عشر أسباب تجعلك لا تمل من مشاهدة مسلسل (أبو العروسة)

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

منذ عرض المسلسل المصري (أبو العروسة) في آخر عام (2017م) والذي لاقى رواجًا من المشاهدين، مما ترتب عليه جزء ثانٍ من المسلسل، بل وبعض المطالبات من الجماهير لجزء ثالثٍ، تصادف أن تم إعادة عرضه الفترة الماضية أثناء الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا، وهو ما جعله مرة أخرى مثار حديث للمشاهدين،ولكن ما هي تلك الأسباب التي تجعل مسلسلًا عاديًّا يلقى كل ذلك الرواج؟

1- إعادة تقديم قصة الأمير والأميرة

منذ الطفولة ونحن نحتفي دائمًا بفكرة الفارس ذو الحصان الأبيض، والأمير الذي يتزوج الأميرة، فالأمير الذي يحب الفتاة العادية، التي هي دونه في المستوى، ليست من طبقته، ولا من أهله، فطارق الغني الذي يقع في حب الفتاة العادية، ويحارب من أجلها والدته المتسلطة، ويحارب المشكلات التي تقابلهما بلا ملل، ترسم صورة الأمير الفارس الذي قرر أن يتزوج فتاته مهما كلفه الأمر.[في فترة الحجر: تعرّف على كتب وروايات تحولت إلى أفلام رائعة!]

2- الحموات الفاتنات

في مشاهدهما معًا، منذ دخول بيت زينة لطلب يدها، وحتى الدخول إلى قاعة الأفراح وهي تتأبط ذراع عريسها، هناك الكثير من المواقف التي يتخللها الصراع بين السيدتين، صراع مهذب، تراشق بالألفاظ بطله التورية، كيد النساء، الحماة التي تحاول دائمًا التعامل بفوقية، والأخرى التي تبتلع غضبها من أجل الحفاظ على سعادة ابنتها، لكنها لا تتوانى أبدًا عن رد اعتبارها، واعتبار ابنتها من تلك السيدة الشريرة.[أسباب غياب الإبداع في الدراما العربية]

3- الأب الحنون

(عبدالحميد) المواطن الشريف بملابسه البسيطة، الذي يشبه آباءنا بشكل كبير، المتفهم، العاقل، والذي قد يصل إلى المثالية في بعض الأحيان، لقد أثر في وجداننا للينه وهدوئه وتعامله بروية وحكمة، وحنانه الذي يذكر البعض بوالده، والذي يذكر الآخر بما يفتقده في والده، فهو الذي يربت ويشجع ويحمي الأبناء أمام ثورة الأم، وهو الذي لا يبطش عند الغضب، فحتى حينما وقعت ابنته في براثن مشكلة كبرى، على الرغم من غضبه وكبريائه الجريح سهر جوارها واطمئن عليها قبل أن يقرر العقاب.[5 أفكار خاطئة يرسلها فلم الجوكر للمشاهدين]

4- دفء العائلة

على الرغم من بساطة العائلة، كان الدفء هو سماتها الأساسية والترابط بين أفرادها، ورغم ما فرضته الحياة من قسوة وثقل يدها على حياتهم إلا أن الدفء لم يغب أبدًا عنهم، فهم يحرصون على التجمعات والمناسبات، فهم المنزل الذي يجذب الجميع إليه ويجدون لديه ملجأ، فهم الذين يعرفون قيمة العائلة ودائمًا يهتمون بها، فهم يتجمعون في كل المناسبات، وفي رأس السنة، يتمنون الأمنيات المختلفة، لعامهم الجديد.

5- عايدة

الأم المطحونة العاملة التي تعود من عملها؛ لتنجز أعمال المنزل. المثقلة بهموم البيت والأولاد، ثم يضاف إلى قائمتها الكبيرة من المصاعب مهمة أخرى وهي زواج ابنتها الكبرى وما يترتب على ذلك من أعباء مادية، وغيرها. سعادتها بالزوج المستقبلي الذي يحب ابنتها، ستجد والدتك في عايدة أو على الأقل ستجد صفة من صفاتها، من الموظفة التي لا تتوانى عن دورها في البيت إلى سيدة المنزل الماهرة، إلى الأم الحنون التي تتسلح بصوتها المرتفع وزعيقها، وداخلها يحمل حنان الدنيا، خلف وجه صارم.[القصص المصوِّرة بين المتعة والفائدة: هل تمثل مصدرًا ثقافيًّا؟]

6- جرعات مفرطة من الرومانسية

يستهوي هذا النوع من الرومانسية -غير الواقعية، أو للإنصاف قليلة الوجود- قطاعًا عريضًا من الفتيات اللاتي يبهرهن الورد، ومائة سبب لحب زينة أو مقابلة طارق لحديث عروسه الجاد بكلمات غزل غير متوقعة، الفتاة العنيدة والرجل الصبور، الفتاة التي لا يتخلى عنها الحبيب أبدًا، الذي يقاوم من أجلها غضب الأم إلى المشكلات المفتعلة من قبل والدته وأخته، إلى سوء ظنها به، كل تلك الأمور يتحملها من أجلها، وحتى حينما يغضب يسارع إلى إصلاح ما فسد بينهما، هداياه الرائعة، واعتذاراته المنمقة، وكل اللحظات الرومانسية.“هم أكثر جاذبية من الرجال على أرض الواقع”: نظرة إلى العالم الغريب لألعاب الفيديو الرومانسية الصينية

7- تعدد العلاقات والمشكلات

المسلسل يجمع بين الفقير والغني، السوي والذي لا يمكنه مقاومة شهواته، المسلم والمسيحي، الأب الحنون والأب المتراخي، الأخ المتسلط والأخت المتمردة، المحب الحقيقي والمحب المتردد، الزوجان غير المتفقين على الرغم من مشاعر الحب التي يحملانها تجاه بعضهما، الشعور بالدونية والشعور بالغرور، يعرض المسلسل كل هذا وأكثر، تمتد يده إلى مشاعر المشاهدين، فهناك هاجر المراهقة، زينة العاقلة، أكرم المتهور، الأطفال الأشقياء، يعرض كل المشكلات بشكل مبسط، ويعرض حلولها بشكل غير مباشر، لا يجعلك تشعر بالملل، ففي كل حلقة حدث جديد.[لماذا نتمسك بعلاقات الحُب (من طرفٍ واحد)؟ وكيف نتجاوزها؟]

8- الألوان المبهجة

من ألوان الملابس إلى أشكال البيوت، إنه مسلسل الألوان الزاهية، وحسب ذلك ألوان فساتين زينة، وكرنفال فساتين الزفاف.

9- الاختيارات الموفقة لطاقم العمل

أبدع (سيد رجب) في دور الأب بملامحه المصرية الأصيلة، إن أهم ما يميزه تقاطيعه التي تشبه أبوك أو عمك أو جارك الذي يقطن آخر الشارع، إنهم يجتمعون داخل وجهه فتشعر له بالألفة والارتياح؛ لأنه يشبهك إلى حد كبير، إلى جانب قدرته على التقمص والتغير من موقف الشفقة للغضب والسعادة والحزن، كما أن نظرته إلى ابنته في فستان الزفاف، لا تترك مجالًا لئلا تصدق أن ما يحدث حقيقي وليس تمثيلًا.كما أن اختيار (سوسن بدر) لدور الأم كان موفقًا أيضًا، فلا توجد من لديها القدرة، لتجمع بين الشراسة والحنان، القوة والبساطة، سواها. إلى باقي الأدوار.

10- النهاية السعيدة

مرة قالت لي صديقتي بعد مشاهدة فيلم ممتع، لكن نهايته غير سعيدة، بالرغم من أنها النهاية المناسبة للأحداث، إنها لم تحب الفيلم؛ لأنها لا تحب النهايات الحزينة حتى لو كانت واقعية، وهو ما يمثل رأي القطاع الأكبر من الجمهور، الذي لا يهتم بالحدث بقدر اهتمامه بالنهاية السعيدة التي تبث الأمل في نفسه.فهم يبحثون عن فيلم أو مسلسل من أجل الترفيه عنهم بعد يوم طويل من العمل، مثقل بالهموم لا يحتمل نهاية حزينة، لعمله المفضل فتضاف إلى سجل خيبات اليوم، بدلًا من الترفيه عنه، فالمشاهد يتفاعل بكل حواسه مع المسلسل أو الفيلم، مما يجعله يحزن ويفرح ويغضب ويتألم مثلما يحدث لأبطاله، فالزفاف كان هو النهاية السعيدة والملائمة والتي يحب أن يراها هو.[أين تختبىء عندما يحتل الزومبي العالم؟]ولعل أهم الأسباب، أكثر من كل ذلك هو إمكانية مشاهدته مع جميع أفراد العائلة، فلا يوجد لفظ جارح أو إيحاء غير مهذب.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد