لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لقد لخص لنا الله سبحانه وتعالى القيادة في قوله مخاطبًا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فبما رحمةٍ من الله لِنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله} *آل عمران، آية 159 في هذه الآية الكريمة أفضل وصف للقائد الحقيقي، فالقائد يكون ليّن في التعامل، حسن الكلام والخلق، لا يأمر من يقودهم بعنف أو يقلل من قيمتهم بل يعلمهم ويشورهم في الأمور، فالقائد هو الشخص الذي يستطيع أن يفرض احترامه على الجميع ويكسب محبتهم. وفي هذه المقالة سوف ألخص لك ما هي مقوّمات وصفات القائد الناجح ومعنى القيادة وكل ما تحتاجه لكي تصبح قائدًا ناجحًا.معنى القيادة:
جاءت القيادة من الفعل يقود (أي في المقدمة) وهي تعني الزعامة وقدرة الفرد على توجيه من حوله إلى الأمام وتحقيق أهداف معينة يريد تنفيذها، والقدرة على توجيه سلوك الآخرين والتأثير عليهم وتحديد مهامهم.ما هي صفات القائد الناجح؟
إذا كنت تريد أن تصبح قائدًا مؤثرًا في من حولك فعليك أن تكون مميزًا عنهم بفكرك ونظرتك الثاقبة للحكم في الأمور.بعض الصفات التي يجب أن تعزّزها لديك لكي تصبح قائدًا ناجحًا:
1- يجب أن يكون لديك رؤية كاملة للأمور والقدرة على نقلها لفريقك ببساطة لكي يساعدوك في تحقيق الهدف المراد الوصول إليه. 2- إن القائد الجيد هو من يستخدم كلمة (نحن) لا (أنا) فعليك أن تتعاون مع فريقك على أنكم يد واحدة وتساعدهم في فعل المطلوب منهم ويكون لديك القدرة على معرفة قدرات كل فرد وتوظيفها في المكان المناسب له لكي يحصل فريقك على أفضل النتائج. 3- صنع القرار المناسب، مما يعني أنه عليك استخدام خطوات التفكير العلمي قبل الشروع في أي عمل.خطوات التفكير العلمي:
- تحديد المشكلة أو الفكرة المراد العمل عليها.
- جمع المعلومات عن المشكلة.
- طرح الفرضيات التي تساعد في حل المشكلة أو تنفيذ الفكرة.
- اختيار الحل المناسب الذي يحقق المطلوب في أكمل وجه (لا تنسَ أن الاختيار يكون شورى بين جميع أعضاء الفريق).
- اتخذ القرار وابدأ العمل.
4- يجب أن يكون لديك القدرة على الاستماع للآخرين وفهم آرائهم وأفكارهم، فقد تضيف جديدًا لك، وأيضًا عليك أن تتقبل النقد وتتحلى بالمرونة والتسامح مع أعضاء فريقك، ففي النهاية كلكم تعملون لتحقيق هدفٍ واحد.
5- يجب أن تنظر للصورة بشكلٍ كامل، فمن وظائف القائد الأساسية أن ينظر للأشياء قبل تسليمها أو إنهائها وتحديد ما إذا كانت تحتاج إلى تكملة أو بها نقص ما أو تحتاج لإضافة أو تعديل شيءٍ ما، أو تطلب من أحد أعضاء فريقك أن يساعدك في إضافة اللمسات الأخيرة على المشروع لكي يبدو في أجمل صورة.
كيف تكون مؤثرًا في الآخرين:
كما قلنا من قبل، على القائد أن يكون مؤثرًا في من حوله.لتحقيق هذا الهدف عليك بالعمل على نفسك في هذه الأمور:
- يجب أن تجعل ذهنك صافيًا وأنت تستمع للآخرين وتنمّي أساسيات التواصل لديك.
- احرص أن يكون لك أسلوب خاص بك في الحوار، أسلوب يمتزج بين التحفيز والثقة بالنفس.
- يجب أن تدرس لغة الجسد أو تأخذ فكرة عنها، ستساعدك كثيرًا في معرفة من حولك جيدًا ومعرفة من هو حقًا لديه كفاءة عالية وواثق من نفسه، ومن يكذب بشأن قدراته.
- عليك احترام مشاعر الآخرين وتقديرهم والاهتمام بالفريق الذي معك.
- كُن ملهمًا لفريقك واعمل بنفسك وطّبق الأفكار كي تشجع فريقك على العمل والإبداع أكثر، فأنت القدوة بالنسبة لهم.
- على القائد أيضًا أن يمتلك الهدوء وضبط النفس وقت الأزمات.
- يجب أن تكون نموذج لكي تدعم من حولك وتقدم الدعم في ضوء معلومات موثوق مصدرها وتقدم لهم النصح والإرشاد.
- كما عليك أيضًا أن توفر بيئة جيدة للعمل.
إن القائد الناجح هو شخص واثق من نفسه ولديه وعي عالي بالذات يعرف ما هي نقاط قوته ويعززها، ويحدد نقاط ضعفه ويتغلب عليها أو يقلل من تأثيرها عليه، القائد هو شخص يعمل دائمًا على تطوير ذاته ومساعدة أفراد فريقه على التطور والتعلم، فالقائد يمثّل لأعضاء فريقه الماء وهم البذور فيساعدهم على النمو والارتقاء، فيصنع الأبطال ويكسب الأتباع، كما يرتقي بالمؤسسة التي يعمل بها إلى آفاق عالية، فعلى القائد أن يتذكر دائمًا أنه قدوة لفريقه ومشجع لهم كما أنه هو من يحدّد مدى نجاح الفريق أو فشله ويتحمل المسؤولية في جميع الأحوال.