لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
بعد أن أتممت قراءة كتاب (غبار السنين) تأليف الدكتور عمر فروّخ، وجدت في الكتاب الكثير من الحِكم العظيمة الثقافية والاجتماعية والمالية والأخلاقية والفكرية، دروس رائعة تستحق أن تدوّن وأن يُعمل بها. سأكتفي اليومَ بذكر بعض من الأفكار (المالية والاقتصادية) التي تعلمتها من كتاب غبار السنين يمكن أن تحسن من وضعك الاقتصادي والمالي.
١- حُسن التدبير
اعتاد أن يستلم راتبه بعد الزحام، ولو كلفه الأمر الانتظار إلى أسابيع وأيام؛ وإن دل ذلك على شيء: أنه كان يملك المال حتى موعد الراتب القادم.
“لا أذكر أنني في حياتي المدرسية كنت أحرص على قبض راتبي في زحمة الدفع في آخر الشهر، كنت عادة إذا مررت بأمين الصندوق ورأيت المعلمين مزدحمين عنده عدت في اليومَ الثاني أو الثالث أو بعد أسبوع”.
٢- مصدر دخل ثانوي
حريص على وجود دخل آخر غير راتبه من التعليم، واستطاع بذلك تحقيق أهدافه الأخرى بالسفر إلى الخارج وإكمال تعليمه وتأليف كتبه وشراء الصحف وتنوع مصادر ثقافته .
” لا شك في أن المعلم لا يستطيع أن يعيش حياة كريمة بمرتبة من التعليم فقط، وإذا شاء المعلم أن يحمل رسالة فلا بد من أن يكون له دخل آخر”.
٣- إنفاق على جودة التعليم
كان دخله الإضافي ليس بغرض رفع وعيه ومستواه فحسب، بل كان يدرك جيداً أن الأب الناجح عليه أن يبذل الأسباب لمساعده أبنائه على النجاح.
“لدي خمسة من الأولاد أتّموا دراستهم: وأبنائي الثلاثة تابعوا الدراسة في مصر ثم في إنكلترا وفِي الولايات المتحدة، فهل من الممكن أن يقوم أب معلم بمثل هذا العبء من مرتب التعليم وحده! مهما يكن هذا المرتب عالياً؟”.
٤- تجنب القروض
عمر فروّخ رجل يعرف كيف يدير مصروفاته، فهو لم يقترض ولَم يستلف مال من أحد قط، حتى في أيّام ابتعاثه ودراسته بالخارج كان يدير ماله بطريقة تجعله يسكن أفضل الأماكن ويأكل ما يناسبه ويبقى معه مال إلى آخر الشهر.
“لم أسأل أحداً معونة”.
٥- الفقر ليس فقر المال فقط
يؤمن بمبدأ (الوفرة)، أي أن الكون مليء بالخيرات، فإذا امتلأ العقل بالأفكار العظيمة واتزنت الروح، المال سيتدفق تلقائياً.
“من الغريب والمألوف معاً أنك إذا ذكرت الفقر والغنى لم يذهب فكر معظم الناس إلا لقلة المال وكثرته، مع أن الفقر الحقيقي إنما هو في عقول الناس لا في جيوبهم”.
٦- التذمر لا يجلب المال
لم يشارك يومًا في حوار سخيف، ويؤمن أن الله يعطي من يسأل ويعمل معاً، وأن الذين يٌكثرون من الشكوى لا ينالون إلا الفقر.
“يجلس أحدهم طول نهاره في المقهى أو يتنقل من مكان إلى مكان يشكو الزمان ويسب الدولة ويتمنى السوء لمن أنعم الله عليهم بحبّ العمل. وأمثال هذا الرجل لا يعرفون قول عمر بن الخطاب: (إنّ السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فِضَّة)”.
٧- السعي وراء الرز
العمل وحده بعد توفيق الله والمواصلة في البحث عن الرزق هي ما يجعلك تكسب المال وتحصل على الثراء.
“لو أن هؤلاء الناس انصرفوا إلى العمل المنتج بدلاً من الجلوس في المقاهي وبدلاً من شتم الدولة وبدلاً من عرقلة أعمال الناس وإضاعة الوقت في منع العاملين عن العمل لما كانوا يشكون مما يشكون في العادة منه”.
٨- الكنز ينتظرك في مكانه
يُؤْمِن بتعدد الأرزاق فوق وتحت الأرض، ولكن العمل بالأسباب يجعلك تحصل على الكثير منها.
“لا نكران في أن في باطن الأرض كنوزًا كثيرة، ولكن يجب على الإنسان في سبيل الحصول على هذا الكنوز أن يحفر في الأرض حتى يصل إلى الكنز”.
٩- لا تُنفق في غير حاجة
لديه قاعدة ذهبية وهبته حياة كريمة رفيعة المستوى، فيقول:
“تعلمت من عمي حسين رحمة الله: الاقتصاد الصحيح أن تنفق في ما تحتاج إليه كل مبلغ مهما يكن كبيراً، وإياك أن تشتري شيئاً لا تحتاج إليه مهما يكن ثمنه متدنياً”.
١٠- رزقك في العمل الذي تحب
دائماً سر الثراء هو صب جل تركيزك على شيء أنت تحبه وتتقنه وماهر به، التركيز يجعلك قوي ويضمن لك نجاح أهدافك.
“تعلمت من عمي حسن رحمه الله، هذه القاعدة الاجتماعية (لا تعمل في الغربة عملاً لم تعمل مثله وأنت في بيروت)”.
١١- الفقر في الأفكار
لا يوجد في معتقداته فقر مالي، لطالما تيقن أن الفقر في الأفكار والعقول أولاً والغنى كذلك.
“إن الفقير هو الذي وهبه الله عقلاً ثم هو لا يستخدم ذلك العقل الذي وهبه الله إياه”.
يمكنك أن تتعرف على د. عمر فروخ أكثر من هنا
0 تعليقات المدونة