Loading Offers..
100 100 100

شكرا كورونا.. فقد وحدت البشرية

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

(كوفيد-١٩) أو فيروس كورونا، ذاك الزائر الثقيل جدًّا على العالم أجمع، بدأ مشواره في نهاية العام الماضي من الصين تحديدًا وما لبث إلا وخاض العالم أجمع من أدناه إلى أقصاه، يجوب العالم ويعيث فسادًا و يترك خلفة مئات بل آلاف المصابين و الموتى.هي ليست مزحة أو فيلم رعب قد تشاهدونه على "نتفليكس" ولكن واقعًا أليمًا، يعد الفيروس التاجي (كوفيد-19) نوعا جديدًا من عائلة الفيروسات التاجية حيث لم تسجل إصابات به في البشر من قبل، وتم الإبلاغ عن أول حالة للإصابة بهذا الفيروس في (31) ديسمبر (2019م) في مدينة ووهان، بجمهورية الصين الشعبية، وتشمل الأنواع الأخرى المعروفة من فيروسات كورونا كلا من فيروس "سارس" وفيروس "ميرس" عمومًا فإن (كوفيد-١٩) -كأي فايروس لا يرى بالعين المجردة- ينتشر بسهولة وسرعة فائقة، فبعد أن كانت الإصابات لا تصل للمائة إصابة في الصين في نهاية العام المنصرم، إلا أنها الآن تعدت الـ (723,655) إصابة حول العالم، بينما الوفيات تزيد عن الـ (34,010) وفاة حول العالم ويمكنك مشاهدة تعداد الإصابات من هنا.عمومًا، ونظرًا لخطورة هذا الفيروس فقد قامت العديد من المنظمات والدول لاسيما المتقدمة والتي انتشر فيها الفيروس بشكل ملحوظ ومسببًا لأزمات غير متوقعة فكان واجب عليها تصنيفه كوباء لا يجب الاستهانة به أبدًا، وكان لا بد لها من اتخاذ قرارات حازمة ونصائح طبية مهمة وتجهيز المستشفيات بالكثير من المعدات الطبية لمواجهة هذا الأمر الجلل.
بدأت دول العالم بتنبيه المواطنين والقاطنين على أراضيها بعمل عدة أمور لتجنب الإصابة بالمرض منها:
  1. تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات (حية أو ميتة).
  2. تجنب الاتصال المباشر مع أي شخص لديه أعراض عدوى الجهاز التنفسي.
  3. تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال باستخدام المنديل أو باطن كوع اليد.
  4. مداومة غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام المعقم.

حين تزايد أعداد المصابين وساءت الأحوال، لم يكن على الدول إلا أن تغلق المنافذ الجوية والبرية بل والبحرية تجنبًا لتزايد العدوى من المصابين من الخارج. لكن ذلك لم يكن كافيًا ليوقف (كوفيد-١٩) فكأنه موصى بمهمة أكبر.

قام العالم ولأول مرة في التاريخ بالاتحاد، نعم لقد توحّد العالم، أغلقت جميع المنافذ، وصدت جميع الأبواب، منع الناس من التجمعات أيا كانت وكيفما كانت، سرح الطلاب في جميع المراحل التعليمية والمعلمين والعاملين في الهيئات التدريسية، توقفت البرامج الاجتماعية والاجتماعات والندوات والمؤتمرات، أغلقت الأسواق والمحلات، توقفت المساجد وأدوار العبادة الأخرى عن استقبال الناس، ولا ننسى أعظم مصاب ألا وهو توقف الحرم المكي عن استقبال معتمريه، نعم لا صلاة جماعة ولا اعتكاف ولا عمرة.

أعزائي لم ننته عند هذا الحد، فحتى الآن ليس هناك لقاح لهذا الفيروس المتطور، فسلمت الحكومات الأمر للمواطنين، بأن يحموا أنفسهم من أنفسهم، يغلقوا الأبواب على من يحبون وممن يحبون، وحُظر التجوال في بعض الدول، من كان واعيًا وأراد العافية له ولذويه فقد التزم واحتكر الوباء، ومن لم يلتزم بكل ذلك سبب أزمة لوطنه بأكمله، ولكم أن تتخيلوا الوضع كالذي حصل في إيطاليا مثلاً.

مع كل ذلك، ومع ما لم أصفه بين سطور مقالي أكبر، ولكن حقًّا، شكرًا لأزمة كورونا فقد وحدتنا ووحدت أوطاننا وأنعشت علاقاتنا الاجتماعية وطهرت الأرض من ملوثات الغلاف الجوي.

شكرا كورونا فالوالد الذي كان ينشغل عن أبنائه صار بينهم الآن ويؤمهم في خمس صلوات يوميًا، والأم التي كانت لا تجد وقتًا لنفسها ها هي تنعم بالراحة في منزلها آمنة مطمئنة على نفسها وصغارها، الأبناء الذين يشكون هموم الدراسة علموا بأهميتها بعد تعطيلهم، عرف المجتمع أهمية كل فرد فيه، وعلمت الحكومة أن لديها شعوبًا واعية، وعلم العالم أجمع أن الغطرسة والجبروت قد تهدم بفيروس خفي لا يرى بالعين المجردة.

شكرا "كورونا" علمتنا أن الصحة كنز، والعافية نعمة نسينا أن نشكر الله عليها، علمتنا أن الأمان من الله وحده، علمتنا أن بيوتنا الصغيرة أوسع من الشقق الفارهة التي نحلم بها، علمتنا أن السعادة بين أهلنا وضحكاتهم والاطمئنان عليهم، ليست بين سفرة وطلعة، علمتنا بأن قراراتنا بأيدينا ومسئولياتنا تجاه أنفسنا عظيمة.

كورونا، شكرا لك فقد علمتنا بأن أسلوب الحياة السليم يبدأ منا، ولم يكن علينا انتظار قرارات وإجراءات من الوزارات والحكومات لنحمي أنفسنا وأطفالنا، بل كان الأمر بأيدينا ولا يزال، فحافظوا على صحتكم ما استطعتم، اللهم اصرف عنا الوباء والبلاء وقِنا شر الداء وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

للمزيد إليك

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..