لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
بعد ثلاثين عامًا من تقديم الاستشارات للأزواج والزوجات كتَب المعالج النفسي د. جون دبليو جاكوبس كتابه "الحب هو كل ما تحتاج إليه وبضع كذبات أخرى عن الزواج" وهو أيضًا أستاذ مساعد لعلم النفس بكلية الطب جامعة نيويورك، ويحاضر باستمرار عن الطلاق، كما تتم استضافته في وسائل الإعلام. قد تكون المشكلات التي يستعرضها هي من عالمه إلا أنه بدأت لدينا مشكلات تشبه عالمهم لأكثر من سبب، وربما ما ذكره يساعدنا نحن أيضًا على تخفيض نسبة حالات الطلاق.
ثلاث نقاط لحياةٍ زوجية أفضل
1. عليك أن تكون على درايةٍ بالعوامل الاجتماعية والتاريخية وحتى البيولوجية التي قد تقيّد زواجك وتؤدي إلى فشله فتنتقل بك إلى العزلة والابتعاد عن شريك حياتك حتى يصل الأمر إلى مرحلة الطلاق. فعندما تدرك مدى هشاشة وضعف العلاقة الزوجية في عصرنا هذا ستتولد لديك رغبة حقيقية في معرفة السُبل التي تمكّنك من الحفاظ على زواجك قويًا وناجحًا فتعطيه كل الوقت المطلوب لتنأى به عن هذا الضعف.
2. عليك أن تتفهّم وجود رغبة طبيعية بداخل كل إنسان لإشعار شريكه بقلقه وتوتره الداخليين، وهذا يتم غالبًا من خلال الشِجار فيكون رد فعل الطرف الآخر الشجار أيضًا والجدال ليدخل الطرفان في دوامةٍ من الصراعات والسلبية ثم العزلة وهو ما يُعميهما عن إيجاد حلول منطقية وعملية لمشاكلهما.
3. يجب أن تتحلى بالإرادة والقدرة على كسر دوامة السلبية تلك وإحلالها بالتواصل الفعّال مع شريك حياتك ودعمه هذا بالإضافة إلى تغيير سلوكياتك لتتواءم معه.
كيف يمكن تحقيق هذه النقاط؟
عليك أن تعرف بأن هنالك أكاذيب وحكايات خيالية وأفكار خاطئة عن الزواج رسّخت في أذهاننا توقعات غير منطقية منعتنا من التعامل مع الزواج بعقلانية، وكل هذا صنع مزيجًا لا يؤدي إلا إلى فشل الزواج. ويصفها الكاتب بالألغام المتناثرة في طريق حياتك الزوجية، يحاول أن يساعدك الكاتب من خلال كتابه على تعطيلها قبل أن تنفجر وتدمّر زواجك أو على الأقل حتى تتفاداها.
استكشف الأكاذيب السبعة عن الزواج
1. كل ما تحتاج إليه هو الحب
الحقيقة: أن الحب وحده لا يكفي. فالخرافات التي تقول أن الحب والرومانسية كافِيان لخلق حياةٍ زوجيةٍ سعيدة تجعل الناس غير مؤهلين لبناء أو تحسين علاقات قوية الأواصر بسبب إيمانهم بكذبتين تؤثران بقوةٍ على تفكيرنا. الأولى: الحب الرومانسي-فكرة الاتحاد مع توأمنا الروحي-.
والثانية: السعادة الزوجية على غِرار: "وعاشا في سعادةٍ إلى الأبد".
فعلى الرغم من جمال الحب إلا أنه ما زال غير قادرٍ على تخطّي جميع الصعاب، فهو وحده لن يستطيع منع أو حل المشاكل الزوجية. ولحل هذه المشاكل عليك أن تفهم طبيعة الزواج وتتعلم مهارات معينة تتطلب الكد والاجتهاد لتطبيقها بشكلٍ مستمرٍ ومنتظمٍ في حياتك الزوجية. بالإضافة إلى طلب مساعدة خارجية من المتخصصين لتحسين حياتهم الزوجية، فكذبة الحياة الزوجية الهانئة تجعل الأشخاص يتغافلون عما يواجهونه مما يجعلهم يتأخرون عن طلب المساعدة.
2. كُن صريحًا
الحقيقة: التواصل الفعّال بدلاً من الكلام الصريح. نحن ضعفاء فيما يتعلق بالتواصل مع الآخرين، فقد نكون صُرحاء لدرجة القسوة حتى يعرف شركاؤنا حقيقة مشاعرنا وما الذي نريده منهم بالفعل. فالقليل منا لدية القدرة على التحدث أو الاستماع بفعالية، بالإضافة إلى اختلاف طرق التواصل بين الرجال والنساء، وهي غالبًا ما تُخفي اختلافات خطيرة في القيم والاهتمامات والأهداف والرغبات.
فحتى عندما يتعلم الزوجان التواصل يكتشفان وجود اختلافات جوهرية بينهما. لذا تحسين التواصل غير كافٍ، هنالك حلول ذكرها منها إتقان التصريحات الذاتية والتي تبدأ دائمًا باستخدام الضمير "أنا" لمناقشة أي مشكلة والتصريح الأبرز المعاكس له هو "أنت" الذي يزيد من ردود الأفعال المنعكسة والتوتر بينهم كونها تعتمد على اللوم والنقد والغضب لتصبح تصريحات "أنت" متنكرة في التصريح "أنا".
مثال على ذلك "أنا أشعر بـ"ص" عندما يحدث "س" لذا سيكون من المفيد إذا أمكنك أن تفعل "ع" سيقل شعوري عندئذ بـ"ص".
3. الناس لا يتغيرون أبدًا
الحقيقة: التغيير ممكن دائمًا، والقليل من التغيير يسبب الكثير من النتائج. أكبر عائق في طريق التغيير هو الاعتقاد أنك لست الشخص الذي يحتاج إلى التغيير. ومن خلال تجربة الكاتب المهنية لم يجد قط زوجًا واحدًا هو المسؤول بمفرده عن كل المشاكل الزوجية. كما يذكر بأنه يمكنك تغيير شريك حياتك بدون أن يكون مدركًا لما يحدث، فرقصة التانجو تحتاج إلى شخصين لأدائها، لكنها تحتاج إلى واحدٍ فقط لتغيير الخطوات.
4. عندما أتزوج سأبني قواعدي الخاصة
الحقيقة: أنت تُدخل عائلتك إلى زواجك بغض النظر عن قتالك المُستميت لإبقائها خارجه، قد تعيش بعيدًا عن أصولك، لكن عندما تكوّن أسرتك الخاصة تُحكم أصولك العائلية قبضتها عليك، فتجد تأثيرهم عليك أكبر بكثيرٍ عن ذي قبل.
5. زواج المساواة أسهل من التقليدي
الحقيقة: التفاوض في زواج المساواة غالبًا ما يكون أكثر صعوبة. يُقصد بزواج المساواة اقتسام المهام بالتساوي بين الزوجان، والاختلاف الدائم بين الذكر والأنثى حول الأدوار المتوقع أن يؤديها كلًا منهما والشعور المتبادل بعدم نيل التقدير الكافي والشعور بالاستياء وعدم القدرة على التعامل معه.
6. وجود الأطفال يقوّي العلاقة الزوجية
الحقيقة: يشكّل أطفالك تهديدًا خطيرًا على زواجك. إذا كنت تريد الحفاظ على حياتك الزوجية لا يمكن أن يأتي أطفالك في المقام الأول طيلة الوقت. كمفاضلةٍ بديهية يجب أن يأتي شريك حياتك وزواجك أولاً، ليس من أجلك فقط، وإنما أيضًا من أجل أن يكبر أطفالك بداخل أسرةٍ قويةٍ ومتماسكة.
7. وسائل الإعلام تؤثر إيجابيًا في الزواج
الحقيقة: هناك سيرك من وسائل الإعلام معك في فراشك وهو يخرب زواجك. لقد تم نزع الكتمان عن العلاقة الزوجية الخاصة، فكل من المجلات والكتب والبرامج التلفزيونية تعرض وتناقش هذه العلاقة مما جعل لها تأثير كبير وقوي على تصوّر الزوجين وموقفهم من الزواج. فالواقع بعيد عن كل هذا، لذا ينبغي أن يكون الزوجين أكثر وعي، فلا تتسبب وسائل الإعلام في اعتقادنا بوجود شيءٍ ما أكثر روعةٍ بالخارج. مع العلم بأنه بإمكانك إطفاء التلفاز أو الجوال والانتباه لشريك حياتك.
وأخيرًا: يذكر د.جون بأنه عليك أن تركز انتباهك على مدى أهمية حياتك الزوجية وتتوقف عن تصديق الأكاذيب التي تشوّه وتشوش توقعاتنا وفهمنا للزواج.