Loading Offers..
100 100 100

أسهل الطرق لإتقان كتابة الرواية والقصة

أصعب مرحلة بالكتابة هي أول رواية نكتبها فهي ما تجعلنا نقف على مدى موهبتنا، قد نترك الكتابة للأبد أو نستمر للأبد

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

هل تتمتع بموهبة الكتابة ولا تعرف كيف تترجم تلك الموهبة على الأوراق؟ هذه هي مشكلة الكثير من الموهوبين وأصحاب الموهبة المبتدئة غير المعترف بها من الكُتاب، لا يعرف كيف يكتب، ليست مشكلة فردية بل تكاد تكون مشكلة جماعية يشترك بها كل ٧ من أصل ١٠ كُتاب، وبالنهاية يجد نفسه عندما يترجم بالأوراق أن ما كَتبهُ ليس ذا قيمة ليفقد ثقته بنفسه ويتوارى مبتعداً عن المحاولة. من واقع تجربتي، قد استغرقت مني كتابة أول عمل روائي ما يقرب من السنتين لأقدمه ليكون جاهزا للطباعة، ومع ذلك كانت أول قصة قصيرة أكتبها قد استغرقت  ثلاثة أيام لتسجيل الفكرة، لكن بالتأكيد قد مررت بمراحل مختلفة قبل الرضا عن العمل.

الخطوة الأولى: الفكرة

لتبدأ أي عمل يجب أن تكون لديك فكرة عما ستكتب، قد تحصل عليها من خلال حلم صغير، أو مشهد من فيلم، أو من صورة رأيتها، أو من واقع تجربة رأيتها، مصادر الإلهام عديدة تختلف من شخص إلى آخر. للحق، قد أجد كلمة واحدة تلهمني لكتابة قصيدة خلال ١٠ دقائق، بينما أظل أياما عدة لا أجد إلهاما لقصيدة أخرى. في بعض الأحيان أجد الارتجال مصدر زخم لأفكار لكتابتي، وللعلم بالشيء، الآن عندما بدأت بكتابة هذا المقال، كنت أفكر بالفرق بين الحبكة والعقدة بالعمل القصصي، ووجدت نفسي أكتب عن أُسس كتابة رواية كاملة.

الخطوة الثانية: البداية

لا يجب الشروع في البداية إلا بعد أن تتبلور الفكرة في رأسك. ولتبلور الفكرة مراحل لم أذكرها إجمالاً لأن كل كاتب سيختلف عن الآخر. لتصنع بداية مشوقة تجذب القارئ لقراءة عملك، ستتبع ثلاثة أساليب أساسية:
° تسلسل الأحداث من البداية
وهذا يعني أن تبدأ بالتسلسل الطبيعي للحياة من المهد للنهاية؛ مثل ميلاد الطفل إلى حين الموت، وما أكثر من يستخدم ذلك الأسلوب مثل استيقاظ البطل من النوم، أو اصطدام البطلين بحادث تدافع داخل المدارس أو الجامعات إلى ما لا نهاية، وهذا ما نطلق عليه البداية التقليدية.
° البدء من النهاية
هنا، نبدأ العمل بتسلسل عكسي؛ حيث نبدأ من آخر مشهد بالعمل ويصبح العمل بعد ذلك مثل لحظات العودة بالذاكرة لفك طلاسم هذه النهاية. وهذا أغلب ما نجده بروايات التراجيديا حيث نجد مثلاً حريق المدينة وبعدها تبدأ الأحداث بالعودة لمعرفة أسباب الاحتراق.
° البدء من الذروة
هنا يبدأ الكاتب العمل من عند العقدة التي تسببت بتغيّر مجريات الأحداث، ويجدر بالذكر أن هذه الطريقة يخشاها الكاتب لما تتطلبه من مهارة في العمل قد ترفع الكاتب لعنان السماء وقد تخسف به الأرض، رغم كون هذه الطريقة من أجمل ما يمكن العمل به وتصلح لجميع التصنيفات الأدبية.

الخطوة الثالثة: أسلوب المعالجة والمونولوج

في هذه الخطوة، ستجد نفسك تختار كيف تتعامل مع العمل؛ هل ستصبح أنت الراوي أم البطل أم أكثر من شخص، فلو استخدمت صفة الراوي، ستروي جميع الأحداث من وجهة نظرك أنت فلا يصبح للشخصيات رأي فهم مسيَّرون بفكرة واحدة تحركهم مثل عرائس الماريونيت، أما لو استخدمت أسلوب الرواية بصوت البطل فستجد أن شخصاً واحداً هو محور العمل، ولكنه ملزم بإظهار جميع الشخصيات من وجهة نظره. أما باستخدام الرواة المتعددين (الأسلوب البوليسي) ستجد كل شخصية من الأبطال الرئيسة تظهر نفسها وتروي الحدث من وجهة نظرها، وفي العادة يكون العدد ما بين ٢ إلى ٦ رواة ويفضّل عدم الزيادة لما بذلك الأسلوب من تشتيت القارئ وقد يؤدي لفشل العمل في لحظة ما. والمونولوج يحدد كيف ستظهر الأحداث وتأثيراتها النفسية على القارئ، كيف تظهر كل شخصية وتواجه نفسها بتركيبتها وكيف تواجه الآخرين بالعمل، بمعني كيف يتعامل مجتمعك الخاص ويظهر مشاعره.

الخطوة الرابعة: الحبكة والعقدة

هنا، ستبدأ بنسج الأحداث التي تدعم فكرتك الفكرة الرئيسة والفكرة المساعدة بالطريقة الأروسطية أو عدة أفكار مساعدة بالطريقة الهيليودية. حيث يبدأ الكاتب بتسجيل أساس العمل وكيف سيدعم كل عمل جانبي بروز الفكرة، وهذا يسمى بالحبكة ليصل في لحظة محددة إلى عقدة العمل وهي نقطة الذروة التي يبدأ بها فك لغز العمل الرئيس. ويجدر بالذكر أن الأفكار المساعدة تُفك بطرق سلسة أثناء العمل وبعضها يسبق فك العقدة الرئيسة ليدعم كشفها وبعضها يُترك للنهاية أو من الممكن ألا يُحل البعض الآخر؛ وهذا يدع مجالا لتكوين سلاسل روائية من ثنائيات أو ثلاثيات.

الخطوة الخامسة: الشخصيات

في هذه الخطوة، نختار الشخصيات ونرسمها على الورق بقصد تبيين ملامحها الشكلية مثل اللون، الطول، الشكل، لون الشعر وشكله، لون العين وملامح الوجه، طباع الشخصية، عمل الشخصية ومهنتها. ويجدر بالذكر أن هذه المرحلة من المفترض القيام بها مع تكوّن الفكرة، ولكني جعلتها في فقرة منفصلة لأنه توجد شخصيات مساعدة أو ثانوية لا تظهر إلا أثناء الكتابة مع الأفكار الفرعية لدعم العمل.

الخطوة السادسة: النهاية

هنا تظهر براعتك باختيار النهاية للعمل، والتي قد تكون مكتوبة مسبقاً؛ كما بالأعمال التي تبدأ من النهاية، أو ستعمل على كتابتها انطلاقاً من الأحداث، وفي الأغلب تكون النهايات مغلقة أي لا تضع للقارئ فرصة لتخيل أمر جديد، أما النهايات المفتوحة فهي أكبر تحدٍّ للكاتب والقارئ؛ فذكاء الكاتب هو ما يجعله يكتب نهاية مفتوحة تسمح بكتابة جزء آخر من العمل، وفي نفس الوقت تكون مغلقة تستطيع بها القول إن العمل منتهٍ، أما تركها مفتوحة تماماً فيعني وجود جزء مكمل، وبهذه الحالة يفضل كون الجزء بالفعل قيد الكتابة حتى لا يمل القارئ في انتظار صدوره.

الخطوة قبل الأخيرة والأهم: اللغة والبلاغة

وتعتني هذه الفقرة بعرض امكانياتك اللغوية ومقدار تمكّنك منها وكيف ستستخدم التراكيب اللغوية لتحفيز القارئ على تخيل العمل بالتشبيهات والاستعارات والكنايات، ويجدر النظر لمن يكتب باللغة العامية أن يعرف أنه يكتب لفئة معينة تجيد لغته، أما من يكتب بالفصحى فهو يكتب لكل الناطقين بالعربية.

الخطوة الأخيرة: المراجعة

كل ما سبق هو لكتابة مسودة العمل، بعدها تترك العمل بالأدراج لمدة شهر وتذهب لتقرأ أكبر قدر ممكن من الأعمال الأدبية التي ستزيد من ثرائك اللغوي وتحليل أسلوب البناء بها ثم تعود لعملك وتقرأ من جديد كقارئ، ستجد نفسك تحذف فقرات وتضيف أخرى، وتلغي ألفاظا وتستبدلها بغيرها ثم تترك العمل مرة أخرى وتعود له بعد قراءة أعمال أخرى، وهكذا بما لا يقل عن أربع مرات، ليذهب بعدها العمل للتدقيق اللغوي.

الفرق بين القصة والرواية

أحداث الرواية تمتد لما لا يقل عن ثلاثة أشهر. وقد تظل تسرد الأحداث لعقود مثل رواية "مائة عام من العزلة" التي استمرت أحداثها لمائة عام. أما القصة فهي لا تزيد عن أسبوع بالأحداث وقد تقل لتصل لعدة دقائق. أما في أسلوب الكتابة، فالرواية تستخدم أسلوب الإسهاب بالأحداث، فيكون لدى الكاتب الحرية من حيث المساحة والمشاهد ليشرح ويكتب كما يشاء. بينما في القصة، يُستخدم أسلوب التكثيف، فعدد الكلمات محدود، ويجب أن يكون الكاتب على قدرة وتمكن من اللغة والأسلوب ليحكي قصة كاملة بأقل عدد ممكن من الكلمات في القصة القصيرة، وقد تبلغ من التكثيف مبلغ أن يكون عدد كلماتها ٥٠ كلمة في القصة القصيرة جدا أو ٨ كلمات بالومضة القصصية. مع أفضل تمنياتي لك بالنجاح بأول عمل كتابي لك.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..