Loading Offers..
100 100 100

جمال الريف البولندي، في الشمال التركي الساحر

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

للريف نكهته الخاصة، مع سفر أيلول، وتبدل الطقس وعندما تتلون الدروب بالأصفر والبرتقالي، والعنابي المخملي هو استعداد الأشجار لتبديل أوراقها، تتساقط الورقة تلو الأخرى بمظهر بديع، تقتنصه العدسات الهاوية رصد إيقاعات الفصول.

الموقع والطابع

في أقاصي الشمال البعيد عن ضوضاء المدن، قرية وادعة على أطراف مدينة أسطنبول تدعى البولونيز كوي (Polonezköy) تم تأسيسها على يد مجموعة من مهاجري بولندا خلال الاحتلال الروسي لهم، قبل (150) عامًا استوطنوا تلك البقعة من تركيا لتتحول إلى قرية سياحية جميلة، تجذب ملايين السائحين إليها سنويًّا.بولونيز، عالمٌ مترفٌ، يضم مختلف تفاصيل الحياة البولندية الريفية، بأسرارها ومباهجها التي تحتفظ ببصمات الطبقات النبيلة التي كانت تمتلك المساحات الشاسعة من الأراضي في الأرياف، هدوء وجمال، وعبق مزدوج الحضارات، تعيش فيها أقليات من القوميات العربية والكردية والأتراك والقوقاز والبلقان، تحمل في ملامحها بعضا من المسيحية فمؤسسيها من البولنديين غير المسلمين.تقطع الدروب عربات السائحين، كأنها تمر فوق نفق قرمزي الألوان، مشبع بعبق مواسم الخريف، المنازل والأكواخ الخشبية بطراز بولندي ريفي رائع التصميم، ما تزال تحمل بصمات أميرها البولندي "آدم جيزري تشارتوسكي" مؤسس هذه القرية الجميلة، كان يعيش فيها (12) فرد فقط، في كرنفال ممتع تتوزع الاستراحات الريفية التي تستقبل زائريها بموسيقى بولونية أو تركية تعد محبي السهر بحفلات راقصة ذات طابع شعبي بولوني، تغري السائح بقضاء ليلة لها نكهتها التي تشعره بالسرور وبحسن اختياره هذا المكان لقضاء عطلة في أوائل فصل الخريف، أو نهايات فصل الربيع.

 قرية الجمال

وتمتد الدروب بمعالم طبيعية، ذاخرة حيوية، رغم برودة الأجواء، هي مناسبة لمحبي هدوء الخريف والاسترسال والتأمل صباحات هذه القرية ندية رطبة، تنعش الذائقة لتمد بنظرها مدى الآفاق الخريفية، وتحط برحلة الصباح عند منعطف جميل من منعطفات بولونيز، قد يجود غيم عابر بزخات ماطرة، تجعل الصباح مميزًا وقد ترسل الشمس أشعتها البرونزية لِتُنشط هواة الرياضة فيمارسون المشي والركض بكل حرية.طريق يمتد إلى الآفاق، خطته آلهة الحبن عمدته أنفاس قديسين، أقاموا صلواتهم لأجل حفظ هذه الرقعة الخيالية التي تستدني القاصي والداني، لتروي له حكاياتها وأساطيرها، يمكن زيارة الأكواخ الجميلة، والتعرف بساكنيها، الذين يحرصون على الاحتفاظ بتراث ممالكهم من الأشغال والمطرزات اليدوية، التي تُعرَض في معارض ومتاحف القرية، حيث يجود السائحون بالشراء وتجود الأيادي بالأعمال الجميلة والجذابة.وتستمر الرحلة الاستكشافية في قلب الريف التركي، بولونيز البعيدة عن ضوضاء الدروب، عندما يقترب مساؤها تبدأ روائح الشواء على الطريقة العثمانية، لمحبي الترف العثماني وحكايات سلاطينه الممتعة سيعايشون حالات مميزة تقربهم من حياة الأمراء والملوك البولنديين من هواة الصيد ومحبي الطعام في الهواء الطلق، تبدأ مع هذه الأجواء وشوشات الطيور التي تتأهب للرحيل من قدوم فصل تشرين باسمة للعابرين تحت أسرابها إنهم يشبهونها في تجوالها، وسيشاركونها الرحيل والابتعاد عن بولونيز أيضًا. وفي جُعبتهم عشرات الصور والرسوم التذكارية، وسط أجواء خريفية تلهم الخيال وتسحر العقل وتسر القلوب.

 النشاطات السياحية

هناك حكايات جميلة ترافق سيرة الأمراء وهي ركوب الخيل، صهيل الجواد وهو يشق عباب الكون، له مساحته في تلك القرية الساكنة، لمخبي الخيل كل الحرية في ممارسة هذه الرياضة الرائعة، ستعصف السماء ربما، وتفترق أسراب السنونو، للخيول أبجديتها في تمرس فن الحياة هناك والتأقلم مع مختلف الفصول!تتهيّأ الشمس للمغيب، فتبدأ قوافل العابرين في التوجه إلى منتجع البط، وسط بحيرة هادئة، مياهها صافية لتشاركها زوارق التجديف رقصتها في استقبال السائحين تحت أنوار متلألئة الألوان، بهجة الأماكن لها أثرها في الاسترخاء والاستمتاع، مشاركة الطبيعة للبشر في مساحات تتقن في تغيير لحظات الألم، وتبدع في تكوين حالة خاصة، غنية بالفرح، فتجود المشاعر بالتعابير الجذلة، والمعاني الشاعرية برقة النسيم الممزوج بروائح الحور والصنوبر والسرو، وبلون الأوراق المسافرة رغم بهتانها تشكل لوحةً باردة، تحت ضوء القمر الذي يتأهب للهبوط إلى ساحات السهر لتعلو الموسيقى وتتشابك الأيدي، وتستمر الحفلات حتى ساعات الفجر الأولى.ما إن تلوح بالأفق تباشير صبح جديد حتى يأوي السُّمُّار إلى الأكواخ أو الفنادق الريفية، التي تشع بدفء مواقد الحطب التي سهر السائحون على طقطقة أخشابها كأنها تبتهل رويدًا رويدًا. ويملأ الآفاق صياح الديك بعد ساعات ليست بالقليلة لتبدأ رحلة اكتشاف القرية البولندية بين أحضان الطبيعة التركية، تمازج مميز، وحياة مُترفة إلى أبعد حدود.
للاستمتاع بالمزيد إليك

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..