لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في المقالة الجديدة -بإذن الله- سأحدثكم عن الفرق بين المحتوى الجيد والمحتوى الذي يُفضل أن تُعيد النظر في كتابته، ولكن الآن دعونا نتخيل أني عدت لشركة معالجة المياه التي كنت أعمل فيها منذ سنوات، وقررت أن أستغل معرفتي بالتسويق بالمحتوى من أجل إحداث تغييرات جذرية في السياسة التسويقية بالشركة، وبعد أخذ الموافقة من رئيسي المباشر سأبدأ على الفور بكتابة أهم (3) إستراتيجيات لتسويق المنتج بالمحتوى، وتلك الخطوات ستكون كالآتي:
1- اعرف منتجك ونشاطك التجاري جيدًا
هل أخبرتكم من قبل عن أكبر صِدام تم بيني وبين رؤسائي حينما كنت أعمل معهم في الشركة من قبل؟ أكبر مشكلة كانت: ما أريده أنا وعملائي مختلف عما يريدونه هم … بمعنى أن هدفي كان دومًا إرضاء عملائي بغض النظر عما يريدونه هم، بالنسبة لي كان مواعيد عملائي لها الأولوية في حين أن الشركة كانت تتبع سياسة المناطق الجغرافية، وبالتالي كان يحدث تضارب في المواعيد.
لأني لم أعرف من البداية ولم أسأل عن إستراتيجيتهم – عن طريقة تقسيم المواعيد بناء على أماكن تواجد العملاء – ولهذا السبب أنصحكم بمعرفة كل شيء عن الشركة ورؤيتها وإستراتيجيتها وطريقتها الخاصة في التعامل مع العملاء وحتى القيمة التي تريد إضافتها على الخدمة والمنتج، وبعد معرفتك بكل هذا يجب أن تعرف الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها على المدى البعيد.
2- اجمع البيانات والمعلومات وسابقة أعمال الشركة
هل لاحظتم شيئًا غريبًا في كتاباتي؟ أنا بالفعل كاتبة غريبة لأني أملك هبة غريبة، وهي ربط أيِّ شيء بأيِّ شيء لتوضيح المعنى حتى ولو كان الشيئان لا علاقة لهم ببعض، وهذا بالضبط ما أريد إخباركم به أن جمع البيانات والمعلومات وسابقة أعمال الشركة وعرضها أثناء كتابة المحتوى التسويقي لمنتج أو خدمة الشركة سيساعدان بشكل كبير على توطيد الثقة بين العملاء وبين الشركة؛ لأن سمعة الشركة تساعد بشكل كبير في عملية التسويق، وكما اتفقنا من قبل أن المعلومات والبيانات الصحيحة عنك وعن منتجك أو خدمتك هم عِماد عملية التسويق.
لاحظ هنا شيئًا مهمًّا جدًّا، وهو أن حصولك على المعلومات يجب أن يسير في طريقين:
1- طريق الإنجازات
طريق الإنجازات هنا يعني ما المشروعات التي أنجزتها الشركة بالفعل وكيف كانت تقييمات العملاء “ال feedback” لأن حتى ولو أنجزت شيئا إلا أنك يجب أن تعرف ما الأشياء التي تعثرت فيها كتأخير موعد إرسال المنتج أو سوء التغليف أو المعاملة السيئة من مسؤول خدمة العملاء أو أيّ سبب أدى إلى استياء العميل من الشركة حتى ولو كان تقييم المشروع بعد الانتهاء منه “جيد جِدًّا” لأن التقييم قد يكون جيدا في المجمل إلا أنك قد تُصادف عميلًا ينظر للتفاصيل ويستاء من الأخطاء الصغيرة.
2- طريق الإخفاقات
وهذا الطريق هو الأهم، والذي يجب أن تُركز فيه، وفيه يجب أن تعرف لماذا لم تُكمل الشركة مشروعًا ما، ولماذا خسرت هذا العميل، ولماذا هناك عملاء توقفوا عن التعامل مع شركتك … إلخ؛ لأن الإجابات التي ستحصل عليها هنا ستساعدك كثيرًا على تلافي الأخطاء في المستقبل، وعلى كتابة محتوى تسويقي يشجع عملاءك المتوقفين والحاليين وحتى عملاءك المستقبلين على تجديد ثقتهم في شركتك.
3- تعرّف على عملائك جيدًا واحتياجاتهم
أثناء تواجدي بالشركة كان رئيسي يرغب في التعامل مع موقع ” علي بابا” لاستيراد بعض الأجهزة منهم؛ لهذا تواصلت معهم عبر البريد الإلكتروني، ولكن رغمًا عن لغتي الإنجليزية التي أسعفتني في التواصل إلا أني شعرت أن التعامل مع أيّ شخص يجب أن يتم بعد معرفة المعلومات الرئيسية عنه، ومنذ ذلك الحين وأنا من عُشاق الصين؛ لأني اكتشفت أن كل الشركات الصينية منذ سنوات لا تقوم بإنتاج أيّ منتج جديد إلا بعد القيام باستقصاءات لمعرفة آراء العملاء ومشاعرهم، وما الخصائص والمميزات التي يتمنونها في المنتج الجديد.
وتلك الطريقة تطبقها أيضًا الشركات في كوريا الجنوبية؛ على سبيل المثال كان هناك شركة لإنتاج “الوجبات الخفيفة” كرقائق البطاطس، وبعض المكسرات… إلخ، وقتها كل فريق البحث بدأ في سؤال المارة في الطرقات لمعرفة شعورهم وذكرياتهم عن الوجبات الخفيفة؛ فقال أحدهم إنها تُذكرهم بطفولتهم، وقال الآخر إنه يتمنى أن يحصل على رقائق بطاطس صحية، دون مواد حافظة أو ألوان صناعية… إلخ.
في الختام
لاحظوا أن كل خطوة من الخطوات السابقة تساعدكم على معرفة (3) عناصر أساسية:
1- شركتك ومنتجك.
2- أوجه الإخفاق والقصور في منتجك أو خدمتك.
3- رغبات العملاء واحتياجاتهم.
أتدرون بعد تلك المقالة أتمنى أن تقوم شركة ناشئة بتطبيق تلك الإستراتيجيات وتنتج لنا وجبات خفيفة صحية، وتلك الأمنية لا تتعلق أبدًا بصيامي الآن، بل بالعكس أنا تذكرت تلك الأمثلة بعدما منعت نفسي من تناول أيّ منتج به مواد حافظة في شهر رمضان رغمًا عن حبي الشديد لرقائق البطاطس والمكسرات.
وإذا أردت الاستثمار في المحتوى على طريقة الشركات الكبيرة فننصحك باستخدام منصة تزويد فهي تساعدك على تحقيق محتوى مستدام يكتبه محترفون.
0 تعليقات المدونة 
