لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هل أنت مُمل؟ وهل يتجنبُك الآخرون؟ في هذا المقالِ سنتعرف على كيفيةِ تحديدِ ما إذا كنت مُملاً أو مُسليًا. ترجمتُه لكم لأنني وجدتُه ذا فائدةٍ قد تغيرُ شيئًا في حياتك.
كلنا يحبُّ أن يصفه الآخرون بمواصفاتٍ جميلة. بعضُنا يحبُّ أن يُوصف بأنه لطيفٌ والبعضُ الآخر بأنه مرح. الجميع يهتمُّ بأن يراه الناسُ عطوفاً ومهتمًا وفيه صفات حسنة. لا أحد منا إطلاقًا يرغبُ بأن يُوصَف بالمُمل، وبالمُقابل ليس ممتعًا أن تعيشَ بين أناسٍ مملين. فقد تتأثرُ بهم وتنطفئُ روحُك الجميلةُ وتُسلَبُ طاقتُك الإيجابية.
لماذا وَصْف (ممل) غير مرغوبٍ به؟
إن الأشخاصَ المملين لا يتفاعلونَ مع الآخرين عاطفيًا أو كلاميًا، فهم لا يتكلمون كثيرًا ويفضلون الصمت وإن تكلموا فإما أن يتحدثوا عن أنفسِهم بشكلٍ مبالغ فيه أو يتذمروا بكثرةٍ ودون توقف. ومن صفاتِهم أنَّهم لا يضحكونَ إلا نادرًا ولا يملكون مهاراتِ التواصلِ الاجتماعي. إنهم يفتقرون إلى العاطفة كأنهم خُشُبٌ مُسَنَّدَة.
إنه لمن المؤلم حقًا أن تتواجد وتعيش بين أناسٍ مُملّين وغير متحمسين ويفقدون الطاقة في مواجهةِ الحياة، ونحن كذلك لا نرغبُ أن يتجنبَنا الآخرون أو يتركونا لأننا مملين. المُمِلُّ إنسانٌ يملكُ طاقةً سلبيةً تزن جبالاً وتصل لأبعد مكان. يستطيعُ أيُّ شخصٍ أن يلاحظَ مدى تأثيرِ تلك الطاقة على الممل وعلى من حوله. إنه شخص يتمتعُ بقدرةٍ هائلةٍ على تشتيتِ صداقاته وإنهاءِ علاقاتِه مع الآخرين. طاقتُه السلبية تُنَفِّرُ الأصدقاءَ فيحيا وحيداً في عالمِه الخاص؛ عالم الملل.
ماذا لو كان ذاك المُمِلُّ يعيش معنا في البيت؟
بكل تلكَ الصفاتِ السلبيةِ سيتأثرُ أهل بيته بسلبيته، سيُفسِدُ الجمعاتِ والرحلاتِ والأنشطةِ والسهراتِ العائليةِ. إن لم يكنْ هناك علاج جماعي متفق عليه فسيبقى الحال كما هو. والطريقةُ السهلةُ السريعةُ قي التعاملِ معه هو أن يتجنَّبَه من حوله ويتركوه في عالمِ الملل.
اسأل نفسك (هل أنا مُمِلُّ)؟
لذلك وحتى لا نشعرُ بتأنيبِ الضميرِ تجاه الآخرين كان لزامًا على كلِّ شخصٍ منا أن ينظرَ إلى نفسه ويسألها (هل أنا ممل؟) من بابِ تطويرِ الذاتِ وتصحيحِ المسار. فمن رَغِبَ في علاج نفسه لا بد أن يعترفَ أولاً أنَّ هناك خلل، والاعترافُ هو الخطوةُ الأولى للعلاج. سيعالجُ نفسه من يشعرُ أنَّ الصداقاتِ مهمةٌ بالنسبة له وأنَّ الحياةَ الاجتماعيةَ من الأولوياتِ. فليس كلُّ الناسِ تحرصُ على تكوينِ الصداقاتِ والحفاظِ عليها. وهذا لا يعيبُهم فقد يكونُ البعدُ عن الناسِ هو الحياة بالنسبة لهم، فأولئك إن كانوا مملين فمن الصعبِ تغييرهم.
مجموعةٌ من الأسئلةِ علينا جميعًا أن نفكرَ بها.
أجبْ عن الأسئلةِ التاليةِ ثم نكملُ حديثنا بعد ذلك:
١. هل أنتَ منصتٌ جيدٌ لمن يتحدثُ إليك ولا تفكرُ في تحويرِ المحادثةِ للتحدثِ عن نفسك؟
٢. هل تسألُ المتحدثَ أسئلةً في نطاقِ اهتماماتِه أو أنك تنشغلُ عنه بهاتفك الخلوي أو تقاطعه كثيرًا أو تتحدثُ معه عن أشياءَ ليس لها علاقة بموضوعه مطلقًا؟
٣. هل تشاركُهُ في الحديثِ عن اهتماماته والأشياءَ المشتركة بينكما دون أن تسرقَ دَفَّةَ الحوار؟
٤. هل تتكلمُ في مواضيعَ مشتركةٍ بينك وبين محدثك؟
٥. هل تتصرفُ بفضول؟ هل أنت فضولي؟ هل تستخدمُ فضولك لمعرفة قصصٍ حدثت مع متحدثيك في الماضي؟
٦. هل تعرف مواضيع يستمتع بها أصدقاؤك أو الصغارُ أو الأمهاتُ ويحبون أن يتحدثوا بها تدخل السرور على قلوبهم وتتحدث بها أثناء مجالستهم؟
٧. هل تعيرُ انتباهَك لمواقعَ التواصلِ الاجتماعي فتعلمُ ماهو الوقتُ المناسبُ لجعلِ الآخرين يتكلمون من خلالها؟
٨. هل لديك مجموعة من القصص لتبني بها حوارات مع الآخرين؟ مع الوقت ستعلم أي القصص مسلية ومحفزة لصنع حوارات وفتح باب مع من تتحدث إليهم.
٩. هل تغامر أحيانًا بمشاركة الآخرين حياتك الخاصة مثل ما الذي يجعلك قلقًا أو خائفًا أو ضعيفًا؟
١٠. هل أطفالك وأصدقاؤك وزملاؤك في العملِ يحبونَ أن يلتفوا حولك؟
إن كانت إجابتُك على أغلبُ الأسئلةِ بالإيجاب فهناك أخبارٌ سارةٌ بانتظارك؛ أنت لست مملاً! بل محبوب ولطيف؛ لذلك تجد من يحبُّك ويستمعُ إليك كما تستمعُ أنت اليه.
أما إن كانت أغلب إجاباتك بالسلب فأنت بحاجةٍ لأن تنتبه لأسلوبِ محادثتك مع الآخرين. فقد يكونُ بينك وبين أن تكونَ مسليًا محبوبًا خطًا رفيعًا وخطوة واحدة فقط. عليك اكتشاف ذلك بنفسك وتحديد إن كنت مستعدًا للتغيير أم لا. فليس صعبًا أن تخطو تلك الخطوة.