Loading Offers..
100 100 100

ملخص كتاب (المسلم في عالم الاقتصاد) للمفكر مالك بن نبي

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

المفكر الجزائري والملقب بفيلسوف الحضارة مالك بن نبي -رحمه الله- في كتابه: "المسلم في عالم الاقتصاد" يتطرق إلى عدة نقاط تهمّ العالم الثالث بشكل عام والإسلامي بشكل خاص، والمتمحور على مستوى طنجة- جاكرتا، والذي يمثل حدود العالم الاسلامي للنهوض باقتصاده واللحاق بركب محور موسكو – واشنطن، والذي يمثل حدود العالم الغربي.يستهل "ابن نبي" كتابه بالتحدث عن صورة العلاقات الاقتصادية الراهنة في العالم حيث يرى أن النظرية الماركسية التي ترد المشكلة الإنسانية كلها إلى العوامل الاقتصادية قد أغفلت بعض الأشياء الجوهرية في الظاهرة الاجتماعية إلا أنه يمكن اعتبارها صادقة في الحدود التي يمكن أن تفسر فيها الظاهرة الاجتماعية تفسيرًا اقتصاديًّا.بعدها يذهب إلى عنصر الحتمية الاقتصادية والاستعمار الغربي ويرى أن المسلم حين وقع في الأحبولة الاستعمارية أصبح عميلا مستعبدا مستغلا من الاقتصاد الحديث بدون حول ولا قوة له، ويقول "ابن نبي" في هذا الصدد: إن الاقتصاد في الغرب قد صار -منذ قرون خلت- ركيزة أساسية للحياة الاجتماعية وقانونًا لتنظيمها، أما في الشرق فقد ظل في مرحلة الاقتصاد غير المنظم.

فكرة المنفعة

ويشير "مالك بن نبي" إلى فكرة المنفعة التي جاءت مع الرأسمالية وفكرة الحاجة المربوطة بالنظرية الماركسية ويقول في هذا الصدد:
إن الزهد والمنفعة والحاجة ثلاث حقائق لا يمكن أن تدخل في اطراد اجتماعي واحد وفي واقع اقتصادي واحد. 

عجز المسلم عن خلق واقع اقتصادي

ومن هنا ينتقل إلى مفهوم الاقتصاد والاقتصادانية وعجز المسلم عن خلق واقع اقتصادي أو مذهب اقتصادي خاص به بعيد عن الرأسمالية أو الماركسية وذلك راجع إلى مشكلة الوعي الاقتصادي والتخصص الفني، أيْ: مشكلة توجيه الثقافة وتكوين الإطار الاجتماعي.ينتقل بنا "ابن نبي" إلى نقطة مهمة في توزيع الإمكانات فيسترسل بقوله:
إن حدود التفسير الاقتصادي البحت لتوزيع الإمكانات يحتم علينا أن نعيد النظر في قضية توزيع الإمكانات سواء بالنسبة للبلاد المتقدمة أو المتخلفة والاستفادة من التجارب الأخيرة في العالم، فقضية التخلف في العالم الإسلامي لا يمكن حصرها ضمن النطاق الاقتصادي فقط، بل يجب النظر إليها نظرة شاملة حتى ترتبط الأشياء الاقتصادية بجذورها الاجتماعية – الثقافية.
ويؤكد أن إهمال وتجاهل قضية الإنسان هي الأمر الذي أفقد التجارب الشرط الأساسي لنجاحها مثل ما حدث لمخطط "شاخت" الذي نجح في ألمانيا وباء بالفشل في أندونيسيا.فالواقع الإنساني بحسبه لا يفسر على أساس معادلة واحدة بل حسب معادلتين: الأولى معادلة بيولوجية موهوبة من الله إلى البشر كافة، والثانية اجتماعية هبة المجتمع إلى جميع أفراده، ومنه فالقضية بالنسبة للعالم الإسلامي ليست قضية إمكان مالي ولكنها قضية تعبئة الطاقات الاجتماعية، أي: الإنسان والتراب والوقت في مشروع تحركه الإرادة الحضارية؛ لأن العلاقة البينية بين الإمكان الحضاري والإرادة الحضارية علاقة سببية تضع الإرادة في رئيسة السبب بالنسبة للإمكان، أي: أن الإرادة الحضارية هي التي تبعث في عالم الاقتصاد الحركة والحياة فالكميات والأرقام لا تتدخل إلا عندما تنطلق عمليات الإنجاز.يقول مالك بن نبي: إنه عندما نحدد طبيعة الحاجة التي يليها الإنتاج فإننا نحدد طبيعة التوزيع وحجم شبكته، والحاجة من الوجهة الاقتصادية نوعان: الحاجة التي يغطيها المال والحاجة التي تغطيها إرادة حضارية ومنه نستطيع أن نرسم الديناميكا الاقتصادية في صورة مُسَلَّمتين:
  1. لقمة العيش حق لكل فم.
  2. العمل واجب على كل ساعد.

التوفيق بين الإنتاج والاستهلاك

ومنه وانطلاقا من المُسَلَّمتين فإنه ليس من السهل التوفيق بين الإنتاج والاستهلاك إذا لم نستوعب كافة الشروط النفسية والتقنية الضرورية لتحقيق عملية الإقلاع الاقتصادي في البلاد التي تعاني من كساد للطاقات الاجتماعية بالإضافة إلى أنه من أشد المكر أن يحطم الإنسان نفسه ويعطلها بيده دون أن يشعر لأن الماكر استطاع أن يخدعه بلغة الحقوق والحريات.وفي ختام كتابه هذا والذي بعنوان "المسلم في عالم الاقتصاد" يشير مالك بن نبي إلى أن الركود والتقهقر والتخلف الذي تعانيه الأمة العربية والإسلامية على حد سواء يرجع إلى تصورها للأشياء لا لطبيعتها بحد ذاتها، كما خَلُص إلى أن المعارك الاقتصادية اليوم متمركزة حول القيم الأخلاقية والثقافية، ويضيف أنه متى تكونت إرادة واضحة للعالم الإسلامي للنهوض باقتصاده فإنه سيهب ويقول كلمته الحاسمة؛ لأن الطاقات الذاتية التي تنبع من داخل الانسان قادرة على تغيير الأوضاع وقلبها رأسا على عقب وإلى جو يسوده الإخاء والطمأنينة؛ لذا على المسلم اليوم ألا يحصر اختيارات تسييره للنهوض باقتصاد بلده ثم بعالمه الإسلامي أجمع في مذهبَي الرأسمالية أو الماركسية وإنما عليه أن يؤمن باحتمالية إنشاء مذهب اقتصادي إسلامي ينفض عن المسلم غبار التبعية والتخلف و الركود الاقتصادي الذي تعانيه ويدفع بالأمة الإسلامية قاطبة إلى عجلة الأمان والتقدم والازدهار والرفاهية.

القارئ الحقيقي يقدّر جهود الكتّاب

📘 اشترِ نسخة الآن 📘

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..