لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كما يقول العنوان غيّر حياتك، لا تركن إلى حياتك الحالية وترضى بما فيها بينما يمكنك تغييرها وخلق حياة أكثر تناغمًا وتوازنًا لك، وذلك من خلال التغيير في عدة أركان في حياتك. هذه الأركان هي التي تحدد علو ومساحة حياتك التي تعيش فيها.
4 أركان أساسية لتغيير حياتك
الركن الأول: البعد والقرب من الله.
لهذا الركن أهمية كبيرة فهو يحدد نوع الحياة التي ستعيشها، فمن ارتضى العيش بجانب الله وعبادته كما أمر سبحانه وتعالى فإن له في حياته تغيراً جميلاً. فقد قال تعالى {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} [طه:123]
{فلا يضل ولا يشقى} فلن تجد في حياتك ما يبعدك عن رؤية الحق أو السير فيه ولن تجد ما يسمى بالضياع أبداً، ولا شقاء بعد الآن في حياتك، المولى عز وجل قد هداك. قد يقول لي البعض ولكن تحدث لي أمور تجعلني أشعر بالوهن والرغبة في الهرب، تذكّر أن الله ما أن يحب عبد حتى يبتليه، وما يحدث لك عبارة عن بلاء من الله سبحانه وتعالى ليرفع درجاتك وليغفر ذنوبك بالإضافة إلى أن الله يريد أن يمحو كل ذرة كِبرٍ داخلك.
بطبيعة الحال عندما ترى حياتك من جيدٍ إلى أجود ستشعر بأنك إنسان عظيم وهذا التكبر قد يورثك النار والعياذ بالله، لهذا سبحانه وتعالى لا يريد لك أن تلمسك النار، لذا جعلك تمر بهذا لتشعر بالانكسار إليه سبحانه وتعالى فتزداد درجة فوق درجة. إضافةً إلى أن استمرار الحياة في نفس الوتيرة قد يصيب الإنسان بالملل، فالله يورثك هذه الأحداث والأمور لتزداد أُنسًا واستمتاعًا وليس لتزداد شقاء، فهناك فرق.
ولكن لو ابتعدت عن الله سبحانه وتعالى فهذا طريق لجعل حياتك سيئة وليست جيدة. فقد قال تعالى في هذا الأمر {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه:124]
من أراد البعد عن الله سبحانه وتعالى وسعى للإعراض عنه أورثه الله الشقاء والضيق، فلا يعيش في الحياة ولا يهنأ وإنما له في الدنيا الشقاء والعذاب النفسي وفي الآخرة لا يسلم إنما يحشر كالأعمى. فهل ترى في البعد تغييرًا لحياتك من الجيد للأفضل؟! بالنسبة لي لا أرى ذلك. لهذا من باب أولى لي ولمن يبصر الأمر أن نبتعد كل البعد عن هذا الأمر. البعد لا يورث في القلب من شيء إلا كان ذا سوء، والقرب من المولى هو ما يحدث في الحياة التغيير اللازم لعيش حياةٍ هانئة.
الركن الثاني: المعرفة والعلم
المعرفة والعلم بشكلٍ عام هو الضوء الذي يضيئ لك الطريق لتسير، فلن تستطيع السير في طريقٍ مظلم، بل بالتأكيد ستقع وإن استمريت في السير بالتأكيد سيصيبك العمى منه، فالظلام لا يورث إلا ظلام.
قال تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11]
السبب في أن الله يرفع الذين أوتوا العلم درجات أنهم بفضل الله ثم هذا العلم يعرفون أين يضعون أقدامهم، أين يسيرون بالضبط. فالعلم هو الضابط الذي يساعدك على رسم خطواتك وتحديد أولوياتك متى تمشي يمينًا ومتى تمشي للأمام ومتى تعود خطوتين للخلف ومتى تتوقف.. إلى آخره، العلم هو الذي يرسم لك حياتك التي تتمناها من أعماق قلبك.
علمك هو الذي بعد الله سيحقق غايتك، فيستحيل أن تبدأ شيء وتنهيه وأنت لا تعرف تفاصيله أو كيف الوصول إلى نهايته، كيف تجعله ينجح أو تجعله يفشل. لهذا إن اتخذت هذا الركن وبدأت فيه بعد الركن الأول فصدقني لن تعود حياتك حياة عادية بل ستستمر بالصعود طالما أنك تهتم بهذا الركن حق اهتمامه.
الركن الثالث: العمل والبذل
الركن الأول والركن الثاني كانوا بمثابة شجرة مثمرة، وأمّا ثمارها فهي الركن الثالث. فالعمل والبذل في سبيل الخير هو نتاج لجهدك وعملك في تطوير الركن الأول والثاني. فإذا أردت أن تتأكد أنك أحدثت تغيرًا في الركنين السابقين راقب الركن الثالث فهو الناتج الفعلي لهما.
الركن الثالث أهميته في تغير حياتك هو أنه الركن الفعلي. الركن الذي ينتج أفعال هي أساس التغير وأساس الوصول لهدفك، فالركن الأول والثاني كانوا بمثابة أفكار ولا بد من تطبيق هذه الأفكار لتصبح معادلة تغير الحياة صحيحة ومتكاملة الجوانب. قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ…} [الرعد:29]
لو نلاحظ كلمة آمنوا ناتج عن الركن الأول وعملوا الصالحات ناتج عن الركن الثالث، ودائمًا ما يرتبط الإيمان بالعمل، فحتى في القرآن نجد الروابط بين هذه الأركان، ثم أنه تعالى لم يقل آمنوا فقط بل أردف معها عملوا دليلًا على أهمية العمل وضرورة الاهتمام بالركن الثالث.
الركن الرابع: مساعدة الآخرين
ليكتمل تغير وتحويل حياتك إلى حياةٍ رائعة بالفعل فلا بد من مساعدة الآخرين، وذلك ببساطة لأنك عندما تساعد الآخرين فإن هذا يعطي لحياتك معنى.
فلا تنسى هذا الركن ثم أنك لو طورت الأركان الأربعة وتناسيت وتغافلت عن هذا الركن -تخيل معي غرفة أركانها ليست متساوية هل يا ترى ستستمر؟ بالتأكيد لا- كذلك لو أنك اهتممت بالأركان الثلاثة متجاهلاً هذا الركن فمع الوقت ستشعر بالبؤس وتعاسة وأنك لا شيء، وذلك لأن الركن الذي يعطي المعنى والدافعية للإنتاج والفعالية اختفى، فحتمًا حتى لو طورت الأركان الباقية بشكلٍ خارق فحتماً سوف تنهار لأنه الركن الذي يعطي الأركان الباقية، الطاقة، المعنى، الاستمرارية.
في النهاية أود أن أقول كختام لمقالي هذا
أتمنى لك حياةً سعيدةً هانئة ولا تشوبها شائبة. وتذكّر أن تعطي كل ركنٍ من الأركان حقه ولا تتناسى أو تتغافل عن واحدٍ منها، لأن كل ركن يكمل الآخر وتناسيك عنها لن يجعل حياتك تؤول لما تتمناه وتبتغيه أنت.