Loading Offers..
100 100 100

ماذا تعرف عن العشرية السوداء في الجزائر: هذهِ أربع أفلام جزائرية عنها

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

تعمل السينما على توثيق مراحل كثيرة من حياة الشعوب والمجتمعات، وهو سبيل أيضًا لإتاحة الفرصةِ للشعوبِ الأخرى على رؤية ومعرفةِ تاريخِ كلٍّ منها. إن السينما كفنّ بصري وسمعي يمكنه جعلك أن تعيش الحدث مهما مر وقت عليه. من خلالِ المكان، اللهجة، حركاتِ الأبطال كما يرصد عبر السيناريو الحكايا بطريقتها البسيطة كما عاشها الأبطال الحقيقيون. هذا ما صورته السينما الجزائرية عن الفترةِ الأليمة التي عاشها الجزائريون إبان العشرية السوداء. فماذا تعرف عن هذه الفترة؟

إذا كنتَ تعرف أو تريد زيادة معرفتك عنها فهذهِ أربعُ أفلامٍ من السينما الجزائرية تتناول هذه الحقبة الزمنية الأليمة

1. رشيدة

يعد هذا الفيلم أشهر الأفلام التي تناولت الحقبة التي ظهرت فيها الجماعات الإرهابية في الجزائر، تم إنتاجه عام 2002 وأخرج من طرف المخرجة الجزائرية يمينة شويخ كأول عمل إخراجي مستقل لها بعد أن كانت تعمل كمخرجة مساعدة لزوجها محمد شويخ.

يتناول الفيلم قصة الشابة العشرينية “رشيدة” والتي تعمل كمعلمة في مدرسة بالحي، وخلال عملها هناك يطلب منها أحد أفراد الجماعات الإرهابية أن تضع قنبلة في المدرسة التي تعمل بها، كاد رفضها لهذا الفعل أن يودي بحياتها. لتنتقل هي ووالدتها إلى قرية صغيرة هربًا من الجماعات الإرهابية، وهناك يأخذنا العمل إلى عمق المجتمع وقصصه، ونضالات المرأة فيه مع الصعوبات التي تعانيه.
لم تلبث رشيدة هناكَ ليهجم الإرهاب على القرية لتحدث مجزرةً تودي بحياةِ العشراتِ في ليلة غلب فيها الدم على النوم. يرصد الفيلم الواقع الجزائري الأليم في تلك الحقبة الزمنية المليئة بالدماء والأوجاع من خلالِ الشابة رشيدة وأمها، كما يرصد انتشار الفكر المتطرف الذي غزا المجتمع آنذاك.

حصل الفيلم على أكثر من عشرِ جوائزٍ في فترةٍ زمنية قصيرةٍ بعد عرضهِ لأول مرة (الجائزة الكبرى لمهرجان أميان، جائزة تي في 5 في مهرجان مراكش، جائزة الجمهور مهرجان كورس وجائزتين في بروكسيل بمناسبة مهرجان سينما البحر وغيرها من الجوائز)، كما نالت الفنانة بهية راشدي التي قامت بدورِ أم البطلة رشيدة جائزة أحسن دور نسائي في مهرجان قرطاج، ووصل إلى قائمة 54 لجوائز الأوسكار للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 75.

2. دوار النساء

يعد الفيلم واحدًا من أفضلِ السيناريوهات التي تناولت هذه الفترة، حيث يعرض قصةَ دوار “قرية” يذهب رجالها للعمل وتبقى النساء لوحدهن أين يقمن بجميع الأدوار في الحياةِ اليومية، كأمهاتٍ، رباتٍ بيوتٍ، وحاملاتٍ للسلاحٍ من خطرِ الجماعات المسلحة التي تستهدفُ القرية. يبرز الفيلم قوة وتماسك المرأة الريفية الجزائرية، التي تجبرها الظروف لتكون إنسانًا قويًّا في مواجهة الحياة والمصاعب، كما يسرد قصص من فقدوا ذويهم كضحايا الإرهاب، واختطاف الشاباتِ بعد المداهمات الليلية أو ترصدهن وهن يقمن بأعمالهن اليومية من التحطيب أو جلبِ الماء.
كما تنشأ خلافاتٌ بين النساءِ والشيوخِ حول من له الكلمة والقرار والإدارة العامة للشؤون، حيث المشاهد التي يغلب عليها الطابع الكوميدي مخففة ثقل حكايات القتل والفقد. الفيلم من إخراج المخرج الجزائري محمد شويخ عام 2005، وشاركَ في بطولته كل من بهية راشدي، صوفيا نوامري، خالد بن عيسى.

3. روائح الجزائر Les parfums d’Alger

يرصدُ لنا المخرج رشيد بن حاج (2012) حياة المصورة الفوتوغرافية كريمة، التي غادرت الجزائر قبل عشرين عامًا لتمحي من ذاكرتها كل ما هو متعلقُ بهذا البلد. اللغة العربية، الوجوه، وذكرياتٍ لم تستسغها يومًا. كريمة والتي قامت بدورها الممثلة الإيطالية مونيكا غريتوري تعود للجزائر عشية نيلها لجائزةٍ عن عملها كمصورة، بعد أن اتصلت بها والدتها مستنجدةً لأن شقيقها حُكم عليهِ بالإعدام بعد ثبوتِه لقتل أبرياء بانضمامه لأحد الجماعاتِ المسلحة الإرهابية.

تعود كريمة وتستعيد عبر رحلتها إلى أقاصي الصحراء أين يتواجد شقيقها في أحدِ السجون كل الذكرياتِ مع أخيها الذي لم يعد كما قبل، وكذلك ذكرياتها السيئة مع والدها الذي ترفض زيارته في المشفى. يذهبُ المشاهد في رحلة إلى جزائر تعيش الخوف والآلام، وترصد تحولاتٍ مجتمع كامل ما بعد الاستقلال 1962 إلى وصولهِ لهذه الأزمة. تعيش كريمة مع زوجةِ أخيها وبناتهِ كل روائح الوطن ممزوجة بالمخاوف كل الوقتِ، مع الممنوعات التي فرضتها الجماعات المتطرفة كالموسيقى والخروج، كما تعيش ليالٍ من الترقب بعد سماعِهم يمرون أمام البيت، مع صوتِ أقدامهم ورصاصهم، تغني لأطفالِ أخيها وتحضنهم إلى أن تطلع الشمس.

نذهب مع كريمة كراصد بالصوتِ والصورة لمظاهرة نسائية مطالبة بالحرية للنساء، وبديموقراطية البلاد التي أصبحت بؤرة للجماعات المتطرفة أين تحمل كاميرتها بيدٍ وابنة أخيها على صدرها بعد أن قُتلت والدتها من طرف الإرهاب.

4. باب الواد سيني

الفيلم من سيناريو وإخراج مرزاق علواش 1994، يدخل علواش في هذا العمل إلى قلبِ أحد الأحياء الشعبية في العاصمة باب الواد، أين تظهر بدايةَ الفكر الأصولي في المجتمع الجزائري في ثمانينات القرن الماضي. حيث سير الحكاية حسب ما يراها خباز الحي بوعلام، بين فكرين، جماعتين، تناقضين يخرج مرزاق علواش عمله، موجهًا الكاميرا لأبطاله، في الحي الذي يُسرقُ فيه مكبر صوتِ المسجد من أطراف أفراد الحي الذي سئم الخطابات الأصولية التي يلقيها خطيب المسجد، وتبدأ رحلةٌ من البحثِ عمّن سرقه وما هي إلا رحلةٌ في كشفِ أفراد الحي، حيواتهم المختلفة والخلافات التي تنشب بينهم.

لقد قدمت السينما الجزائرية الكثير من الأعمال السينمائية التي تناولت موثقة عشرية الدم والألم، كاشفة عن الأفكار المتطرفة التي اجتاحت المجتمع، والمعاناة التي عاشها المواطنون خوفًا وهربًا من الموت، هذه بعض منها التي من الممكن أن تعطيكَ فكرةً عمّا حدث آنذاك.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..