Loading Offers..
100 100 100

أكبر خمسة أخطاء تجعل العلاقات أكثر تعقيدًا

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

هناك بعض الأخطاء نفعلها في تعاملاتنا مع الآخرين ومع أقرب المقربين لنا؛ تجعل العلاقات ليست سوية، ليست علاقة ودّ ولطف، ليست علاقة رحيمة تجعلنا نستمتع بوجودنا معًا. وأحيانًا كثيرة تصل بنا تلك الأخطاء إلى جرح وألم الآخرين ثم خسارتهم وفقدانهم إلى الأبد.الحقيقة أن تلك الأخطاء ليست وحدها السبب، ولكن إصرارنا على عدم رؤيتها والتغافل عنها سبب أكبر، عدم أخذ نيّة للتغيير وإصلاح الأخطاء هو ما يؤلم وليست الأخطاء ذاتها. فقد خُلقنا لنُخطئ ثم نستغفر ونتوب، وهكذا يُعلمنا الله أن كل خطأ يُمكن أن يُغفر إذا استغفرنا وتُبْنَا عنه. وكذلك نفوس البشر، إذا رأت منك طلبًا للمغفرة وتوبة عن خطئك حتمًا ستعفو وتصفح.

أخطر الأخطاء التي تُفسد علاقاتنا بالآخرين

1. الكذب

الكذب من أكثر الأخطاء والذنوب انتشارًا وكثيرًا ما نتهاون معه رغم أننا نعلم أن لساننا سيشهد علينا يومًا ما، وأيضًا نعرف الحديث الشريف (وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم). الكذب يجعلك تُخفي حقيقتك، هويتك، يجعلك تخشى الناس أكثر من خوفك من الله وعلمه بكل ما تهمس. كما لا يطول الكذب كثيرًا حتى ينكشف، لأن من يكذب لا بد أن يكون ذا ذاكرة فولاذية ليتذكر كل كلمة قالها مهما مرّ عليها من وقت، وأيضًا يقول نفس الكلام للجميع، وهذا غير ممكن إلا مع الصدق فقط.الكذب سيجعلك تفقد ثقة أحب الناس إليك، لن تكون أهلًا لذلك، ستفقد حبهم وتقبّلهم لك كما أنت. ستحصد فقط اللوم والتأنيب وعدم الثقة. فلماذا كل هذا؟ هل لأنك تخاف، أم لأن الصدق سيُسبب بعض المشكلات، أم لأن ما ستقوله حقيقةٌ غير مقبولة من الطرف الآخر؟لتكن صادقًا مع نفسك هذه المرة وتُجيب بصدق؛ كي تستطيع أن تحل تلك المشكلة بدلًا من الغوص فيها أكثر، قبل أن تُصبح عادة تفعلها دون أي تبرير، ووقتها ستنشأ مشكلات أكبر وقد لا تستطيع حلَّها حينئذٍ.

2. عدم تقبل الآخر كما هو

أكثر شعور يُمكن أن يُحزِن إنسانًا هو شعور "أنت غير مقبول، لا بد أن تتغير، أنت كما أنت لست أهلًا للمحبة" أن يكون الحب مشروطًا بصفاتٍ وأشياءٍ دونها أنا لا أحبك. فلنحاول قليلًا أن نضع أنفسنا مكان الآخر، هل ستُحب ألا يُحبك أحد إلا بشرط، أن تكون صفاتك كذا وشكلك كذا كي يُحبك.. هل ستُحب هذا؟ حتمًا لا، فكُلنّا نبحث عن أن نُحَبَّ كما نحن، دون أن نفعل شيئًا عظيمًا نُجزَى له بالحب. كُلنّا بالفطرة نقدِر على الحب؛ حبًّا في الحب وفي صفات الله التي نراها في كل إنسانٍ خلقه.لكن الآن تشوهت الفطرة لدينا، أصبح لكل شيء معيار، للجمال معيار، للحب معيار، للنجاح معيار. أصبحنا ننظر جميعًا بنفس النظارة، نُقيِّم الآخر، نحبه، ونضع عليه الأحكام وفق معايير مجتمعية ليس لها أيّ قيمة غير القيمة التي نضعها لها. فلنتحرر من نظارات التقييم ولنَعُدْ إلى فطرتنا السوية، نتعامل مع الآخر كونه إنسانا مُكرّمًا، وهبه الله ما يُميزه وينفرد به وحده؛ فلنبحث عن فرديته لنراها، فلنلقي عليها الضوء لتزيد. فلنتقبله ونحبه لإنه يستحق الحب كما هو وفقط.

3. الخلط بين الفعل والفاعل

عندما نستاء من شخص بسبب فعلٍ ما، نخلط بين ما فعله وبينه كإنسان. فمثلًا نقول: أنا أكرهك أنت كاذب ونلبسه الصفة، والصحيح أن نقول: أنت كذبت وأنا أكره الكذب. عندما نخلط وتتداخل الأمور هكذا، يفقد الشخص المتهم القدرة على تمييز نفسه، يفقد كونه إنسانًا يُخطئ ويُصيب، ويلبس الصفة فلا يرى داعي لأن يتغير، فلماذا سيتغير ما دام هو هكذا ومن حوله يرَونه هكذا. وخصوصًا إذا كان الشخص لا يستطيع تمييز نفسه الحقيقية من نفسه التي يراها الآخرون. أمّا الشخص الذي يحكم عليه بالكذب فسيُعمي نفسه عن رؤية أي صفاتٍ جيدة. وسيرى فقط ما يكره وما ينعت به الشخص.فلنحاول ونجتهد أكثر في التفرقة بين الفعل والفاعل، ولنتذكر عند خطأ الشخص؛ أنه إنسان مُكرّم ولكن أخطأ، وهذا حق أعطاه الله له وسيسامحه إذا استغفر، فكيف أنعته أنا بصفة وأجزم بأنه كذلك.

4. التضحية

تبدو غريبة ولكنها حقيقة، عندما يظن الشخص أنه سيُضحي من أجل الآخرين فحتمًا سيظلم نفسه. حتمًا سيأتي وقت ولن يستطيع أن يُضحّي أكثر. والأكثر ألمًا أنه لن يجد مقابل كل تضحياته كلمة شكرًا هل تعلم لماذا؟ لإنه أهمل حقَّ نفسه، ظنًّا منه أن الآخرين -مهما كانت درجة قربهم- أهم منه ويستحقون وهو لا يستحق مثلهم، نعم لا يُدرك هذا بوعي ولكنه في العمق هذا ما يحدث.تمت تربيتنا على أن التضحية شيء نبيل ستجعلك تصل للقلوب وسيتذكر الآخرون لك كل ما تفعله. ولكن الحقيقة أثبتت غير ذلك تمامًا. لا يستطيع تذكر من ضحيت لأجله إلا أن هذا حقه عليك، وصل لإدراكه أن ما تفعله طبيعي فأصبح حقًّا مكتسبًا، وليس من حقك ألا تفعل. كل هذا حدث بسبب نيّة التضحية وإهمال نفسك، فكيف تُهمل نفسك وقد كرمّك الله، كيف تُهمل نفسك وهي ما ستُسأل عنه، كيف تظلم نفسك وأكبر ظلم حذّرك الله منه هو ظلم نفسك.لنُفرِّق جيدًا بين التضحية والإيثار؛ التضحية هي ظلم لنفسك بتحمُلك ما لا تطيق وانتظار التقدير من الآخرين. أمّا الإيثار هو أنك مكتفٍ أولًا، وما تفعله تفعله عن طيب خاطر ونية عطاء دون انتظار أي نوعٍ من المقابل أو التقدير من الآخرين. الإيثار هو إخراجك مما يخصُّك ومما تحبّ بنفسٍ راضيةٍ تمامًا.

5.الهروب

عندما نُخطئ في حقٍّ أحد؛ كثيرًا ما نلجأ إلى عدم المواجهة لأنه الحل الأسهل، لن أبرر، ولن أحاول تغيير الخطأ ولا الاعتذار عنه، ولن أَعِدَ واضْطَرَ للوفاء، ولن أتحمل مسؤولية أفعالي.عندما كنّا صغارًا لم يهتم آباؤنا وأمهاتنا بتعليمنا كيفية تحمل مسؤولياتنا الصغيرة، فكيف بالكبيرة عندما ننضج، لكن فلندع الماضي ولومه الآن؛ فلن يُغيّر هذا من الأمر شيئا. ولنتعلم المواجهة، نتعلم تحمُل مسؤولية أفعالنا؛ كي لا نخسر أشخاصًا نحبهم بسبب هروبنا من الاعتذار وإصلاح الخطأ. كي نُرمم أخطاءنا ولا نعيد تكرار نفس الخطأ بسبب هروبنا وعدم تعلمنا منه.ولنتذكر دائمًا أن كل خطأ لا نتعلم منه سيظل يُعاد آلاف المرات بأشكالٍ متعددة حتى نتعلم. لن يخلُقك الله كي تظل كما أنت، يُريدك أن تتطور وتنضُج وتظل تُحسِّن من نفسك حتى تنال جنته وأنت في أفضل نسخة منك. وأنت كما يجب أن تكون. فلتظل تحاول، وتتعلم من أخطائك، كي تنعم بحياةٍ أفضل وعلاقاتٍ أفضل تملؤها المودة والرحمة واللطف.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..