Loading Offers..
100 100 100

كيف أعيش بسلام داخلي؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

السلام النفسي، راحة البال، الطمأنينة والرضا، معانٍ افتقدنا وجودها في الآونة الأخيرة فبات كل شخص غير راضٍ عن حياته، غير مقتنع بما رزقه الله وبما أنجزه في حياته، وبات السؤال الذي حير الجموع والشعوب، كيف أعيش بسلام داخلي؟ حتى أصبح السلام الداخلي وجهة نبحث عنها في كل شيء أملًا منا في أن نشعر به يومًا، وفي كل مرحلة نشعر فيها بعدم الرضا والسلام نتمنى زوال هذه المرحلة بمشاقها ومتاعبها ليزول الغضب على أمل أن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالرضا والسلام والطمأنينة.فخ يقع فيه الكثيرون وكنت أنا شخصيًّا واحدة من ملايين الأشخاص التي علقت سعادتهم عند انتهاء المرحلة كذا أو زوال الألم الفلاني أو بالتأكيد بعد شراء ذاك الشيء سأصبح أسعد شخص في الكون، إلى أن كبرنا، نضجنا، وتعمقنا في فهم أنفسنا ثم اتضحت الرؤية؛ هنا سنعرف أكثر عن معنى السلام النفسي وطرق تساعدنا على الوصول الى راحة البال والسكينة والطمأنينة.

ما السلام النفسي؟

السلام النفسي هو الشعور بالرضا، والقناعة بحياتك، وعدم الشعور بالانزعاج من أي فكرة تدور في بالك، والتصالح التام مع الماضي وعدم القلق أو الخوف من المستقبل. السلام النفسي ليس وجهة نصل إليها ولا هي حلم نطمح في الوصول إليه ولا نحصل عليه بزوال فترةٍ ما، ولكنه الزاد الذي نتغذى عليه خلال رحلتنا والرفيق الأنيس الذي يهون علينا صعوبة الأيام؛ سلامك النفسي وراحة بالك ليس مستحيلًا بل تمارين السلام النفسي أشبه ما يكون بالتمارين الرياضة التي تدرب نفسك يوميًّا لتصل إلى هدفك وهو العيش بسلام وراحة بال؛ واليك بعض النصائح ليزيد سلامك النفسي:

حافظ على عباداتك وصلواتك وأورادك

كيف سننجو من صخب الحياة اذا لم نختلِ مع خالقنا لدقائق أو ربما لساعات نتعبد في هدوء وطمأنينة، نسرق وقتًا نهدئ من روعنا ونطمئن؛ نؤمن بوجود خالق حنون يسمع كلامنا ويرى مكاننا وينظر إلينا ويرى الصورة كاملة لنتيقن تمامًا أن وجودنا في هذا الزمان والمكان لحكمة بالغة، وأن الوضع الذي ربما نتذمر منه اليوم، هو بقدرته وحكمته لديه نظرة مستقبلية بالغة في الدقة والحكمة، فنستعيد سلامنا النفسي وهدوءنا الذي قد نفقده على مدار اليوم.

التقبل

مفتاح السلام الداخلي هو التصالح مع الماضي والحاضر وحتى المستقبل، تقبل الرحلة التي خضتها لتصبح الشخص الذي أنت عليه الآن، فبدون ذلك الماضي الأليم لن تكون شخصًا بذلك الوعي والنضج والتفهم؛ وتقبل وتفهم العراقيل التي قد تواجهها في المستقبل وأن الحياة لن تسير بنا دائمًا على وتيرة واحدة.

الرحلة أم الوجهة؟

هل الوجهة الذي تريد أن تصل لها هي من تجعلك شخصًا سعيدًا؟ أم رحلة الحياة نفسها بمشاقها وعنائها ولكن في نفس الوقت لذتها ونشوتها؟ أعتقد أن الهدف من الحياة ليس الركض وراء أهداف وإنجازات قدر ما يكون الهدف هو أن تعيش رحلة حياتك بسعادة وسلام وطمأنينة وتستمتع بكل يوم تعيشه وكل نعمة تمتكلها بغض النظر عن الأهداف التي تريد الوصول إليها.

لذة الوصول لحظية

عليك أن تدرك أن لتحقيق هدف ما والوصول إليه لذة ونشوة لا مثيل لها، ولكنها للأسف لذة لحظية ربما لا تساوي فقدان سلامك النفسي طوال رحلة تحقيق هدفك؛ لذا لا تنس أن تلتقط أنفاسك لتصل الى أهدافك بتروٍ وهدوء لتستمتع بكل يوم تعيشه.

ركز على ما أنت ممتن له

في كل يوم تفقد فيه سلامك النفسي والطمأنينة التي تحاول الوصول إليها، ذكر نفسك بما تمتلك، ضع قائمة النعم التي انغمست فيها اليوم فقط، أراهنك أنك لن تصل إلى نهاية القائمة قبل أن تشعر مجددًا بالهدوء والراحة والسكينة فنحن نتقلب يوميًّا في نِعم لا نهاية لها، نِعم تصغر مشاكل الدنيا في أعيننا.

علاقات صحية

أحط نفسك بأشخاص تشعر معهم بهدوء وطمأنينة بعيدًا عن صخب وإزعاج الحياة، فالصداقات المريحة والمحادثات البناءة العميقة مع صديق تشعر معه بطمأنينة وسلام تحميك من أن يعبث أحدهم بقيمك ومعتقداتك وسلامك النفسي، لتبقى بعيدًا عن تشوه العالم.

لا تهتم بالتفاصيل

النظرة الثاقبة والقرب الذي ترى به التفاصيل يحرمك من رؤية الأمور من منظور أكبر وبشكل أوقع، كأن تستقطع جملة من سياق النص وتستشيط غضبًا منها دون النظر إلى الموضوع بأكمله، التفاصيل تحرمك من الاستمتاع برفقة شخص لتركيزك على عيوبه، التفاصيل والتدقيق يجعلك صيادًا ماهرًا للعيوب التي بالتأكيد نمتلكها جميعا؛ لذا غضّ الطرف من أهم ما تدرب نفسك عليه للوصول للسلام النفس والاستمتاع الشامل بالحياة.في نهاية المطاف، نحن هنا في رحلة الحياة الهدف الأكبر والأسمى هو عبادة الله ثم العيش في رضا وسلام وطمأنينة بعيدًا عن الركض خلف المادة وأمور الحياة المرهقة، فلنعش كل يوم لنستمتع بالنفَس الذي نتنفسه دون ألم ومشقة ولنحمد الله على كل يوم وكل فرصة نعيشها في هذه الدنيا.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..