لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يسعى الإنسان دائمًا لإنشاء علاقات اجتماعية ناجحة، ويحاول أن يكسب محبة الجميع، فليس بيننا من يتمنى أن يعيش مكروهًا بين الناس، لذلك فكرة أن تكون محبوبًا بين الأصدقاء والمقربين، تولد لديك إحساسًا وشعورًا جميلًا يملؤه السعادة، ولكن في الواقع من النادر أن تتحقق معنا تلك الأمنيات، لأنه مهما حاولنا، لا بد من أن نرى في حياتنا أشخاصًا لا يبادلوننا مشاعر المحبة، ويحاولون إظهار عكس ذلك لنا، وطبقا لما جاء به علماء علم النفس، فهناك صفات مشتركة لحاملي هذه الكراهية، وأضيف على تلك المعلومات أيضًا من واقع خبرتي ودراستي لدورات لغة الجسد ــــــ body language.لغة الجسد هي عبارة عن الحركات التي يقوم بها بعض الأفراد مستخدمين أيديهم أو تعبيرات الوجه، فالأشخاص يمتلكون قدرة على صنع الابتسامات الزائفة أو المدح بالكلام المعسول، ولكن لغة أجسادهم تكون كفيلة بكشف الستار عن حقيقة مشاعرهم الكاذبة. وسأطرح هنا بعض الإيماءات والتعابير الخاصة الناتجة من تصرفات وردود أفعال الأشخاص السلبيين، التي نستطيع من خلالها تحليلهم تمامًا، مثل أن:
1 ـ يتفادى التواصل البصري وعدم الابتسام
هناك بعض السلوكيات والإشارات السهلة التي تساعدك بفهم مشاعرهم، وتعتبر لغة العيون من أكثر اللغات التي تكون جديرة بكشف صاحبها وقت الحديث، فإذا خُضت حوارًا ما، ستلاحظ حينها بأنه يشيح بنظره عنك ويحاول تفادي نقطة التقاء العيون، وإذا ضغطت عليه بإبداء رأيه أثناء الحديث، ستراه يتهرب من الإفصاح برأيه، ويزن الشفاه ويضمها مع الامتعاض، ويخفي ابتسامته، وكأنه يخبرك متى ستنتهي من الثرثرة.وحينما يضطر مُرْغَمًا على مجاراتك، فسيعطيك تلك الابتسامة الصفراء الزائفة الخالية من أيّ معنى سوى الكره لك، ولا يخفى عنكم الكم الهائل من الابتسامات الصفراء البغيضة بوقتنا الحاضر، التي لا تحمل بطياتها إلا النفاق والكراهية.
2 ـ الشخص الذي يتعمد تهميشك
قد يصادف اجتماعك ببعض الأصحاب والمقربين، ويتخلل مجلسكم مواضيع شتى، تتبادلون بها مختلف الأحاديث، حينما تعلق أو تتفاعل على موضوع ما، سيلفت انتباهك بأنه يلتزم الصمت وقتها ولا يبدي أي اهتمام لما طرحته، وسيتظاهر بالانشغال وعدم الاستماع، بينما تتغير ردة فعله مع الآخرين، سيتفاعل معهم ومع أي تعليق أو حديث لهم حتى لو كان تافهًا، وسيقترح الآراء والأفكار لكل ما يدور حولك، ليثبت لك فقط بأنه لا يُعيرك أيّ اهتمام!! (مريضون نفسيًّا).
3ـ يتبع أسلوب الاختصار
وهناك أيضًا من العلامات الدالة على الكراهية، هي الردود المقتضبة، بأن يتبع معك دائمًا أسلوب الاختصار بالردود، ويحاول أن يتجنب الخوض معك بأي تفاصيل مهما كان الحدث، وسيكون تفاعله معك دومًا بعبارات مقتضبة ومختصرة.. مثل الرد ب (آه)، (نعم)، (طيب)، (أوكي)، (لا)، (بخير) وأيضًا عند احتياجك وطلبك له بالمساعدة لن يتجاوب معك، بل سيقابلك بالرفض بأيّ حجة كانت ليتهرب منك، ويقدم الأعذار ويرفع ناظريه للأعلى، والإجابات والردود كلها ستكون على هذا النحو، لأنه يتخللها البرود واللامبالاة لما يحمله بداخله من مشاعر كراهية لك.
4 ـ يستغل الأزمات
وبما أن الإنسان معرض للأزمات فربما تواجه أزمةً ما بحياتك أو مشكلة في العمل، حينها لا تستغرب من قربه منك وربما يبادر بتقديم يد العون لك أو بعض المساعدة، وقد يحاول إظهار تعاطفه معك بمشاعره، ويساندك معنويًّا، ولكن بباطن الأمر الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فقربه ودعمه لك يخلو من أي نوع من أنواع التعاطف أو المساندة، بل هو بداخله ذاك الشخص المستمتع بسقوطك والذي يتلذذ بألمك ومُنْتشٍ بفشلك وإحباطك، ولا يفوت أي فرصة لينتقدك بها مع أعدائك، ولا يُثني عليك بشيء في مجالسهم، بل يَزيد على ذلك بأن يُذكِّرهم بأخطائك.وقُرْبه منك ليؤكد لهم بأنك لا تصلح لأي عمل أو وظيفة تقوم بها، فهذه النوعية من البشر حامِلو الكُره بقلوبهم، يتلذذون بسقوط أصدقائهم ولا يتمنون الخير لهم أبدًا، وفكرة أن يروا الأصحاب أفضل منهم في الحياة تقلقهم.
5 ـ يتجاهل تواصلك
طبعًا نحن دومًا نضع الأعذار لمَن نحب حتى لو تجاهلوا تواصلنا بأي طريقة كانت، كما يقولون (نحسن الظن) ولكن إذا تكرر الأمر تباعًا وبشكل متكرر، تأكد هنا بأن هناك خَطْبًا ما، فالشخص الذي يتعمد تجاهل اتصالك المتكرر، يحاول أن يلمح لك بعدم رغبته بسماع صوتك، وإذا تواصل معك في مرة من ضمن المحاولات، ستنتبه بتغير نبرة صوته بالحديث، وكأنه مرغمٌ على الرد، ويتكلم بكل برود، وصوت متقطع، ولا يملك أيّ نوع من الاسترسال أو التوسع في الحديث، بل يحاول الاختصار قدر الإمكان، ورغم كل ذلك ستَجده أثناء المحادثة يحاول أن يُقنعك بأعذاره الكاذبة وبعدم ردّه وانشغالاته.وفي المناسَبات الاجتماعية إذا قدمت دعوة له، يحاول عدم الحضور والتهرب منك، وبعد فترة إذا رآك يحاول أن يضع أمامك الكثير من المبررات والأسباب التي حالت دون حضوره، وفي المقابل إذا كانت هناك مناسبة خاصة به، يحاول أن يتجاهلك بعدم دعوتك، وحرصه الشديد على عدم مشاركتك بأيّ فعالية مرجعها له، وإذا واجهته بما يصدر منه من أفعال، سيسارع بخلق الأعذار ويلقي على مسامعك الكلام المعسول، ليخفي حقيقة مشاعره السلبية تجاهك.
وأخيرًا ….
أحبّ أن أنوّه بأن تلك الصفات إذا صدرت منها صفةٌ واحدة فقط أو حتى اثنتان، بشخص مُقرّب منك، فذلك ليس بالضرورة أن يكون دليلًا على كرهه لك، قد يكون صادف ظرف خاص به، بينما إذا اجتمعت كل تلك الصفات بشخص قريب منك، هنا نستطيع الجزم بأن هناك خللًا ما ويجب الانتباه. وتأكد دومًا أن الشخص الذي يحمل الكراهية دون أسباب أنه شخص يمتلك الغيرة بداخله ويعاني من نقص، وذلك النقص يراه فيك وبنجاحك.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد