لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كل إنسان يرى أحلاما في نومه والكثير يسعى وراء فهم ودلالة هذه الأحلام، فالبعض يذهب إلى أحد المشايخ ليفسر له حلمه، أو يتصفح أحد كتب تفسير الأحلام، والبعض الآخر يذهب إلى الطبيب النفسي ليخبره عن علاقة حلمة بالحالة النفسية التي يمر بها، على الرغم من أن بعض تلك الطرق قد تصلح لفهم وتحليل بعض الأحلام لكن في الغالب ليست تلك هي الطرق الوحيدة التي ينبغي استخدامها لفهم أحلامنا، فتحليل الأحلام طريقه قيمة لفهم نفسك فهما أفضل.
لماذا نحلم؟
الحلم في حد ذاته ليس له قيمة لنا نحن البشر من حيث الاحتياج له للبقاء على قيد الحياة فهو ليس مثل الأكل والشراب، ولكنة ضروري لنا نحن البشر في تطور مشاعرنا وادراكنا وذلك ما ينتج عنة الكمال البشري وقد تعكس بعض تلك الأحلام الحالة النفسية للشخص.
يقول علماء النفس: الحلم هو التواصل بين منطقة الوعي واللاوعي بالعقل ، وهو ما يساعد الناس على الوصول إلى حالة الكمال كإنسان. أو بمعنى آخر “الأحلام هي الجسر الذي يسمح لنا بالحركة ذهابًا وإيابًا بين ما نعتقد أننا نعرفه وما نعرفه حقًا“.
الأحلام تسمح لنا بتجربة أشياء قد تكون مؤلمة أو محيرة أو خطيرة في بيئة آمنة مثل أن تحلم أنك تغرق في البحر فهي تجربة مؤلمة ولكن أنت في مأمن من العواقب وتسمح لنا الأحلام بتجربة أشياء يكون لها تأثير عاطفي ولكن ليس لها تأثير جسدي.
وتحدث الأحلام في مرحلة النوم ذي حركات العين السريعة ويذكر العلماء أنه يحدث فيها انتقال للذكريات من الذاكرة قصير الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد، أيضاً هي مرحلة مفيدة للتعلم ففيها تحدث معالجة للمعلومات داخل المخ.
يقول علماء النفس: “الأحلام أثناء النوم مكون رئيسي في عملية تكوين الشخصية “ و تكشف الأحلام عن “أعمق رغبات الشخص وأعمق مخاوفة“. لذا فإن تحليل أحلامك يساعدك في الحصول على فهم أعمق لنفسك.
كيف تحلل حلمك؟
واحدة من أكبر الخرافات حول تحليل الأحلام هو أن هناك مجموعة من القواعد الصارمة التي يجب على الناس اتباعها. لكن يجب معرفة أن كل إنسان شخص فريد، له مشاعره الخاصة والماضي المختلف، لذلك لا توجد قواعد صارمة لذلك. ولا يمكن فهم الأحلام وتحليلها إلا بفهم الشخص وفهم الظروف التي يمر بها ومع ذلك لابد من اتباع بعض القواعد الإرشادية لتحليل الأحلام بشكل افضل.
القاعدة الأولى: اكتب حلمك
هذه هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية لفهم الحلم وتحليله، فعليك تدوين الملاحظات وكتابة كل تفاصيله وبذلك تكون رسمت حالة من اللاوعي إلى حالة ملموسة يمكن وصفها. وإن كنت تعتقد أنك لا تحلم فعليك أن تقوم تحتفظ بكراسة بجوار سريرك وفي كل يوم تستيقظ من النوم اكتب بها ” أنه لا يوجد حلم للتدوين اليوم“ وخلال أسبوعين من هذه العملية ستبدأ في تذكر أحلامك.
القاعدة الثانية: حدد ما كنت تشعر به في الحلم
عليك أن تسأل نفسك هل كنت أثناء الحلم خائفا، سعيدا أم حزينا؟ وهل تملكك نفس الشعور عندما استيقظت من النوم؟ وما مدى شعورك بالارتياح تجاه تلك المشاعر؟ ويجب أن تعلم أن الأحلام عبارة عن أفكار ممزوجة بالمشاعر، والأفكار والمشاعر التي بداخلنا هي التي تدفعنا إلى أن نحلم وهذا ما يجعلنا نفهم أنفسنا فهما أعمق.
القاعدة الثالثة: حدد الأفكار المتكررة في أحلامك والحياة اليومية
عليك أن تسال نفسك ما هي الأفكار المتكررة في الحلم مثل “إنهم سيقتلونني أو إنني لن أقوم بعمل هذا أو أنا لن أذهب إلى ذلك المكان” وعليك أن تحدد هل هذه الأفكار في ذهنك طول اليوم، وإن كان هذا صحيحا ففي أي مواقف تأتي هذه الأفكار، وعليك تحديد هل الحلم يتم تكرار رؤيته أكثر من مرة فقد يدل ذلك على وجود عامل نفسي أو تجربة شخصية أدت إلى تكرار رؤية الحلم.
القاعدة الرابعة: تصفح كتب لتفسير الأحلام
من المرجح أنك حاولت فهم حلمك بالبحث عن معناه في أحد كتب تفسير الأحلام مثل تفسير أحلام ابن سيرين، فالأهم من ذلك ما تفسيرك الشخصي للرمز الذى وجدته في حلمك، على الرغم من أن الرمز الواحد قد يختلف تفسيره من شخص لآخر، لأن كل فرد منا له شخصية فريدة وماضي مختلف وكل ذلك يؤثر على تحليل الحلم.
القاعدة الخامسة: هل هو حلم أم رؤيا
يجب التفرقة بين ما إذا كان الذى رأيته حلما أم رؤيا، فالحلم هو معظم ما يراه الانسان أثناء نومه، وهو ما ينتج عن التجارب اليومية للشخص من أحداث سعيدة أو حزينة مرت علية فيتشكل في نومه بعض الأحلام حول تلك الأحداث، أما الرؤيا فهي تتميز بأنها تكون قصيرة وفيها رمز واحد وتتميز بأن الإنسان يظل متذكرا لها لفترة طويلة قد تصل إلى عدة سنوات وهي عدة أنواع وفي الغالب يسعى الشخص إلى معرفة معناها لأنها تظل عالقة بعقله ومشاعره لفترة طويلة.
القاعدة السادسة: تذكر أنك أنت الخبير
لا يوجد إنسان أكثر خبرة بك وبحياتك من نفسك، لأنك أكثر إنسان عالم بحالتك النفسية والظروف التي تمر بها، على كل من يحلل الأحلام أن لا يعتمد كلياً على معنى الرمز في الحلم ولكن عليه أن يتعرف على ظروف كل شخص وأحواله ليحصل على تحليل للحلم يتوافق مع ظروف هذا الشخص ومثال ذلك ما روي عن الإمام ابن سيرين أنه جاءه في يوم رجلان -كل منهما على حدة – فقال الأول إنى أرى في المنام أني أؤذن وقال الآخر كذلك إنه يؤذن أذان المسلمين فنظر الإمام ابن سيرين للأول وقال له: سيكتب لك الحج إن شاء الله ثم نظر للثاني فقال وأنت سارق فتب عما أنت فيه.
فلما خرج الرجلان قال أحد التلاميذ للإمام لم تعددت الإجابة والرؤيا واحدة يا إمام؟ فقال : نظرت في وجه الأول فرأيت نور الطاعة فتذكرت الآية الكريمة: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (سورة الحج 27) ثم نظرت في وجه الثاني فرأيت شؤم المعصية فتذكرت الآية ( أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) ( سورة يوسف 70)، من هنا يؤكد علماء المسلمين أن تفسير الرؤيا أو الأحلام لا يكون بمجرد معرفة الحلم بل يجب للشيخ المفسر أو العالم المفسر أن يرى وجه صاحب الرؤيا ويتفرس حاله وسماته وأن يعلم عنه بعض ظروفه.