لا أحد يستطيع التحكم في حياتي وأنا فقط أخبره من باب العلم بالشيء؛ لكن حينما علم أن زملائي الشباب سيكونون معنا هناك أصابته نوبة غِيرة غير مبررة، أقنعته بشكل ما وذهبت؛ لكني أمضيت أغلب وقتي معه على الهاتف أخبره بأجواء الإفطار لدرجة أن أصدقائي لاحظوا انشغالي عنهم؛ لذا نصيحتي لك عزيزي القارئ هي أن تجد حلًّا وسطًا يرضي كلا الطرفين.
4- لا تفشيا أسراركما لأحد
وتلك النقطة هامة جدًّا ليس فقط في فترة الخطوبة ولكنها أكثر أهمية في فترة الزواج؛ فأغلب الأزواج مع الأسف يشتكون الطرف الآخر باستمرار لأصدقائهم وأهلهم، وإذا حدث بينهم أي مشاحنات أو شجار يبدؤون في عرض أسرارهم على الملأ، فتنعته الزوجة بالبخيل، ويرد الزوج : "أنا بخيل يا جشعة".. وهكذا أسوأ فأسوأ.
5- لا تضحي بحياتك الخاصة
وهنا مسك الختام؛ لأن أغلب العلاقات البشرية أصيبت مؤخرا بظاهرة "التبديل والإحلال"، فبمجرد دخول شخص جديد في حياتنا نكنّ له مشاعر أكثر من حبنا لذاتنا؛ فنبدأ تلقائيًّا بإعطائه مساحات كبيرة جدًّا في حياتنا لدرجة أن أغلبنا قد يقوم بإنهاء مساحة الأصدقاء في حياته أو حتى إفراغ مساحة بعض أقاربه من أجل أن تتسع حياته لشريك دربه فقط، وهذا مع الأسف أكبر خطأ نرتكبه في حق أنفسنا وفي حق شريك حياتنا؛ لأننا فجأة سنشعر بوحدة غريبة حتى أثناء وجوده في حياتنا.لأن ليس من المعقول أن يملأ شخص واحد الفراغ الذي تركه الأهل والأصدقاء في نفوسنا، أما بالنسبة لشريك حياتنا فسيشعر بعبء سد الفراغات، ولن يتسع وقته لتلك المهمة؛ ولهذا السبب كثيرًا ما نجد أغلب الأزواج يقولون إن زوجاتهم لا يقدرون انشغالهم وجهودهم في العمل ويطالبونهم دائمًا بقضاء مزيد من الوقت معهم، كل هذا بسبب اعتماد كل طرف علي شريك حياته بشكل مبالغ فيه؛ بالنسبة لهم الحياة تدور فقط في فلك أزواجهم.
في الختام
أود أن أخبركم أنّ أيّ علاقة في الحياة أساسها الصدق، والثقة؛ لهذا احرصوا دائمًا أن تكونوا صادقين مع أنفسكم ومع الطرف الآخر وأن تبنوا سويًّا جسور ثقة فيما بينكم تساعدكم على عبور أيّ أزمة في علاقتكما بسلام.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد