لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
قرابة خمسة وعشرين سنة مضت، كان هناك رجلان متشابهان جدا، تخرجا من نفس الجامعة بتفوق. – لديهما نفس الطموح في عيش حياة رغيدة وتحقيق الأحلام. – متزوجان ولديهما ثلاثة أطفال. – عملا معاً في نفس المجال في نفس الشركة.
وبعد خمسة وعشرين سنة، عاد الرجلان إلى الجامعة الأم، بمناسبة اجتماع أقامته الجامعة لخريجيها القدماء، وبعد تبادل أحاديث الذكريات الجميلة والسنين الطويلة وُجِدَ أن هذان الرجلان ورغم كل هذا التشابه بينهما، إلا أن هناك فرق، فالرجل الأول يدير قسما صغيرا في الشركة، في حين أن الثاني، رئيسه المباشر ويعتبر أحد أهم دعائم الشركة!!. .. في ظنكم ما الذي صنع الفرق بين هذين الرجلين ؟ ألم تتسائل يوما في حياتك ما الذي يصنع هذا الفرق فى حياة الناس ؟
العديد من صفات النجاح تصنع الفرق .. الذكاء، التطلع، المثابرة، الابداع، .. نعم كلها تصنع فرقا وغيرها الكثييير الكثير من الامور التي تصنع الفرق ولكن.. كلها لاتجدي نفعا مالم تكن هناك رؤية خاصة يتحلى بها الفرد في كل أموره تَحْمِلُه على الصبر على أهدافه لأبعد الحدود حتى المنال..قد يقول “أحد القراء”.. رؤية خاصة! وتجدي نفعا! ومنال وسعاد! ماهذه الفلسفلة يا ابن ماضي !! (: حسناً
مالذي جعل نيوتن يتأمل سقوط التفاحة من الشجرة عموديا؟! تخيل لو أنه رأى الأمر كما يراه الجميع ! هل كان العلم اليوم أفضل بلا نظريته العظيمه! نظرية الجذب .. الجواب لا
“تيم بيرنرز لي” تذكروا هذا الاسم جيداً، كان مجرد موظف جامعي عمل في شركة بيليسي للاتصالات بإنقلترا.. لو كان يرى أن أحدث وسيلة ربط العالم من شرقه إلى غربه، هيَ هيَ كما رآها مخترع الهاتف العظيم.. هل سنكون اليوم في وضع أفضل؟ الجواب لا.. إنه مخترع النص المترابط أو ما يدعى بالنص العالمي المترابط: الإنترنت
.. لنختار مثالاً أقرب لما عايشته شخصياً .. برنامج التوستماسترز، بطل التوستماسترز لعام 2015م السيد/ محمد القطحاني لولا أنه حوّل مسار رؤيته أو نظرته لمسألة “صعوبة النطق” من عَقَبة إلى درجة في سلم الإيجابية فالنجاح، هل كان سيحصل على المركز الأول على العالم في التوستماسترز.!؟ الجواب لا
https://www.youtube.com/watch?v=0rFY3UHXNUk
كل هذه الأمثلة التي ذكرتها لكم وأمثالهم كثر، كل مافعلوه أيها الكرام هو أنهم وجهوا مسار أفكارهم إلى ما اعتقدوا وآمنوا بأنه مميز ونافع فكان لهم ما أرادوا وأبهروا العالم بأسره. يذكر الكاتبان جاك كانفيلد ومارك فينسون، في كتابهما “علاء الدين فاكتور” : أن الإنسان يستقبل في اليوم أكثر من 60 ألف فكرة! فإن كل ما تحتاجه هذه الكمية الهائلة من الأفكار هو اتجاه”.
تخيلوا يا إخوان لو أن كل شخص قادر استطاع استغلال فكرة إيجابية واحدة فقط من هذه الكمية المهولة في حياته وسخرها لصالح مجتمعه .. لكم أن تتصورا الفرق الإيجابي الذي ستكون عليه مجتمعاتنا وبالتالي عالمنا اليوم.
أحبتي الكرام .. لكل منا رؤيته الخاصة به في جميع الأمور ولربما كان أحد منا في هذه اللحظة يمتلك رؤية مشعة قد تنير العالم يوما ما وليس فقط المجتمع من حوله وذلك أمر غير مستحيل بعد التوكل على الله والعزم على الاهتمام بمسار أفكارنا كما يجب، وهناك فلسفة هندية قديمة تقول: (أنت اليوم حيث أتت أفكارك، وستكون غدًا حيث تأخذك أفكارك).
فمن اليوم وصاعدا لتكن ذا رؤية مختلفة وإيجابية وفعالة .. لاحظ أفكارك قبل أن تتحول إلى تركيز..لاحظ تركيزك قبل أن يتحول إلى إحساس..لاحظ إحساسك قبل أن يتحول إلى سلوك..لاحظ سلوكك قبل أن يتحول إلى نتائج..وأخيرا، لاحظ نتائجك قبل أن تحدد مصيرك.