Loading Offers..
100 100 100

أطفالنا والعنصرية 

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

حجازي، نجدي، قبلي، حضري، سوري، مصري، فلسطيني،هندي فلبيني، مغربي، والقائمة تطول. ليست مجرد كلمات عميقة ولها معاني جميلة تدل على انتماء الإنسان وتدل على عادات وتقاليد عريقة،غرستها هذه الأوطان بيد الأم الرؤم في قلوب أبنائها وعقولهم،وإنما هي جذور راسخة تثبت أقدام الإنسان في الأرض ليستطيع أن يمضي قدماً.

إلا أنها تحولت في أيامنا هذه الى إلى نظرات دونية، ينظر بها الأطفال إلى بعضهم! نعم وبكل أسف أصبحت هذه النظرة تحدد علاقات الأطفال ببعضهم، كيف؟! ومتى؟! ولماذا؟! وهل يعرف الأطفال معنى النظر لبعضهم بهذه الطريقة! ومن الذي غرس هذه العنصرية في قلوبهم الغضة، وفي عقولهم البسيطة؟ وما الفائدة التي يجنيها المجتمع وأزهاره متنافرة، وأسراب طيوره كل يغرد في وادٍ ؟

إنها جريمة نرتكبها في حق أطفالنا، عندما نرمي بذرة العنصرية في قلوبهم وعقولهم، ونرويها بسخريتنا من الآخرين، ونأصلها في نفوسهم بنظراتنا الدونية لكل من تجري في عروقه دماء مختلفة عما في عروقنا، متناسين أن مهما اختلفت البحار تعددت الينابيع التي تنحدر منها هذه الدماء إلا أن منبعها واحد وهو أصولنا الآدمية ، وديننا الاسلامي، ديننا الذي حارب أول ما حارب تلك النزعة الجاهلية المقيته ,التي كرهها الله ورسوله، حيث قال صلى الله عليه وسلم:(لافرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.)

فما بالكم يا قوم تعودون أدراجكم لأكثر من ألف وأربعمئة سنة، ليطغى عليكم أبو لهب وأمثاله من رواد النزعات الجاهلية والعنصرية ولا تكتفوا بهذا بل تتباهون بها أمام أبنائكم وفلذات أكبادكم فتزرعونها، سهاما في قلوبهم تقضي على إنسانيتهم، و تغتال صفاء طفولتهم، بدل أن تنموا في أرواحهم السمو، ورفعة الأخلاق والشهامة ،والمروءة برحمة الضعيف، والعطف على الفقير والإحساس بآلام الناس.

والنتيجة يا إلهي كم هي مؤلمة تلك النتيجة، كم يجرح سمعي ويؤلم قلبي، عندما أدخل مدرسة وأسمع الصغار فيها يقولون ابتعدوا عنه إنه من مكان كذا أو كذا، لا تكلموه إنه من هنا أو هناك. فضلا عن التنمر عليه خاصة إذا كان أبناء العمومة معاً .

ما أصعب حال مجتمع تنسج علاقات أفراده ببعضهم هذه التفرقة وهذه النظرة البغيضة. إن مجتمعا كهذا هو كبيت العنكبوت، بيت واهن ضعيف لا يسترولا يدفئ، ولا يحمي من يسكنه بل يشعرهم بالخوف والتحفز فكل ينتظر غلطة من الآخر لتشتعل نيران الغضب والفرقة.

كم أتمنى أن يستيقظ الآباء، والأمهات ويفتحوا قلوبهم قبل عيونهم فيتوقفوا عن ارتكاب هذه الحماقات، التي يرتكبوها في حق أبنائهم ويتذكروا أننا كلنا عبيد الله وكلنا ننحدر من سلالة أبينا أدم وأمنا حواء،وآدم خلق من طين فعلام الكبر. فلنزرع في نفوس أبناءنا زهور المحبة وبراعم التقديرلكل الناس، ولكل الأعراق، ولنفتح عيونهم على أن الحياة لا تستقيم بنا فقط ولكن بنا وبغيرنا من البشر ولننبههم أن مجتمعا لا يوجد به سوى الأطباء والمهندسين هو مجتمع قابع في غرفة الإنعاش قد يفنى في أية لحظة، وأن المجتمع المعافى السليم هو الذي يحيا فيه البشر، من كل مكان ومن كل المهن وكل طبقات المجتمع.

وهنا يلح على ذهني سؤال مهم . أين هي إدارات المدارس؟ وأين الهيئة التعليمية! لم يغفلون عن هذا الموضوع وكأنهم لا يرون ولا يسمعون أو كانهم نسيوا أنهم يعملون في وزارة التربية (التربية ) والتعليم ,أي أن التربية قبل التعليم وأهم.

لماذا لا تدرس مادة في مدارسنا اسمها الأخلاق؟ لماذا لا تعقد ورش عمل تدعم مفاهيم المساواة لديهم؟ لماذا لا ينظمون الدورات والمحاضرات التوعوية؟ كي يساهموا في إخراج هؤلاء الأطفال من تلك الهاوية، التي يغوصون في براثنها أكثر وأكثر كل يوم، هاوية العنصرية.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..