Loading Offers..
100 100 100

الحب من أول نظرة.. كذبة أم حقيقة؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

حبيته من أول نظرة.. حبيتها من أول نظرة.. أحببنا بعض من أول نظرة.. كان حبًّا من أول نظرة.. وإلخ، كل هذه العبارات التي نسمعها ونقرأها في كل مكان، وتُحشى بها الأغاني، والروايات، والأساطير، وتنهمر من أفواه الأشخاص الذين عاشوا علاقات حُب مختلفة، ويريدون وصف هذا الشعور، والحالة العجيبة التي يستشعرون وقعها الكبير عليهم.

لكن ماذا عن حقيقة هذا الحب؟

للحب أنواع وأشكال مختلفة، مثل: حب الذات، والعمل، والحياة، وحب الأم لأطفالها، وإلخ. أنا أكتب لك الآن عزيزي القارئ، لكي أزيح الستار عن جزء من حقيقة الحب من ناحية العلاقات العاطفية، وماهيّته، التي تخفى عن شريحة كبيرة من المجتمع (ولعلهم الشباب والشابات غالبًا) في مفهوم الحب، وبدايته، وتفسيره بواقعية، تحاكي حياتنا ومجتمعاتنا.

الحالة الوردية

أثناء بداية شرارة الحب بين طرفين، والتي توصف (بالحب من أول نظرة) هي كذبة، وكذبة فادحة جدًّا؛ إذ إن الحب مشاعر سامية، وأسمى من أن تكون وليدة لحظة أو نظرة، أو أن تشعر بها بسرعه البرق، وبلا مقدمات، الحب مشاعر تحتاج اجتهادًا وعناء من طرفين، لكي ينالا حقًّا هذا الشعور وبجداره. فغير صحيح أبدًا ما يدّعيه البعض؛ بأن الحب قد ينبع من أول نظرة.

الحقيقة أن هذه الحالة الوردية التي يشعر بها شخصان عند أول لقاء، هذا الشعور الذي يجبر دقات القلب على مسابقة الزمن، ويملأ الحياة بفراشات وردية وقلوب حمراء؛ هي ليست إلا مشاعر ناتجة عن رسم خيالات غير واقعية مع شخص ما عند لقائه للمرة الأولى، وهي خليط من مشاعر الإعجاب بملامح هذه الشخصية وصفاتها، وأسلوب حياتها، والجاذبية نحوها، وهذه المشاعر الأولية والمؤقتة؛ للأسف هي التي يتم تصنيفها كمشاعر حب، بينما في الحقيقة الحب يأتي لاحقًا بعد تجاوز كثير من مشاعر البدايات المؤقتة.

الحب الحقيقي

“الحب الحقيقي هو اقتسام بعض نفسك مع شخص آخر أقرب إليك من نفسك” أحلام مستغانمي

الحب الحقيقي، حسب الدراسات النفسية التي أجريت، والتجارب العاطفية الناجحة التي عاشها عدد من الشركاء، واستطاعوا معًا تأسيس مؤسسة زوجية رائعة مفعمة بالحب، هي التي تكون قائمة على أساس الالتزام، والاحترام، وكثير من القيم النبيلة التي تعزز العلاقة. الحب شعور يولد بعد تجاوز كثير من الانعطافات، والمنحدرات، والتصادمات، وعيش فصول مختلفة من المشاعر، والأحداث، والمواقف، التي تتراوح جميعها، في مدى تأثيرها على كلا الطرفين، وتعتمد بشكل أساسي على مقدار المرونة التي يتمتعان بها، ويكتسبانها بمرور الوقت، لمواجهه كل ما قد يواجهانه مشاكل واختلافات.

هل أنت مستعد حقًّا؟

هذا هو السؤال الأهم، اسأل نفسك عزيز القارئ قبل أن تدخل في علاقة عاطفية؛ هل أنت مستعد لتلقي ومواجهة شتى أنواع التصادمات، والمواقف، الصراعات، والاختلاف في وجهات النظر مع شريكك؟ والتي من جهتها قد تحدث خللًا في مشاعرك تجاهه. هل حقًّا أنت مستعد للتنازل عن أشياء كثيرة لأجل أن تستمر رحلتك برفقة شريك حياتك الذي اخترته؟

التنازل، والالتزام، والاستعداد، والتفاهم، والتفاوض، هي قيم تعتبر من أساسيات أية علاقة لكي تستمر حقًّا، ولا بد من أن يكون كلا الشريكين مؤمنَيْن بذلك، قد يكون هذا كلامًا مستهلكًا بالنسبة للبعض، لكن رغم ذلك، لا نرى كثيرًا في الواقع أمثلة حقيقة طبقت هذه الأساسيات المهمة، في الوصول للذة الحب الحقيقي ومعناه، دون الوقوع في فخ الخرافات والخيالات التي تُروّج لسهولة تداول هذا المشاعر وجني ثمارها.

وأخيرًا…

الحُب ليس في كميه القصائد، والأغاني، والغزل، والكلام المعسول، هذه كماليات مشاعرية مهمه بالطبع؛ لكنها غير كافية، وتُحدِث تأثيرًا مؤقتًا؛ حيث إن علاقة الحب التي يكون فيها الزواج والتقبل المتبادل والامتلاء المشاعري هدفًا يُسعى إليه، وبصحبة الشخص الذي اخترته بوعي، وامتزجت روحك بروحه؛ هذه هي حقيقة الحب السامي والتي يُسعى بكل شغف لتحقيقها.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..