Loading Offers..
100 100 100

جنكيز خان أسطورة الغرب الوهمية

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

فى كتاب العظماء أو الخالدون مائة وُضع اسم هذا القائد المغولي واسمه الحقيقي "تيموجين" في مقدمة العظماء، واعتبره الغرب أعظم القادة العسكريين في التاريخ، وأصبغوا عليه من صفات العظمة الوهمية ما لا يمت للحقيقة بشيء. حقيقةً استطاع هذا الرجل أن يجمع أشتات قبائل المغول الهمجية المتناحرة فيما بينها تحت رايته ويصنع منهم قوة تتوسع وتسيطر على ما حولها من الأقطار المسالمة، بدءًا من بلاد الصين، وبسرعةٍ رهيبة استطاع أن يتوسع في وسط آسيا حتى ضم معظم جنباتها تحت إمرته، ثم اتجه إلى الغرب وأكمل أحفاده توسعاتهم حتى قضوا على الخلافة العباسية في بغداد، إلى أن انتهت أسطورتهم الوهمية على يد مماليك مصر بقيادة المظفر قطز. لم يكن هذا الرجل ومن خلفه من بعده نماذج للعبقرية السياسية كما وصفه الغرب، إنما كان نموذج للهمجية وسفك الدماء، فكانت أعظم اعتداءاته على الشعوب وليس على الجيوش، فكان يقتل بتوحش، ولا يملك طموحًا توسعيًا يهدف إلى استغلال الثروات والسيطرة على الشعوب كما يفعل الغرب في مستعمراتهم، إنما كان هو وجنوده وأحفاده من بعده نموذج للقتلة واللصوص. من فظائع هذا الرجل ما ذُكر عند دخوله الصين، حيث قال المؤرخون أنه بعد فترةٍ من الزمن من الهجوم المغولي عليها وُجِد خلف السور العظيم جبل من الجماجم أغلبه كان للمدنيين العزل من أهل البلاد. ومن فظائع أحفاده من بعده ما فعله هولاكو في دار الخلافة الإسلامية حيث قضى على مليوني مسلم من المدنيين العزل ولم يرحموا طفلًا أو عجوز، حتى قيل أن رائحة تعفّن الجثث صنعت وباء نقلته الريح إلى بلاد الشام، كما هدموا مكتبة بغداد التي كانت الأعظم على مستوى العالم حينها، واستخدموا كتبها كمعبر للخيل في النهر، وهو دليل على همجيتهم وعدم تقديرهم للعلم. لم يكن يتميز هؤلاء ولا قائدهم بأي نوع من العبقرية العسكرية التنظيمية أو السبق التطوري في التسليح، إنما اعتمد على مفاجئة الشعوب العُزل، واستفاد من تفكك القوى العظمى من حوله خاصةً العالم الإسلامي الذي كان يوصف حينها بالتصارع فيما بينه والتمزق، فبينما كانت دولة الخلافة غافلة تلهو كانت تتمزق إلى دويلات من الغرب بعد صراع طويل مع الند الفاطمي، وكان الغرب الصليبي المتربص لا يهدأ على شواطىء البحر المتوسط مع خلاف وتعالي مع شطر العالم الإسلامي في وسط آسيا، وهي دولة الخوارزميين التي كانت الصيد الأول الهمج المغولي بسبب التمزق وعدم التعاون بل والتصارع العسكري بينها وبين دولة الخلافة العباسية. كان المناخ ممهدا لتلك الدولة الهمجية لتتوسع على حساب تلك الأشلاء من العالم الإسلامي، بعدما سيطرت على بلاد الصين ووسط وجنوب آسيا، ولكنها لم تكن بتلك القوى الأسطورية كما وُصفت، وأكبر دليل على ذلك سقوطها الرهيب والنهائي على يد مماليك مصر، بل ولم تقم لهم قائمة بعدها وتمزقت واندثرت إمبراطوريتهم بعدها، فكانت أسرع الإمبراطوريات صعودًا، وأسرعها انتهاءً أيضًا. ويبقى التساؤل، لماذا يعظّم الغرب هذا الرجل ودولته الهمجية؟ فتلك الإمبراطورية كانت مصدر دمار، لا نهضة ولا تقدم، ولم تكن تملك هدفًا توسعيًا سواء عقائديا أو اقتصاديا مقارنةً بالأمم الاستعمارية السابقة واللاحقة لها، ولم تقدم للبشرية أي نوع من التقدم العلمي أو آثار تدل على العظمة، كل ما خلفته وراءها في كل أرض وطأتها بخُيلائها وسطوتها رصيدًا من الدماء والدمار لا يقارن في تاريخ البشرية.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..